ترشيحات بعض الاحزاب

الأستاذ المصطفى اكليب

يبدو من الترشيحات التي أعلنتها بعض الأحزاب سواء في الموالاة أو المعارضة أنها اختارت مرشحيها حسب معيارين أساسيين :
المعيار الأول أن يكون المرشح محل ثقة لدى الحزب مؤمنا بالمشروع أو المبادئ وله تاريخ نضالي معروف لدى جمهور الحزب أو الدوائر الفاعلة فيه
المعيار الثاني أن يكون ممثلا لمكون من مكونات المجتمع عرقيا أو شرائحيا أو جهويا أو قبليا 
فإذا التقى هذان المعياران في شخص فهو المرشح الأنسب ثم بعد ذلك يتم النظر إلى المؤهلات والكفاءة
وحسب هذين المعيارين يتم تقديم البعض وتأخير البعض وعدم ترشيح البعض
ستصوت جماهير الأحزاب الأكثر انضباطا دون " تفكير" لمرشحيها 
وسينظر من يستخدمون العقل والتفكير إلى المرشحين أنفسهم باحثين عن الكفاءة والمؤهلات فنحن أثناء الاختيار بين المرشحين لا ننتخب الشريحة أو العرق أو القبيلة أو الجهة بل ننتخب المرشح نفسه بما يمتاز به من صفات وما لديه من مؤهلات
فإن كان المرشح مرشحا للنيابيات فينبغي أن يكون بارعا في عرض الموقف الذي يتبناه قادرا على تفكيك موقف الخصم واستخلاص تناقضاته ، لا يهادن ولا يساوم ، نموذجا أخلاقيا ونضاليا لا يجد خصومه في سيرته مطعنا يمكن توظيفه ضده
و إن كان مرشحا للبلديات أو لهذه المجالس الجهوية المستحدثة فينبغي أن يكون صاحب خبرة في التسيير وتجاوز العوائق ومد جسور التفاهم مع الجميع واتقان أساليب المناورة وأن يكون نموذجا أخلاقيا ونضاليا 
ترشيح بعض الأحزاب تزكية للمرشح وشهادة في صالحه ولكنها لا تكفيه ، وفي المقابل فإن بعض المرشحين يعطون للأحزاب ألقا ورواجا كانت تفتقد إليهما ولكن يبقى ذلك الرواج في دائرة المنتمين إلى الحزب سواء كانوا منضبطين أو غير منضبطين
وهنالك صنف من المرشحين قادر على جذب الناخبين من خارج دائرة الحزب بل من خارج دائرة تحالف الأحزاب المنتمين إلى فضاء واحد وهذا النوع من المرشحين هو القادر على احداث المفاجٱت وتجاوز التوقعات
أما بعض المرشحين فهم عبء على الأحزاب لأنهم يمثلون رهانا خاسرا ومع ذلك تجد بعض الدوائر الفاعلة في بعض الأحزاب تفرض ترشيحهم باصرار وحزم رغم تذمر ورفض جماهير الحزب

....................................

نقلا عن صفحة الكاتب 

جمعة, 03/08/2018 - 15:26