01 عام مرت على وعد بلفور، ولا تزال قوى الاستعمار تساند اسرائيل في السيطرة على باقي فلسطين، وها هي الولايات المتحدة ومن خلال "صفقة القرن" تفتح شهية اسرائيل لسلب المزيد، وتعطيها ضوءا أخضر وحماية كاملة. "إذا مر وعد بلفور لن تمر صفقة العصر"، هذا ما قاله الرئيس محمود عباس في كلمته خلال افتتاح أعمال الجلسة المسائية للدورة الـ30 للمجلس المركزي الفلسطيني.
عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واصل أبو يوسف قال لـ"وفا"، إن "محاولات الإدارة الأميركية شطب القضية الفلسطينية وتصفيتها، تعد استكمالا لوعد بلفور المشؤوم، واليوم صفقة القرن التي أعلنت عنها الولايات المتحدة، هي نتاج ذلك، وحلقة ضمن حلقات ذلك الوعد".
وأشار إلى أن الشعب الفلسطيني قدم خلال السنوات الماضية تضحيات كبيرة في سبيل حريته واستقلاله والدفاع عن أرضه ووطنه وكيانه، لذلك لن تنجح هذه المرة كل محاولات شطب القضية.
وأضاف، "بات واضحا تماما أن وعد بلفور هو الذي أسس وأعلن لما يسمى بالوطن القومي لإقامة دولة يهودية في فلسطين، وتشريد الشعب الفلسطيني، وتم بناء على ذلك تسهيل الهجرة اليهودية وتسهيل دخول السلاح للعصابات الصهيونية التي عاثت فسادا وارتكبت أبشع المجاز".
في هذا السياق، قال المحلل السياسي عبد المجيد سويلم إن ما تسمى "صفقة القرن" هي امتداد لا يختلف كثيرا من حيث الجوهر عما جاء في مضمون وعد بلفور، وذلك لأن الأخير أسس لقيام اسرائيل وركز الدعم الغربي من أجل اقتطاع جزء كبير من أرض فلسطين وأعطاها عنوة وتحت قوة السلاح لليهود، وفي الجهة المقابلة، هناك صفقة القرن التي تحاول الآن تكريس هذه الوقائع عبر اقتطاع جزء كبير من الضفة الغربية واعطائها لليهود، وتشرعن الاستيطان فيها، وتمنع الشعب من ممارسة حقه في تقرير المصير على أرضه، وترفض الامتثال للقرارات والقوانين الدولية التي تتعلق بحق عودة اللاجئين.
وأكد أن العلاقة بين وعد بلفور وصفقة القرن هي علاقة عضوية، كعلاقة السلسلة بالحلقة، وعلاقة القوى الغاشمة الاستعمارية التي دعمت المشروع في ذلك الوقت، اي بريطانيا، والقوى التي تدعمه اليوم، وهي أميركا.
وأشار الى أن "ترمب" يؤسس اطروحاته على ما تم في تلك الحقبة، بمعنى أنه يؤكد الأسطورة القديمة التي تقول إن هذه الأرض هي خالصة وملك للشعب اليهودي، بل ويعمل على تحويل تلك الأساطير الى حقائق سياسية، فإذا كان وعد بلفور بعد أكثر من 100 عام قد أسس لمثل هذه الاساطير، فإن صفقة القرن تحاول فرض هذه الاساطير على أرض الواقع.
واستدرك، "لكن هذه المرة اصطدموا بإرادة الشعب الفلسطيني، وها هم يواجهون أزمة في إقناع المنطقة بقبول هذه الصفقة، وسيلجأون إلى أدوات مختلفة من أجل ضرب المشروع الوطني الفلسطيني الذي يجسد حقوق وأهداف الشعب الفلسطيني، فمثلا محاولاتهم إقامة كيان منفصل في غزة، هذا جزء من الخطة والتحايل الذي تقوم بها الإدارة الأميركية لتطبيق صفقة القرن بوسائل ملتوية وغير مباشرة.
أما الكاتب والمحلل السياسي أحمد عوض فقال إن وعد بلفور وعدت به "الإمبريالية" الكبرى في بداية القرن العشرين، وأسست به لإقامة دولة اسرائيل، والآن "الإمبريالية" الأميركية تؤكد هذا الوعد وتكمله.
أما المؤرخ صالح عبد الجواد فقال إنه في العام 1830 أخذ الاستعمار الغربي على عاتقه منع تشكيل حكومة وحدة عربية، وهو السبب وحجر الزاوية في قيام دولة اسرائيل، وهو ما أدى الى نشوء نكبة 1948، واليوم الادارة الأميركية عبر قراراتها تشرعن أعمال النكبة وتضع القوانين الظالمة بحق الشعب الفلسطيني في ظل تفتت العالم العربي أيضا.
أما الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات حنا عيسى فلفت إلى أن "قواعد القانون الدولي تؤكد أن إجراءات الانتداب كانت خرقا لميثاق عصبة الأمم المتحدة، وأن التقسيم كان تجاوزا لصلاحياتها، وأن وعد بلفور لا يمثل أي سند قانوني يعتمد عليه.
ـــــ
المصدر الاولي
/ي.ط