أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس أن المغرب وجبهة البوليساريو قررا المشاركة في المباحثات التمهيدية التي دعا إليها مبعوثه الشخصي هورست كوهلر كمدخل لإجراء مفاوضات مباشرة بين أطراف نزاع الصحراء.
وقال غوتيريس في تقريره لمجلس الأمن حول الصحراء، إن كوهلر وجه الدعوة لأطراف النزاع يوم 28 سبتمبر الماضي لعقد اجتماع تمهيدي للمفاوضات المباشرة في جنيف خلال شهر ديسمبر، وحدد أجل 20 أكتوبر الجاري لتلقي ردود الأطراف على دعوته. وأشار غوتيريس في التقرير، الذي سيقدمه غدا الجمعة لمجلس الأمن والذي وزع الخميس نسخة متقدمة منه على أعضاء المجلس، إلى أن المغرب رد بالإيجاب على الدعوة يوم 2 أكتوبر وردت جبهة البوليساريو بدورها بالإيجاب يوم 3 أكتوبر. وعبر غوتيريس عن ثقته في أن الجزائر وموريتانيا ستستجيبان بدورهما لدعوة مبعوثه الشخصي.
وتضمن التقرير الجديد نتائج الجولة التي قام بها مبعوثه الشخصي إلى المنطقة في يونيو الماضي. وأشار التقرير إلى أن جبهة البوليساريو وضعت حدا لنشاطها في منطقة الكركرات على الحدود المغربية - الموريتانية منذ 22 أبريل الماضي ، كما أن قادة "بوليساريو "، أكدوا لكوهلر التزامهم بعدم نقل أية منشآت إدارية إضافية من معسكراتهم بمنطقة تيندوف في الأراضي الجزائرية إلى بير لحلو وتيفاريتي (شرق الجدار الدفاعي المغربي). وأشار التقرير إلى رسالة العاهل المغربي التي يدين فيها الاستفزازات المتكررة لجبهة البوليساريو وخرقها لاتفاق إطلاق النار وسعيها لتغيير وضعية المنطقة العازلة الواقعة بين الجدار الدفاعي والحدود المغربية -الجزائرية.
وبخصوص زيارة كوهلر للجزائر، أشار التقرير إلى أن رئيس الحكومة الجزائرية ووزير خارجيتها أكدا دعم الجزائر للمسلسل السياسي. وأضاف أن وزير خارجية الجزائر عبد القادر مساهل عبر عن استعداد الجزائر لتعزيز دورها في المسلسل السياسي، استجابة للقرار الأخير لمجلس الأمن الذي طلب منها ذلك. غير أنه أضاف أن الجزائر ستقوم بذلك من موقعها كجار وليس كطرف. وأشار التقرير إلى أن مساهل قال لكوهلر إن الجزائر لن تجلس في طاولة المفاوضات مكان جبهة البوليساريو.
أما في نواكشوط، فأشار التقرير إلى أن كوهلر تباحث مع الرئيس الموريتاني ووزير خارجيته، اللذين أكدا له استعداد موريتانيا لتعزيز انخراطها في المسلسل السياسي على أمل إيجاد حل سلمي لنزاع الصحراء. وأضاف أن الرئيس الموريتاني اعتبر ذلك أساسيا بالنسبة للمنطقة التي تعاني من استفحال تهريب المخدرات والإرهاب والفقر.
وبخصوص بعثة الأمم المتحدة لمراقبة وقف إطلاق النار في الصحراء "مينورسو"، أكد الأمين العام للأمم المتحدة في تقريره على أهميتها، وطالب بتمديد مهمتها إلى غاية 31 أكتوبر 2019، غير أنه عبر عن قلقه إزاء التهديدات الأمنية التي تواجهها في المنطقة الواقعة خلف الجدار الدفاعي المغربي، حيث تنشط الجماعات الإرهابية وعصابات تهريب المخدرات.
وتضمن تقرير الأمين العام للأمم المتحدة حول الصحراء خلاصات مهمة التدقيق والافتحاص التي خضعت لها بعثة مينورسو خلال شهر يونيو الماضي، وقدم اقتراحات لتحسين أداء مهمتها، وعلى الخصوص تعزيز قدراتها التكنولوجية في مجال المراقبة.
كما أوصى تقرير غوتيريس حول الصحراء بالعودة إلى العمل ببرنامج إجراءات الثقة، الذي وضعته مفوضية الأمم المتحدة السامية للاجئين، والمتوقف منذ مدة، باعتباره أساسيا في مسلسل السلام. وللإشارة فإن هذا البرنامج يشمل تبادل الزيارات بين اللاجئين الصحراويين في مخيمات تندوف ( جنوب غرب الجزائر) ، وعائلاتهم في المحافظات الجنوبية للمغرب.
ايلاف











