عن ملف الإباحية المعروض على المحاكم في كيفه، ألم يكن الاستئناس بالعمر أو بحديث "إذا ابتلي أحدكم..." بحق المراهقتين أولى ؟ صيانة للعرض وحماية للضعيف. مجرد تساؤل رغم احترامي للضبطية والمحكمة.
ماهو مؤكد أن جنون الغريزة وجنون الآلة وشباب الهرم السكاني في مجتمعنا جوائح تضرب بأطنابها وتحتاج ألف وقفة وألف برنامج توعية وألف احتياط.
فقر مدقع أو فراغ مستدام وطول انتظار لفارس أحلام؛ وسيارة مكيفة ومعرفة مسبقة ولو طفيفة براكبها ؛ واستراق لحظة براءة يتبعها إغراء بمال وعطر وتعسيل في الكلام كافية لأي رجل عديم التربية في الجني على فتاة عظيمة التربية.
ملف "المدريدي" نقطة في جنب ثور من الاغتصاب المادي واللفظي والتشكيلي والنفسي والطبقي تتلبس بلبوس الحرية الشخصية المزعومة وتكشف ظلعانا مستبانا في ميزان المال والعلم والثقافة والسن والجنس بين الرجل والمرأة في مجتمعنا، يقترفها أشباه الرجال على مدار الساعة في صفوف الفتيات المؤمنات الغافلات.
ابتُلِي المدريدي ولم يستتر -غفر الله لنا وله وهدانا وهداه وسترنا وستره وأعان شريكتيه وذويهما- لكنه وثق جرحا نازفا في تفاعلات مجتمع مابعد الخليوي والهاتف الذكي يستدعي وقفات تربوية ونفسية وتثقيفية كبرى.
المدريدي قد يكون أنا أوأنت وضحاياه أخواتنا كلينا وهوايته هوايتنا، غطى الستر هنالك وهتكت الأعراض بالهواتف اللعينة هنا لكن الخلل أكبر من مجرد مغامرة موثقة ومظنة زنى موثقة.
مرة أخرى تتحدث الغريزة عن نفسها والقضاة هم أقدر الناس حكما وتعزيرا ونظرا على التفكيك والاستماع للمقدور عليهم؛ لكن المدرسة والمخفر والمسجد والبيت والصحيفة والصفحة على الفيسبوك في مجتمعنا عليها ما على القضاة من الوزر ولها مالها من الأجر.
وليت الأمهات أو المربيات علّمن صغار القوارير شيئا مما نحن فيه.
نحن الرجال في المجتمع الموريتاني مطالبون بالورع والترفع والتعفف أكثر من النساء لأن أخطاءنا أشد وطئا وقوانا أكثر قيلا وتأثيرا واجتياحا.
..................................................
نقلا عن صفحة الكاتب











