دور الإعلام الجديد في تعزيز السلم

صلاح الدين السيد

في منطقة تطحنها الحروب والمآسي على المستويات المادية والمعنوية، يبرز دعاة الحروب بدعاية تحرض على القتل والكراهية وتهشيم عظام آمال الشعوب في السلم والأمان والاستقرار، مسوقة دعاية العنف في ثوب نصيحة بانتقام لدم أب أو أخ قضى في موجة عنف سابقة، لا حرصا على إحقاق حق وإنما استدرارا لموجة عنف لاحقة.

ولا يخفى على المتابع للشأن العالمي بشكل عام والعربي بشكل خاص أن السلم هو مبتغى شعوب العالم والعرب والمسلمين، وأن دعاية العنف والكراهية تجارة رائجة في المنطقة، ليس لها زبائن كثر بالضرورة ولكنها طاغية في سوق الإعلام الرقمي الذي لا رقيب عليه. 

فلولا أنها تجارة منتشرة لما سنحت فرصة للجماعات المتطرفة في إشاعة فكرها ضمن فئات المنحرفين عن جادة السلم والصواب بمجتمعاتنا، والسعي وراء ذلك لضمهم إلى صفوفهم واستهداف المجتمعات المسالمة بأعمال إرهابية دموية، أو نشر فكر منحرف مضلل، باستخدام آلة إعلامية احترافية تجمل القبيح وتظهر لضعاف العقول السراب ماء. 

دور الاعلام المركزي

باستحضار هذا الواقع المر بأبعاده، ونظرا لتطلعات شعوب المنطقة أضحى من اللازم نقل رسالة السلم واحترام الآخر والدعوة للتعايش عبر مختلف الوسائط الإعلامية المتعددة ، والترويج لواقع وأفكار الشعوب وتطلعاتها إلى السلم والأمان ونبذها للعنف والكراهية. 
ويمكن القول إن الدعاية المضللة والمستغلة للغة الدين لا تصدها إلا دعاية رادعة لها بالمنطق والفكر السليم الداعي إلى السلام والوئام الذي ينص عليه ديننا الحنيف وتجسده رسالة وأهداف منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، الرامية إلى إسعاد شعوب المنطقة. 

ولتعزيز الانتصارات الإعلامية للمنتدى وفكر التعايش الذي يشيعه بأفكاره ورسالته وأهدافه ومؤتمراته لا بد من تعزيز كوادره الإعلامية وتشجيعها على الجد والتجديد في نقل وتغطية فعالياته وإبراز جهوده وفكره ورسالته بطرق إبداعية غير تقليدية ومختصرة تراعي طبيعة المجتمع الجماهيري عبر مختلف الوسائط الإعلامية المتعددة ومنصات التواصل الإجتماعي المختلفة. 

فالجمهور اليوم لا تستهويه إلا المختصرات، و الومضات المتقنة فنيا والمقنعة فكريا، أي الأعمال الخلاقة التي تحول جهدا علميا طويلا ومضنيا يحتاج استغراقا في التركيز إلى مختصر عميق لكنه بسيط ومبدع ومقنع وخلاق لا يستدر الملل من جمهور أضحت صفة الملل قرينته. 

ومن هنا يتضح أن التركيز على منصات التواصل المختلفة وانتاج مختصرات مقنعة تحمل فكر السلم والتعايش ورسالة الأخوة الانسانية بغزارة ومهارة وإتقان أصبح حاجة ملحة تفرض نفسها على المنتدى، ابتعادا عن التقليدي الممل نسبيا واستيرادا للتجديد المستهوي للجمهور والمقنع له.

خميس, 13/12/2018 - 21:12