خرج بيرام مع حكم بالسجن أربعة أشهر نافذة وشهرين مع وقف التنفيذ.
اعترف القاضي بأنه نائب برلماني منتخب، وطعن المحامون في قانونية محاكمته بدون رفع الحصانة، وانسحبوا إثر إصرار القاضي على ضرب عرض الحائط بنصوص القانون والدستور الواضحة.
ليس هذا الهزل القانوني أول ما يتعرض له بيرام في مسيرته، ولا الظلم الأول ولا الأخير.
قطع راتبه ككاتب ضبط بدون أي حجة قانونية، ووصل الامر الى اعتداء معلم على ابنه في المدرسة بسبب آراء ابيه، مما اضطره لنقل كل أبنائه للدراسة في السنغال، حرم من الترخيص لمنظمته و لحزب سياسي وألصقت به كل التهم و الفواحش، وسجن اربع مرات ظلما و عدوانا، واعتدى بالضرب على زوجته و ابنته ونكل بأنصاره لممارستهم حق التظاهر.
كل هذا لم يحرك شعرة في رؤوس الكثيرين و لم ينجح في إثارة حميتهم للعدل و المساواة، لكن الشرر تطاير من عيونهم بعد إطلاق سراحه اثر استخدام كلمة "فظمة" لوصف ولد عبد العزيز والقضاء الظالم والمتآمرين من الجواسيس.
سبحان الله ، شعب رقيق و حساس.
يقول تعالى : "لَّا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَ ۚ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا"
كل هذا الغضب لم يصل ولد عبد العزيز عندما وصف قادة أحزاب المعارضة "بالكيهلات" و لا عندما شخص مشكلة الحراطين في كثرة التناسل.
غضبهم لم يصل ولد سيدي يحي عندما يصف العلماء "بفقهاء بنافة" و لا عندما نعت مسعود سيدي ولد الشيخ عبد الله "برويجل الشراويط" .
فظمة إذا قيست بكل ما سبق، كلمة رقيقة الحاشية بليغة المعنى تنقل معنى يستحيل ان نجده في عبارة أخرى.
فظمة جنية من التراث الشعبي تمتلك موهبة إفراغ الشيء من هيبته واحترامه.
فظمة هي الوحيدة التي تصف قضاء يرقص على رغبات حاكم، و أجهزة تنشغل عن أمن البلاد بالتلفيق لحقوقي، و مدونين لا يخجلون من السكوت عن الظلم و يثورون لأن المظلوم تجرأ على الأنين.
لا نامت اعين الجبناء
نقلا عن الصفحة الكاتب عبد الرحمن ودادي











