كيف تجد أفضل المعلومات الصحية الموثوقة على الإنترنت؟

جميعنا لدينا أسئلة حول الصحة (بيكسابي)

يجب الحذر عند البحث عن المعلومات الطبية، خاصة أن كثيرين يعتمدون على الإنترنت لتشخيص حالتهم بأنفسهم، والبحث عن علاج دون اللجوء للطبيب.

ويقول الكاتب ميغيل مونيوز -في مقال نشرته صحيفة "الكونفيدينسيال" الإسبانية- إن كثيرا من مستخدمي الشبكة العنكبوتية باتوا يلجؤون إلى المواقع الإلكترونية للحصول على المساعدة المتعلقة بالمشاكل الصحية التي يشتكون منها، وهو ما أظهرته دراسة نشرها مركز بيو للأبحاث في الولايات المتحدة.

ويقول الخبراء في هذه الدراسة إن 80% من الناس الذين يستخدمون شبكة الإنترنت في النصف الشمالي من القارة الأميركية يعتمدون على هذه المواقع كمصدر للحصول على معلومات في هذا المجال.

وبحسب تقرير لشبكة بي بي سي البريطانية، فإن الأميركيين ليسوا بمفردهم من دأبوا على هذه العادة، حيث إن هذا السلوك بات منتشرا في مختلف أنحاء العالم، وهو يتمثل أساسا في استشارة مواقع متنوعة لفهم الأعراض التي يعانون منها، ومدى ارتباطها بمرض معين أو حالة صحية، ومحاولة التوصل إلى تشخيص ذاتي، والحصول على حلول علاجية دون اللجوء لأصحاب الاختصاص.

وينبه الأطباء إلى ضرورة الحذر من هذه الطريقة، بما أن بعض مواقع الإنترنت قد تكون غير موثوقة، لذلك يجب اللجوء فقط إلى المواقع التي تقدم المعلومة الصحيحة.

مكافحة التضليل
بعد استشارة كثيرين من الخبراء في هذا المجال، تبين أن الأطباء باتوا يشتكون في حالات عديدة من سلوك مرضاهم، الذين أصبحوا يشككون في تشخيص الطبيب، ويقارنونه بالمعلومات التي عثروا عليها في الإنترنت، رغم أنها في حالات عديدة تكون خاطئة أو منقوصة؛ وهذا يدفع المرضى إلى الشعور بالقلق والارتباك، بسبب تعرضهم لهذا التضليل.

ويقول الخبراء إن بعض المواقع التي يتردد عليها الناس للحصول على المشورة الطبية، لا يمكن الوثوق بها، وفي بعض الحالات لم تكن محايدة أصلا، باعتبار أنها توهم الزائر بأنها مهتمة بمصلحته، ولكنها في الواقع ليست كذلك. وأحيانا تقدم هذه المواقع نصائح للزوار تصيبهم بالهلع وتتعمد تضخيم الأعراض، دون أي سبب وجيه.

كيف تستخدم محركات البحث؟
تدرك الشركات وأصحاب الإعلانات أن أعدادا متزايدة من الناس يقومون بأبحاث حول حالتهم الصحية في الإنترنت، (هناك سبعون ألف عملية بحث تتم كل دقيقة، حسب بعض الخبراء) ولذلك يجب دائما أن نضع في الحسبان أن هناك العديد من الاحتمالات المتعلقة بالتلاعب في المعلومة؛ حيث يحذر مدير مركز أبحاث الطب في جامعة أوكسفورد كارل هانغان من أن هذه المواقع تقوم بالتلاعب بالزوار حتى تقودهم نحو المعلومات التي تريد منهم الاطلاع عليها.

ولهذا ينبه هانغان إلى أن 35% من الناس يحاولون تشخيص مشاكلهم الصحية عبر الإنترنت، وهو تصرف قد يكون خطيرا جدا، ورغم أن عمليات البحث في الغالب تتم حول مشاكل صحية غير خطيرة، فإن هناك أشخاصا يطرحون أسئلة خطيرة جدا، متعلقة بأمراض مثل السرطان. إضافة إلى ذلك، ينصح الدكتور هانغان باستخدام موقع غوغل سكولر، وهو محرك بحث متعلق بالمعلومات الطبية والأكاديمية.

وفي سياق آخر، تحذر الطبيبة والكاتبة الأسكتلندية مارغريت ماكرتني من خطورة ارتكاب أخطاء في هذا المجال. ومن أجل تجنب هذه الفرضية، توضح ماكرتني أن نتائج البحث الأولى التي تظهر في المقدمة ليست دائما هي الصحيحة، بل يجب مواصلة التثبت، لأنه ليس بالضرورة أن تكون الخيارات الأكثر شعبية هي الأكثر صحة، بل يجب أحيانا الانتقال إلى الصفحة الثالثة في نتائج البحث.

وبحسب كارل هانغان، يجب عدم الوثوق في المقالات التي تقدم الأعراض، وتحاول تحديد المرض. وحسب دراسة أجرتها المجلة الطبية البريطانية، فإن هذا النوع من المواقع يحزر التشخيص الصحيح في مرة واحدة من كل ثلاث مرات، إلا أن هناك مواقع أكثر دقة وموثوقة من غيرها، مثل الموقع الأميركي "ويب ميد" (WebMD) وموقع "كيدز هيلث" (Kidshealth.org)، وهو منصة تعليمية تدعمها العديد من المؤسسات الخيرية المتخصصة في صحة الأطفال.

المنتديات سلاح ذو حدين 
يتفق الطبيبان هانغان وماكرتني على أن الدخول إلى بعض المجموعات على شبكات التواصل الاجتماعي، عند المعاناة من المشاكل الصحية، قد يكون أمرا مفيدا، بما أن هذه المنتديات المتخصصة يمكن أن نعثر فيها على معلومات جديدة ونحصل على بعض الدعم أيضا، ولكن يجب الحذر لأن الكثير من هذه المواقع ممولة من قبل شركات تجارية، من أجل تحقيق أكبر قدر من المبيعات.

ويوضح الخبراء أن هذا الأمر يحدث لأن هذا النوع من المواقع والمنتديات يواجه صعوبة في الحصول على التمويل، ولذلك يضطر إلى قبول الأموال من الشركات المتخصصة في صناعة وتسويق الدواء، في مقابل الترويج لبعض المنتجات. وينصح الأطباء باستخدام أكثر من مصدر واحد للحصول على المعلومات، والاعتماد أيضا على تجربة باقي المرضى، والنصائح التي يقدمها الطبيب قبل اتخاذ القرار.

وينصح الدكتور هانغان أيضا بالجلوس مع أحد الأشخاص المقربين من العائلة والأصدقاء، وإخباره بالمعلومات التي تحصلت عليها من الإنترنت ومناقشتها معه.

المصدر : مواقع إلكترونية

 

نقلا عن الجزيرة نت

أحد, 25/08/2019 - 11:05