القاهرة (أ ف ب) - يظهر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي انتخب في 2014 بعد أن أطاح بالإسلامي محمد مرسي، كأحد الرؤساء الأكثر تسلطا في الشرق الأوسط، بعد ان قضى على كل شكل من أشكال المعارضة في البلاد.
وقبل عام من توليه الرئاسة عام 2014، أطاح السيسي عندما كان وزيرا للدفاع بالرئيس الاسلامي الراحل محمد مرسي على إثر تظاهرات حاشدة طالبت برحيله.
ولكن الرئيس المصري اكتسب بسرعة سمعة الرجل الذي لا يعرف اللين، فقمع كل أشكال المعارضة الاسلامية والليبرالية واليسارية.
ولد السيسي في العام 1954 في حي الجمالية بقلب القاهرة الفاطمية حيث قال من عرفوه إنه كان منذ طفولته يتسم بصفات قيادية.
وتعاملت أجهزة السيسي بحزم مع التظاهرات المحدودة والنادرة الحدوث التي شهدتها القاهرة وعدة مدن مصرية الجمعة رافعة شعار "ارحل يا سيسي"، إذ فرقتها قوات الامن على الفور باستخدام القنابل المسيلة للدموع واستخدمت الرصاص المطاطي في مدينة السويس حيث اندلعت تظاهرات يومي الجمعة والسبت الماضيين.
واندلعت هذه التظاهرات بعد دعوة وجهها رجل أعمال مصري يقيم الآن في أسبانيا ويتهم السيسي بتبديد المال العام وبناء قصور واستراحات رئاسية بمئات الملايين من الجنيهات في الوقت الذي يدعو فيه المصريين الفقراء إلى ربط الأحزمة بسبب ضعف الموارد الاقتصادية للبلاد.
ومنذ وصوله الى السلطة حذّر السيسي، الذي تخرج من الكلية الحربية عام 1977، من أن ثورة 25 كانون الثاني/يناير 2011 التي أطاحت حسني مبارك لن تتكرر.
ورغم أن السيسي كان مديرا للمخابرات الحربية انذاك (2011) وكان عضوا في المجلس العسكري الذي تسلم السلطة من مبارك، الا انه يعتبر أن الثورة خطأ ويرى أن الثورات في المنطقة لم يكن مردودها ايجابيا.
وقال السيسي اخيرا "ان ما حدث قبل سبع أو ثماني سنوات (ثورة 2011) لن يتكرر" في مصر.
ويرى تيموثي قلدس المحلل في معهد التحرير لسياسات الشرق الاوسط أن الرئيس المصري "اراد بذلك ايصال رسالة مفادها أنه سيستخدم كل الأدوات التي يملكها".
- حتى 2030 -
ويتمتع السيسي، الواثق من نفسه الذي يظهر كثيرا مبتسما، بدعم الغرب. ويمكنه أن يعتمد كذلك على عزوف المصريين عن السياسة مجددا بعد سنوات الفوضى التي أعقبت اطاحة مبارك.
ويحظى خصوصا بتأييد لا محدود من الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي وصفه خلال لقاء لهما في نيويورك الاثنين بأنه "قائد عظيم جلب" الاستقرار في مصر.
ويمكن للسيسي كذلك الاعتماد على دعم الاعلام سواء الحكومي او الخاص الذي بات كله تحت سيطرة الدولة.
وانتخب السيسي في العام 2014 ثم أعيد انتخابه في العام 2018 بتأييد أكثر من 95% من المقترعين.
ونجح الرئيس المصري، وهو اب لاربعة أبناء من بينهم محمود السيسي الضابط في جهاز المخابرات العسكرية، في أن يعزز سيطرته على السلطة من خلال تعديلات دستورية اقرت في نيسان/ابريل الماضي وتتيح له نظريا البقاء في الرئاسة حتى 2030.
أما الأصوات المعارضة فقد كممها.
تعذيب، اختفاء قسري، رقابة على الصحف وحجب لمواقع على الانترنت: تندد المنظمات المدافعة عن حقوق الانسان بانتظام بانتهاكات تستهدف الحريات العامة في مصر. ولكن القاهرة تنفي بانتظام هذه الاتهامات مشددة على ضرورات مكافحة الارهاب.
ويواجه السيسي مجموعات اسلامية متطرفة مسلحة في شمال سيناء خصوصا "ولاية سيناء" الفرع المصري لتنظيم الدولة الاسلامية. وسقط مئات القتلى من الجيش والشرطة المصريين في مواجهات مع هذه المجموعات خلال السنوات الاخيرة.
ويفضل عبد الفتاح السيسي الحديث الى المصريين مباشرة خلال افتتاح مشروعات أو خلال منتديات للشباب ينظمها بشكل شبه منتظم.
وبلهجة هادئة مبتسمة أحيانا، غاضبة عاصفة في احيان أخرى، يعرض سيسي رؤاه للاوضاع في مصر ويقدم نفسه على الدوام باعتباره ابنا للجيش المصري الذي كان، وفقا له، حصنا منيعا حمى مصر من مصير مماثل لسوريا أو ليبيا أو اليمن.
وفي العام 2014، قال السيسي بوضوح ان مصر تحتاج الى "ما بين 20 الى 25 عاما" لكي تتحول الى ديموقراطية حقيقية.
فرانس 24