مساهمة في الجدل القائم حول نتائج المسابقات

Deddah Abdallah‎

في منتصف تسعينات القرن الماضي فتحت إدارة التلفزة الموريتانية باب المغادرة الطوعية للتخلص من الموظفين الذين رأت أنهم من ذوي المردودية المحدودة كي تتمكن من اكتتاب موظفين جدد من كل التخصصات.
كان من سخرية القدر أن من غادروا طواعية كان أغلبهم من أفضل موظفي المؤسسة ما ضاعف الحاجة لاكتتاب مستعجل لسد الفراغ.
أوكلت إدارة التلفزيون تنظيم المسابقة لإدارة الوظيفة العمومية وكان أن فاز فيها اثنان وعشرون شابا كنت من بينهم وكانوا جميعا من أهل الإختصاص إلا أن مشكلة حصلت حين طلب الوزير الوصي حينها (عفا الله عنه) إلحاق شخصين باللائحة لم يكونا من بين المتسابقين فرفضت اللجنة المنظمة.
حاول الوزير إرغام مدير التلفزيون على اكتتابهما فأبلغه أن من يحدد قائمة المكتتبين هي إدارة الوظيفة العمومية وأنه لن يتصرف خارج إطار ما تحدده فرد عليه الوزير: إدن لن يكون هناك اكتتاب./
قضينا سنة كاملة نلهث وراء حقنا ولم يبق باب من أبواب أصحاب القرار إلا وطرقناه لكن إرادة الفساد المستشري كانت أقوى من إرادة المدافعين عن الحق وكل ما حصلنا عليه هو وعد من مدير الوظيفة العمومية بأن التلفزة لن يسمح لها باكتتاب أي موظف في تلك التخصصات لمدة عشر سنوات خارج قائمة الناجحين وهو وعد نفذه حتى مات رحمه الله.
الآن وبعد أزيد من عقدين من تلك الحادثة أشعر بالأسى والحزن حين أرى أن ممارسات من هذا النوع مازالت تمارس بحق الشباب الحالمين الطامحين للحصول على وظائف في وطنهم.

اثنين, 14/10/2019 - 16:23