عسكري سام أصبح مدنيا ثم رئيسا منتخبا في اقتراع لم يعرف احتجاجا كبيرا زار السنغال بمناسبة النسخة السادسة من منتدى الأمن والسلم. حضور الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني يترجم علاقات تاريخية وجغرافية بين البلدين انضافت إليها حاليا علاقات اقتصادية وجيوسياسية.
أمام هذا الملتقى العالمي الذي حضره أيضا الوزير الأول الفرنسي إدوارد فيليب قدم وجهة نظره في ما يخص التحديات الأمنية أمام نخبة من الخبراء وصناع القرار تداعت لهذه النسخة المنعقدة تحت عنوان: تحديات التعددية.
ولد الشيخ الغزواني المتواضع والمتميز في نفس الوقت كانت لديه قراءته الهامة للمشكلات في المنطقة حيث يضع الحكامة في قمة اهتماماته، فالامن يضع التعليم والصحة في المستوى الثاني من الاهتمام بسبب التهديد الذي تتعرض له الحدود واحتمالات تسلل العناصر الجهادية.
فقد كان وزيرا للدفاع وتمكن من تطويق تقدم الجهاديين وحرمهم من قواعد انسحابهم في صحراء الحوض الشاسعة قليلة المياه شديدة الحرارة كما قطع الطريق أمام أي هجمات في اتجاه آدرار الذي يعد بوابة نحو الرئة الاقتصادية لموريتانيا.
هذه النجاحات صنعت سمعته وبررت اختياره كضيف لهذا المنتدى حيث يقتنع جميع المشاركين فيه بالوضعية الامنية الصعبة في منطقة الساحل. ومجموعة الخمسة للساحل تحاول معالجة الوضعية بصعوبة بسبب نقص الوسائل، كما قال الرئيس التشادي، الذي انتقد جمود المجتمع الدولي داعيا لمقاربة متعددة الأبعاد لمحاربة الإرهاب كما يدعو إليه كثيرون يطالبون باستثمارات كبيرة في المناطق الهشة المعرضة للتوسع الجهادي.
ويجدر التذكير بأن السنغال ليست عضوا في مجموعة الخمسة للساحل بسبب إصرار موريتانيا تحت قيادة الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز على استبعادها. وقد حاولت الدبلوماسية السنغالية مواجهة الامر من خلال مبادرة منتدى داكار الدولي للامن والسلم الذي مكن السنغال من كسر حاجز العزلة التي فرضت عليها في الساحل الذي تنتمي له بشكل طبيعي.
وفي رجع صدى لتصريحات الرئيس التشادي شكك الرئيس السنغالي ماكي صال في افتتاح المنتدى في فعالية التدخل تحت غطاء الأمم المتحدة. فمن الضروري أن يتم إصلاح مجلس الأمن الدولي لكي يكون على مستوى تحديات انعدام الأمن في العالم.
إن معضلة القوى الموجودة في هذه المنطقة الساخنة تكمن في عدم التعامل بالشكل اللازم مع المخاطر لدى صناع القرار وحتى لدى الخبراء. فلا تزال نيجيريا عاجزة عن القضاء على تهديد حركة بوكو حرام وتدفع مالي وبوركينافاسو الثمن يوميا رغم كونهما من مؤسسي مجموعة الخمسة للساحل كما يتم تقزيم مهمة الامم المتحده في مالي لمجرد كانتون في حين انها بحاجة لان تصبح قوة هجومية. هذه الثغرات يراقبها "الإرهابيون" ويحللونها ويستغلونها لخلق فرص لصالح أنشطتهم.
وانعدام الأمل امام الشباب يدفعهم للاستماع لخطاب هذه الجماعات ومجموعة الخمسة التي يقع عليها مواجهة هذه التحديات تعجز عن تأمين مقرات عملها. وتعقيدات العنف الإرهابي انضاف إليها ما تعرفه المنطقة من مواجهات عرقية.
إن التفكير حول التعددية في منتدى داكار هو استجابة استباقية لتوجه هذه الجماعات للحصول على موطئ قدم في أحد البلدان ذات المنافذ البحرية وهو ما يدفع السنغال للعمل بشكل اكبر على تأمين حدودها وتأمين مواردها من النفط والغاز. وفي هذا الإطار يأتي التقارب بين موريتانيا والسنغال. وفرنسا تعمل من أجل تقاربها وإغلاق صحفة نظام ولد عبد العزيز.
وتقارب الرئيسين ماكي صال ومحمد ولد الشيخ الغزواني يوجه رسالة قوية إلى شعبيهما ويحيي الأمل في تعايش بدون توتر بين سكان ضفتي نهر السنغال.
ترجمة مركز الصحراء
لمطالعة أصل المقال اضغط هنا