قراءة في مطالب مقدمي خدمات التعليم

زين العابدين علي بتيش

وانتفض مقدمو خدمات التعليم اليوم بعد البيان المخيب للآمال الذي صدر عن الوزارتين أمس ، و تحركوا في لحظة لم يكن أكثر المتفائلين يتوقع منهم أي حراك
بدأ ذلك بالتفاعل مع إعلان إدارة التعليم أمس الصادم ، حيث لاقى هذا الإعلان سيلا من الهجوم من طرف المتضررين منه خصوصا الذين تم تحويلهم لمناطق نائية ، وفي خضم ذلك تم التوافق على جملة من المطالب لا تحتمل التأخير ، نبحث أهمها في هذه الورقة ..
1 _ مراجعة العقد :
يطلب العقدويون من الجهات المعنية مراجعة هذا العقد و  وتطويعه بشكل كلي لقوانين عقود العمل الوطنية والدولية
والحقيقة أنهم محقون في هذا المطلب ، فهذا العقد مجرد عقد إذعان مجحف بحقوقهم و لم تتم استشارتهم في بنوده ، و كان ينبغي على الإدارة أن تهتم بواقع الأستاذ و المعلم و ظروف عمله و طبيعة مهمته النبيلة ، فلو أنها نظرت لهذه المعطيات لزادت هذا الراتب الزهيد ، و لمنحت علاوة الطبشور والبعد . وذلك لكي يؤدي مهمته في ظروف مناسبة لا بائسة ، و قد استقال بعضهم من عمله في العاصمة السياسية و كان يتقاضى راتبا أفضل و في ظروف أنسب ، و أصبح أمام خيارات أحلاها مر ..
و قد تحدثت الجهات المعنية بالتعليم في أكثر من مناسبة عن سعيها للنهوض بواقع التعليم ، فهل من ذلك تهميش الأساتذة والمدرسين ومنحهم رواتب زهيدة لا تسمن ولا تغني ؟! ، هل بيان إدارة التعليم يخدم هذا الهدف ؟
والبينات ما لم تقيموا عليها     بينات أبناؤها أدعياء

2 _ دعوة الجهات المعنية بضرورة اتباع سياسة وخطة عملية تمكن جميع مقدمي خدمات التعليم من الولوج في الوظيفة العمومية في أسرع اﻵجال باعتبارهم الركيزة اﻷساسية التي يقوم عليها إصلاح القطاع .
هذا المطلب و إن كنت شخصيا لا أعتبره من الأولويات إلا أنهم اعتبروه من أهم مطالبهم ، و الجهات المعنية وعدت في أكثر من مناسبة بإعطاء الأولوية للمتميزين من مقدمي خدمات التعليم ، و حسنا فعلت ، و في الواقع لابد من انتقاء متميزين و اختيارهم موظفين عموميين ، فهذا يخدم الوزارتين أكثر ، و يضفي مصداقية على وعودها .

3_  منح مرتب سنة كاملة -12 شهرا -  لجميع مقدمي خدمات التعليم كما جاء في إعلان اﻻكتتاب يصرف لهم مرتب كل شهر عند نهايته .
لعل الأهم في هذا المطلب هو " و يصرف لهم مرتب كل شهر عند نهايته .. " ، فليس من المعقول ولا المقبول أن يصرف الراتب بعد عدة أشهر مجموعا ، و كأن الأستاذ و المدرس لا حياة لهما ولا علاقات ، و كأنه ليس هناك من يطالبهم بسداد ديون نهاية كل شهر .
على الجهات المعنية أن تدرك أن الأستاذ هو حزء من هذا المجتمع ، يستأجر سكنا ، و يقترض من أشخاص معينين ، و يأكل الخبز و يمشي في الأسواق ... و بالتالي يجب أن يأخذ راتبه نهاية كل شهر .
كذلك هذا الأستاذ العقدوي يجب أن تصرف له رواتب أشهر العطلة الصيفية والتي يحضر فيها للسنة الدراسية المقبلة : معرفيا ، فمن مصلحة الجهات الإدارية المعنية أن يظل الأستاذ يمارس حياته الإجتماعية بشكل طبيعي وهو في العطلة الصيفية ، وإلا فإن البحث عن العمل سوف يجعله يختار أساليب معينة قد تغير نظرته للتدريس و يدرك حينها كم كان مغبونا ! فيتخلى عن التدريس ، وربما الوزارة قد لا تهتم بالإستقالات المتتالية لكن الشباب لن يظلوا مغررا بهم للأبد .. سوف ينتفضون ذات مرة .

4 _ ضرورة استفادة مقدمي خدمات التعليم من جميع العلاوات التي يستفيد منها المدرس الرسمي بما في ذلك علاوة الطبشور والتأمين الصحي وعلاوة النقل .
في هذا المطلب لعل أهم ما لفت نظري : التأمين الصحي ، فهذا مطلب جوهري جدا ، و بخصوص علاوة الطبشور فإن طبشور العقدوي هو نفس طبشور الأستاذ الرسمي ، فلذلك وجب على الجهات المعنية أن تهتم بهذه المطالب و تحققها حتى يؤدي الأستاذ مهامه و هو في ظروف مناسبة ، فهذه مطالب بسيطة ليس فيها شيء تعجيزي ، فإذا كانت السلطة المختصة جادة في سعيها للنهوض بواقع التعليم يجب أن تبدأ أولا بتحقيق هذه المطالب العادلة .

أحد, 08/12/2019 - 18:32