اهتم رواد مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأسبوع المنصرم بالعديد من الأحداث أهمها "الحوار السري بين قطبي الأغلبية الرئاسية و المنتدى الوطني للديمقراطية و الوحدة" ففي حين نفى المنتدى بداية وجود أي حوار مع أي من أطراف الأغلبية الرئاسية جاء الدور على رئيس الحزب الحاكم سيدي محمد ولد محم الذي أكد في تغريدة على حائطه في موقع "تويتر" وجود حوار مع المنتدى قائلا انهم وصلوا إلى مراحل متقدمة قبل أن يقرر ممثلوا المنتدى الانسحاب و تأجيل التوقيع على المسودة. أما الموضوع الثاني الذي نال اهتمام المدونين فهو "تسليم السنوسي لليبيا" بين مصدق للرواية الليبية القائلة ببيعه و مصدق لرواية الناطق الرسمي للحكومة الموريتاني التي نفى فيها حصول حكومته على مبلغ مالي مقابل تسلميه، أما الموضوع الثالث فهو تداعيات استشهاد الجندي الموريتاني نوح ولد امبارك في وسط إفريقيا.
و نستعرض لكم في هذا التقرير نماذج من آراء المدونين حول هذه المواضيع:
الحوار بين الأغلبية و المنتدى .. نفي واعتراف:
بعد أن نشر موقع الصحراء نقلا عن مصادره الخاصة وجود حوار غير معلن بين ممثلين عن السلطة الحاكمة و ممثلين عن المنتدى الوطني للديمقراطية و الوحدة تتعلق أساسا بتهيئة أرضية مشتركة لمشاركة أحزاب المعارضة التقليدية في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة .. بادر المنتدى عبر هيئاته الاعلامية إلى نفي هذا الموضوع جملة و تفصيلا و ذلك عبر توزيع بيان على مختلف الوسائل الإعلامية في البلد و نشر تدوينة على صفحته الرسمية في الفيسبوك جاء فيها "اللقاء الذي تحدثت عنه اليوم بعض المواقع و الذي قالت فيه بأنه جمع وفدا من المنتدى بوفد من الموالاة لا أساس له من الصحة"، فكان أول تعليق على هذه التدوينة من المدون المعارض محمد الأمين سيدي مولود حيث قال "لا ينبغي ان تجعلوا الجمهور يظن ان اللقاءات مع النظام جريمة، المهم هو فحوى اللقاءات و ما طرحتموه من مطالب و أهداف".
بعد ذلك توالت التعليقات من قبل المدونين على هذا الموضوع كما توالت التصريحات من لدن المتحاورين أنفسهم و الاتهامات المتبادلة بشأن تسريب المسودة التي تتضمن البنود التي تم التحاور عليها.
الكاتب الصحفي و المدون سيد أحمد محمد باب تناول الموضوع قائلا "قبل أشهر دخل المنتدى في تفاوض سري مع الرئيس في الوقت الذي كان فيه البعض يعيش نشوة النصر بعد تصويت الشيوخ ضد مقترح الرئيس..
فيما تمنى المدون لمهابه عبد الله بلال ان يكون اتفاق المعارضة و الموالاة حقيقيا حيث قال "نتمنى ان يكون اتفاق المعارضة و الموالاة حقيقيا فهو اتفاق تاريخي و شجاع و ينهي هذه الأزمة المصطنعة التي استمرت طويلا و ألقت بظلالها على مختلف مناحي الحياة، أهنئ الطرفين و أقول لهما حان الوقت لطي صفحة الخلاف و العمل بصدق لارساء التنمية و توفير الخدمات للمواطن بلادنا عانت بما فيه الكفاية".
أما المسؤول الإعلامي في حزب تكتل القوى الديمقراطية سليمان امين فواصل نفي الموضوع قائلا "إذا لم تخني الذاكرة فإن ما تم نشره اليوم و قيل بأنه وثيقة اتفاق بين المنتدى و النظام هو نفس الوثيقة التي جاء بها سيد محمد ولد محم سنة 2013 إبان محاولة إطلاق حوار قبيل الاستحقاقات التي قاطعتها أغلب أحزاب المنتدى .. و بالطبع رفض المنتدى حينها تلك المسودة التي أعدت من جانب واضح".
تسليم السنوسي .. بين روايتين:
نال موضوع تسليم موريتانيا لرئيس المخابرات الليبية الأسبق عبد الله السنوسي اهتمام المدونين حيث انقسموا بين مصدق للرواية الليبية القائلة ببيعه و مصدق لرواية الناطق الرسمي باسم الحكومة الموريتانية التي نفى فيها حصول حكومته على مبلغ مالي مقابل تسلميه.
المحامي و السياسي المعارض لوغورمو عبدول فتناول الموضوع من الجانب القانوني معلقا على رواية الناطق الرسمي باسم الحكومة التي قال فيها ان السنوسي تم تسليمه بناء على اتفاقية تتضمن معاملته بكرامة و إعادته إلى موريتانيا ريثما ينتهي معه التحقيق و قال لوغورمو ما ترجمته " من أجل تبرير تسليم السنوسي إلى ليبيا احتج المتحدث باسم الحكومة بتوقيع اتفاقية تعهدت بموجبها ليبيا باحترام حقوق الانسان و باعادة السنوسي إلى موريتانيا بمجرد الانتهاء من التحقيقات. من يصدق هذه الحكاية ؟ كانت الحكومة الموريتانية طبقا للقانون الدولي ملزمة بقرار مجلس الأمن تسليم السنوسي إلى المحكمة الجنائية الدولية أو كان عليها إعادته من حيث أتى (المغرب) أو إلى البلد الذي يملك جنسيته (مالي). أما بالنسبة إلى التزام الليبيين بإعادته، إذا ثبت ذلك فهو يثبت سذاجة حكومتنا (المصطنعة) لأنه لا يوجد دستور يسمح لدولة بتسليم مواطنيها إلى بلد آخر كما لو كان مجرد منتج قابل للتصدير. هناك كثير من الدخان، و سنرى يوما ما هي النار المشاعلة".
و في هذا الإطار دائما كتب الخبير في المعلوماتية المصطفى فال اسويدات معتبرا أن الحكومة متناقضة في علاقاتها مع الحكومة الجديدة في ليبيا ففي حين وصفت حكام ليبيا الجدد بأنهم عصابة من الإرهابيين تحولت هذه العصابة فجأة إلى محاور معتبر يتم التعامل معه.
و أضاف ولد اسويدات "إنه أمر مدهش حقا، أنا أشعر بالفضول لمعرفة عدد العقود التي تم توقيعها بين البلدين خلال هذه الفترة. في رأيي المتواضع، فإن ذكر التعاون بين البدين من قبل وزير الإعلام في هذا السياق هو مجرد وسيلة خرقاء لتبرير الاستحواذ غير المشروع لهذه الأموال. يبقى أن نعرف أين يتم إيداعها؟.
نوح ولد امبارك .. شهيد آخر في وسط إفريقيا:
الملف الثالث الذي توقف عنده رواد التواصل الاجتماعي في موريتانيا الأسبوع المنصرم هو تداعيات استشهاد الجندي الموريتاني نوح ولد امبارك في وسط إفريقيا.
المدون عصمان صو كتب قائلا "الجندي الموريتاني نوح ولد امبارك فال هو ثاني الشهداء الذين يسقطون في وسط إفريقيا في مهمة حفظ السلام الأممية.. ".
و كتب المدون و الخبير في شؤون غرب إفريقيا إسماعيل يعقوب الشيخ سيديا تحت عنوان "حين فاضت روح نوح" حيث سرد تفاصيل الهجوم الذي راح ضحيته نوح ولد امبارك و قال "حسب روايات شهود عيان للجنود الموريتانيين في الحامية التي بوغتت في بلدة تيكمباره بجمهورية وسط إفريقيا، و بيانات الجيش الوطني المتسارعة. توصلت إلى خلاصة مفادها أن المعركة كانت عنيفة بحيث أن الهجوم كان مباغتا من قبل أكثر من 300 فرد من أفراد ميليشيات آنتي بالاكا. و قد استبسل الجنود الموريتانيون لأكثر من تلاثة ساعات أمام كثافة نارية و عددية مهولة في منطقة مكشوفة و معزولة..".
و أضاف ولد سيديا "..الطريقة التي تعاملت بها خلية الإعلام في الجيش مع الحدث مهنية و غير مسبوقة، و تنبئ بتوجه جديد في التعاطي مع العموم في المؤسسة الأكثر صمتا في البلد..".
أما المدون عبد الله اليدالي فقال إن القوة المشاركة في حفظ السلام بوسط افريقيا مغرر بها ترتكب المخاطر في مهمة ليست أولوية بالنسبة لبلد كبلدنا وان كانت المهمة نبيلة إلا انها لم تتعين علينا.
وتابع ولد اليدالي تدوينته قائلا "على أمهات الجنود في وسط إفريقيا أن يقمن باحتجاجات يطالبن فيها بعودة أبنائهن فورا...! ارتكاب المخاطر من أجل دراهم ينهبها جنرالات لم يعرفوا للحرب سبيلا اعتادوا الخلود للراحة و الدعة و الاستجمام..!".