اهتم رواد مواقع التواصل الاجتماعي في موريتانيا الاسبوع المنصرم بالعديد من الأحداث التي مرت بالبلد، أبرزها دخول الأطباء في إضراب مفتوح عن العمل على عموم التراب الوطني، بين متعاطف معهم و منتقد لإضرابهم. أما الموضوع الثاني الذي تناوله قطاع واسع من المدونين فهو تصريحات العلامة حمدا ولد التاه بُعيد لقائه بالرئيس محمد ولد عبد العزيز، و التي طالب فيها ضمنيا بمأمورية ثالثة، فيما كان الموضوع الثالث و الأخير مسيرة المنتدى الوطني للديمقراطية و الوحدة المطالبة بإلغاء لجنة الانتخابات.
و نستعرض لكم في هذا التقرير نماذج من آراء المدونين حول هذه المواضيع:
#إضراب_الأطباء:
دخل الأطباء في موريتانيا في إضراب مفتوح عن العمل على عموم التراب الوطني باستثناء الحالات المستعجلة و مركز الانكولوجيا في نواكشوط، احتجاجا على ما أسموه تردي الخدمات الصحية و تدني الرواتب..
الدكتور محمد سالم ولد اذويب أبدى استغرابه من تجاهل السلطات لهذا الاضراب و كذا تجاهل المواطنين له و دون قائلا "عجبت لدولة يشل فيها قطاع الصحة بشقيه العمومي والخصوصي ، ولا يتم إتخاذ أي إجراءات ، ولا يستقيل أي أحد ، ولا حتى يتم نشر أي بيان عن الوضعية الصحية في البلد! .. عجبت كذلك من شعب يأتي للمستشفيات على عموم التراب الوطني فيجد أمامه أطباء يضعون إشارة حمراء تدل على إضرابهم إلا عن الحالات المستعجلة ، ولا يحرك أي ساكن ، لم يتظاهر أمام المباني الحكومية في الداخل ، لم يتظاهر أمام وزارة الصحة في نواكشوط للمطالبة بحقه في التداوي، وبالتالي المطالبة بحل مشكلة الأطباء كي يعودو إلى عملهم".
و ختم ولد اذويب –و هو طبيب مضرب عن العمل- تدوينته قائلا "مطالبنا هي نفسها، لن نتراجع عنها وإضرابنا حق لنا".
أما الكاتب الصحفي أحمد محمد المصطفى فقال بأنه كان يتوقع "أن يكون تعاطي الوزير البروفسير مع إضراب زملاء المهنة مختلفا عن تعاطي غيره، فهو وهم في الهم سوى، أو هكذا يفترض!".
و تابع ولد محمد المصطفى قائلا "علاقة السياسة العابرة أقوى لدى الوزير البروفسير من "رحم" العلم والزمالة.. إضراب الأطباء يكمل يومه الثالث دون أي مبادرة حكومية أو بيان أو تعليق.. واقع تعامل الحكومة مع الإضراب يقول للمواطنين بلسان الحال، وهو أبلغ من لسان المقال: صحتكم لا تعنينا.. معاناتكم لا تحركنا.. أنتم في واديكم ونحن في وادينا..".
فيما اقترح المدون أحمد المقاري على الأطباء المضربين ضرورة مناقشة عدد من الإجراءات ذكر منها "عقد ندوات يشارك فيها الطاقم الطبي من أطباء وممرضين تكون بسيطة الإعداد ومختصرة الوقت ويمكن أن تعقد على فضاء التواصل الاجتماعي أو في المستشفى أو في فندق مع البث المباشر، لتكون فرصة لتبادل الخبرات وتحسين مستوى الخدمات" ، إضافة لـ"وضع ميثاق لحقوق المريض، ونماذج هذه المواثيق كثيرة عبر العالم ويمكن الاستفادة منها. على الطبيب أن يتذكر أنه يقدم خدمة مدفوعة الثمن، يجب أن تكون جيدة وأن تحترم كرامة المريض وحرية اختياره وحقه في الحصول على المعلومة" و " الانتباه إلى أن مهنة الطب ليست من أفضل المهن لكسب المال والثروة وأن على من يريد الثروة الاتجاه للتجارة، لكن من حق الطبيب أن يحصل على راتب وتعويضات تضمن له عيشا كريما وظروف عمل مريحة".
#تصريحات_حمدا_ولد_التاه:
الموضوع الثاني الذي توقف عنده رواد التواصل الاجتماعي الأسبوع المنصرم هو تصريحات رئيس رابطة العلماء الموريتانيين حمدا ولد التاه بعيد لقائه بالرئيس محمد ولد عبد العزيز، و التي جدد له فيها مطالبته "بمواصلة المسيرة و الترشح مرة أخرى حتى يكمل ما بدأه لصالح الشعب الموريتاني"، وفق تعبيره.
الدكتور محمد نافع ولد المختار ولد آكه كتب قائلا "مطالبة العلَّامة حمدا ولد التاه بتجديد الولاية للرئيس أمر يؤخذ على محمل الجد فقهيا، وسياسيا.. ومتى كان الإسلام الصحيح منفصلا عن السياسة؟
فيما اعتبر المدون ابراهيم محمد ان حمدا كان الأجدر به أن يصون نفسه بعيدا عن السياسة و ضجيجها و كتب ما نصه "أستاذنا الجليل لا شك أنك أدرى بمقاصد الشرع والعرف مني وتعرف مالذي يجب أن يقال في الشأنين العام والخاص ولكن هلا كان من الأولى بك كقامة علمية سامقة تجنب مواطن السفهاء والرعاء وتصون نفسك الموقرة في بيتك وبين رفوف مكتبتك الثرة بعيدا عن معمعة السياسة وضجيجها...".
و عبر الناشط الشبابي جمال حمود عن إدانته و رفضه لتصريحات العلامة حمدا حيث قال "دعوة السيد حمدا ولد التاه الجنرال الفاسد للبقاء فى السلطة ، أمر مدان ومرفوض ، على العلماء أن يكونوا الى جانب الشعب".
في الاتجاه الآخر كتب المدون سيدي محمد النهاه محمد الراظي"شكرا العلامة حمدا ولد التاه ،نعم نحن كذالك مازلنا نطالبه بإتمام برنامجه ، نعم لمأمورية ثالثة".
و رأى المدون عبدول امباو أن هذه التصريحات غير مفاجئة و دعا المعارضة للنزول للشارع لفرض التغيير، و دون قائلا "تصريحات غير مفاجئة، يبقى أن نرى ما إذا كانت المعارضة مستعدة للنزول في الشارع بقوة لفرض التغيير وإلا فإن الشعب سوف يستمر في المعاناة. لقد اتخذ عزيز كل الترتيبات اللازمة مع الغرب وهؤلاء لن يقولوا شيئًا لأن مصالحهم محمية".
#مسيرة_المنتدى:
نظم منتدى المعارضة الديمقراطية مسيرة شعبية وسط نواكشوط تحت شعار "معا لفرض التناوب"، طالب خلالها بإلغاء اللجنة المستقلة للانتخابات بعد ما قرر المشاركة في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة.
الصحفي و المدون الدكتور الشيخ معاذ سيدي عبد الله علق على المسيرة قائلا "..ها هي جماهير المنتدى، ترفض الابتزاز و تخرج للتعبير عن إرادة التغيير و التناوب السلمي على السلطة".
فيما اعتبر المدون أحمد لوليد ان خطابات قادة المنتدى لم تحمل أي جديد "و يظهر من خلال حجم المسيرة أن بصمات بوعماتو و الشافعي و بضائع الأتراك كانت ظاهرة بقوة و للقصة بقية".
و كتب الصحفي سيدي محمد ابهمعلقا على المسيرة قائلا "سيزيف يواصل رحلته العبثية في شوارع العاصمة..".
أما المدون محمد المشري فقد ربط بين هذه المسيرة و حملة انتساب الحزب الحاكم و قال "مظاهرة حاشدة، ومع ذلك يقولون إن أعضاء الحزب الحاكم تجاوزوا 90 بالمائة من الناخبين. ابحث عن هؤلاء الناخبين في الصحراء الموريتانية إلى جانب المكان الذي دفنت فيه النفايات السامة الإسرائيلية أو تحت أقبية مبان كبيرة لا يمكن الوصول إليها أو في مختبرات الاستنساخ الموريتانية. كل شيء ممكن. في أقل من 6 أشهر ارتفع عدد الناخبين من 800 ألف إلى 3 ملايين، بما في ذلك هؤلاء النازحون والموريتانيين في الخارج والبدون والمسجونون والمرضى. إذا لم نكن حذرين فستجاوز عدد الناخبين 129 بالمائة من السكان".