تشهد فرنسا منذ أيام حراكا وتضامنا كبيرين مع فلسطين، خصوصا بعد المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة، وللتعبير عن رفض نقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة وسط دعوات إلى مقاطعة إسرائيل في كل المجالات، وحظر بيع الأسلحة لجيش الاحتلال الإسرائيلي.
وفي رسالة موجهة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، دعت عشرات الشخصيات الفرنسية أمس إلى إلغاء "موسم إسرائيل-فرنسا 2018"، التي ستنطلق فعالياته في 5 يونيو/حزيران المقبل وتنظم خلاله أكثر من 400 فعالية في مجالات الثقافة والأدب والسينما والتربية والعلوم والزراعة والتقنيات الحديثة.
تستمرهذه المناسبة خمسة أشهروستقام بتنسيق وتنظيم مؤسسات رسمية إسرائيلية وفرنسية، وتحظى بدعم حكومي مباشر من باريس وتل أبيب.
ومن الموقعين على الرسالة الموجهة إلى ماكرون أكاديميون وكتاب وسينمائيون، وحقوقيون، قالوا في رسالتهم "إنه من غير المقبول تنظيم موسم فرنسا-إسرائيل في الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل ارتكاب مجازر في حق الفلسطينيين"، معتبرين ذلك "انتهاكا صارخا لمبادئ الجمهورية وقيم العدالة الفرنسية".
وأضاف الموقعون "لا يمكننا قبول هذا التعاون بين إسرائيل وفرنسا، ولا يمكن الرضوخ أمام نظام استعماري يضرب عرض الحائط كل المواثيق الدولية التي وقعت عليها فرنسا".
وطالبت الرسالة الرئيس ماكرون بإرسال رسالة واضحة لإسرائيل من خلال إلغاء هذه التظاهرة، لأنه "لا يمكن تبادل أو تقاسم أفكار وقيم مع دولة قتلت 110 فلسطينيين، وجرحت 8000 آخرين".
وقال رئيس "منظمة التضامن فرنسا-فلسطين" برنار هيلبرون أحد الموقعين على الرسالة للجزيرة نت "إنه من غير المعقول ومن غير المسموح تنظيم موسم إسرائيل فرنسا، والعالم كله كان شاهدا على الأعمال الهمجية والإجرامية التي ارتكبتها إسرائيل ضد مواطنين مسالمين عزل في غزة قبل أيام فقط".
وأضاف "إذا لم تلغ فرنسا هذه التظاهرة فإن المنظمات الحقوقية لن تقف مكتوفة الأيدي وستواصل إسماع صوتها لفضح جرائم إسرائيل، من خلال فعاليات ومظاهرات تزامنا مع هذه الفعاليات".
مظاهرة لحركة بي دي إس فرنسا تدعو الحكومة الفرنسية إلى مقاطعة إسرائيل (الجزيرة)
بدورها أصدرت حركة "بي دي إس فرنسا" الداعية لمقاطعة إسرائيل بيانا أمس دعت فيه المؤسسات الأكاديمية والجامعات والمعاهد الفرنسية إلى مقاطعة شاملة لموسم "إسرائيل-فرنسا"، وقالت إن الحدث "تطبيع ثقافي مع دولة احتلال ارتكبت مجزرة مروعة قبل أيام في حق الفلسطينيين".
واتهمت الحركة "الحكومة الفرنسية بالتواطؤ في الجرائم التي ترتكبها إسرائيل، وذلك على خلفية توجيه ماكرون دعوة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لحضور افتتاح تظاهرة "موسم فرنسا-إسرائيل" في باريس.
وقالت إيمان لحبيب، المسؤولة في اللجنة الوطنية الحركة، "إنه أمر غير أخلاقي ومن العار أن يدعى مجرم الحرب بنيامين نتنياهو بعد الأعمال البربرية التي ارتكبها جيشه في غزة قبل أيام".
وطالبت لحبيب الحكومة الفرنسية بـ"فرض حظر بيع الأسلحة وكل أشكال التعاون مع دولة التفرقة العنصريةإسرائيل". واستهجنت الناشطة الحقوقية محاولة إسرائيل استخدام الثقافة من أجل تلميع صورتها أمام الرأي العام الفرنسي.
بلدية مدينة فيل سان جورج ترفع علم فلسطين تضامنا مع غزة خاص (الجزيرة)
الأعلام الفلسطينية
في السياق تشهد عدة مدن فرنسية منذ أيام عدة مظاهرات وفعاليات تضامنا مع غزة، ولإحياء الذكرى السبعينلتهجير الفلسطينيين من أرضهم.
وفي هذا الإطار، افتتحت بلدية مدينة كلير موفيرون وسط فرنسا، "ساحة النكبة" بحضور مئات المتظاهرين المتضامنين مع حق العودة للفلسطينيين. كما رفعت عدة بلديات في عدة مدن فرنسية العلم الفلسطيني فوق بناياتها تضامنا مع سكان غزة، بينها مدن فيل نوف سان جورج، وبوغني، وكراي.
كما أعلنت عدة جمعيات ومنظمات فرنسية تنظيم "إفطار فلسطيني" بمناسبة رمضان الكريم، للتعريف بالنكبة، وبالقضية الفلسطينية، ولتنوير الرأي العام الفرنسي بالانتهاكات التي تمارسها إسرائيل في فلسطين المحتلة.
المصدر : الجزيرة