كيف نجت موريتانيا من العمليات الارهابية؟

خلصت الدراسة إلى موريتانيا بجحت في إبعاد شبح العمليات الارهابية - (المصدر: الإنترنت)

نشر  معهد دراسات الأمن الإفريقي (ISS Africa) ورقة بحثية بعنوان؛ كيف  نجت موريتانيا من العمليات الارهابية؟. وذالك بتاريخ 6 ديسمبر 2019  تم إعدادها من طرف الباحث الحسن كوني.

 

تناولت الورقة التجربة الموريتانية بالتحليل متسائلة عن سر  نجاح موريتانيا في إبعاد شبح العمليات الارهابية عن أراضيها منذ ثمان سنوات في حين تزايدت وتيرة هذه العمليات في الساحل عموما. وقد قدمت الورقة عرضا عن  العمليات التي استهدفت موريتانيا بادئة بتفكيك أول خلية إرهابية ابريل 2005  التي تلاها أول هجوم علي الاراضي الموريتانية 4 يونيو 2005 علي حامية لمغيطي من طرف " الجماعة السلفية للجهاد والدعوة "  مختتمة بآخر عملية  يوم 20 دجمبر 2011 حيث تم اختتطاف الدركي  اعل ولد المختار من قرية عدل بكرو الحدودية.

ورأت الورقة أن موريتانيا تبنت مقاربة متعددة الابعاد تعتمد وسائل هجومية كما تعتمد أخري دفاعية. وتواجه العوامل المباشرة التي تغذي التطرف  وغير المباشرة (المخدرات والتهريب) علي حد السواء.

وتمضي الورقة مسترسلة لتذكر أنه تم تكليف لجنة 2010  لاعداد استراتيجية وطنية لمجابهة  الارهاب كما تمت مراجعة القوانين المتعلقة به وشددت العقوبات في يوليو من نفس السنة.

علي مستوي آخر تم الرفع من كفاءة قوي الامن والجيش تجهيزات (أسلحة سيارات طائرات) وتدريبا كما تم تحسين ظروفهم المادية (الرواتب الرعاية الصحية) كما تم انشاء وحدات سريعة ومجهزة ومدربة علي القتال في الصحراء.  وقد تم قبل ذالك  إعلان شمال البلاد مناطق عسكرية يتطلب عبورها إذنا مسبقا وهو ما ساهم في كشف أي تحرك للسيارات في هذه المناطق.

تضم المقاربة الموريتانية بعدا آخر يتمثل في حوار  نظمه كبار العلماء مع السلفيين المسجونين وقد نجحوا في اقناع بعضهم بترك الفكر المتشدد.  كما انخرط العلماء في حملة  للتوعية وتشجيع الناس علي التعاون مع  الجهات التي تحارب الارهاب.

كذالك قامت الحكومة بدعم طلاب المحاظر  بغية دمجهم في النشاط الاقتصادي كما قامت بإنشاء عدة تجمعات قروية ومدن  (بورات-ترمسه-الشامي) ومدها بالبنية التحتية من طرق وشبكات مياه بغية  التقليل من فوضوية التنقل وضبط المجال الجغرافي.

تتساءل الورقة عن مدي قدرة التجربة الموريتانية علي الصمود في ظل اتجاه منطقة الساحل لمزيد من العنف, وتورد تشكيك بعض المراقبين واعتبارهم أن التفاهم مع الجماعات المسلحة في شمال مالي ضروري لاستمرار التجربة.

تخلص الورقة في النهاية إلي التجربة الموريتانية خليقة بالدراسة وبالاستفادة منها في دول أخري  مع أخذ الديناميكيات والسياقات الداخلية في الاعتبار.

يذكر أن معهد دراسات الأمن  الإفريقي مركز دراسات جنوب إفريقي و قد تم تصنيفه من جامعة بنسيلفينيا 2011 علي أنه من أحسن ثلاث مراكز دراسات افريقية ويقع مقره في بريتوريا.

 

ترجمة: الصحراء

لمطالعة الأصل اضغط هنا

أربعاء, 18/12/2019 - 18:45