ماذا أصاب مياه الشرب في لبنان؟

تدق مشكلة تلوث المياه في لبنان ناقوس الخطر في ظل إجماع المختصين على التنبيه المستمر لتداعياتها السلبية على صحة المواطنين، إذ يضرب التلوث معظم مياه الأنهار والينابيع والآبار الجوفية بنسب متفاوتة.

وحذر رئيس مصلحة الأبحاث الزراعية في لبنان ميشال أفرام في تقرير له بهذا الشأن من أن "لبنان تخطى حافة الخطر وتجاوز الخط الأحمر، وقد يصل إلى نقطة اللاعودة".
 
وقال أفرام إن شح المياه أدى إلى ازدياد عامل التلوث، مؤكدا أهمية معالجة مسبباته كمجاري الصرف الصحي، وضرورة إيجاد معالجات جدية لنقص المياه.

وأوضح أن مياه لبنان ملوثة بمعظمها بنسب متفاوتة، تلوثا جرثوميا وكيميائيا وبالمعادن الثقيلة خصوصا الزئبق، ولفت إلى أن مسح نوعية المياه في كل المناطق اللبنانية أظهر نتائج كارثية مع وصول التلوث إلى حدود 100%.

واعتبر أن "كل فئات المجتمع اللبناني من الدولة إلى البلديات والشعب، معنية بإيجاد المعالجات للتلوث"، ورأى أن هذه المشكلة لم تنتج عن تقصير الدولة فحسب، بل هناك مسؤولية على المواطنين بالامتناع عن رمي النفايات في الأنهار وتلويث مصادر المياه، مطالبا بإعلان حالة طوارئ مائية بيئية.

وفي مواجهة الأزمة، يجري تداول عدد من الحلول على مستويات مختلفة لمعالجة تلوث المياه منها إيقاف حفر الآبار بشكل عشوائي، وتجميع مياه الأمطار في برك وسدود صغيرة، والتركيز على ترشيد استخدام المياه. 

 

كارثة وطنية
ويرى أستاذ الاقتصاد في الجامعة الأميركية في بيروت جاد شعبان أن نسبة المخاطر من تلوث المياه ترتفع في المدن والأحياء المكتظة بسبب كثرة شبكات الصرف الصحي.

وقال شعبان إن 90% من المياه المعبأة في لبنان مصابة بالتلوث أيضا، ودعا إلى ضرورة اعتبار تلوث المياه مشكلة إستراتيجية وطنية، لافتا إلى أن هذه القضية رغم أهميتها "لا تشكل أولوية لدى الدولة اللبنانية، كما لا يوجد تفكير في ضرورة المحافظة على المياه".
 
وأشار إلى أن مصالح المياه التابعة للدولة لا تملك قدرة على إدارة هذا الملف بكل تفاصيله، مطالبا بـ"خطة وطنية كاملة لهذه الغاية والتنسيق بين الوزارات والإدارات المختصة".
 
ونبه شعبان إلى أن مشكلة النفايات التي عانى منها لبنان مؤخرا "أثرّت بشكل كبير على نظافة المياه"، مستشهدا بدراسة أجرتها الجامعة الأميركية في بيروت أظهرت "تسرب عصارة النفايات إلى المياه الجوفية بما تحمله من سموم ومواد مسرطنة"، معتبرا أن هناك كارثة وطنية في موضوع البيئة.
 
من جهته قال المستشار البيئي ضومط كامل إن نسبة التلوث تجاوزت 70% في المياه اللبنانية، مشيرا إلى أن نهر الليطاني أصبح من أخطر الأنهار في العالم نتيجة استقباله نحو 174 قناة صرف صحي، إضافة إلى المياه الصادرة من المصانع.

وقال كامل "إن المطلوب وضع إستراتيجية بيئية سريعا خصوصا وأن نسب الإصابة بمرض السرطان أصبحت مخيفة جدا".
  
وفي السنوات القليلة الماضية تفاقمت مشكلة التلوث في نهر الليطاني -أكبر الأنهار اللبنانية- وبحيرة القرعون التي تتغذى منه، وعلت صرخة المواطنين والجمعيات البيئية بعدما أظهرت الفحوص ارتفاعا كبيرا في نسب التلوث، ورغم خطورة الموضوع فإن المعالجات الرسمية لم ترق حتى الآن إلى حجم المشكلة.

 

المصدر : الجزيرة

اثنين, 18/06/2018 - 14:12