قال الوزير السابق القيادي التاريخي للبعث بموريتانيا أممد ولد أحمد إن "الانتخابات الرئاسية بالذات فرصة مواتية لاختراق الوضع القائم عن طريق استحداث تغيير جذري، إذا ماتم استغلاله بفاعلية قد يؤدي إلى النهوض بالبلاد وانتشالها من حالة الركود الحالية" على حد تعبيره.
وأضاف الرجل الذي يعد أحد المؤسسين الرئيسيين لحزب البعث في موريتانيا في مقابلة مع "موقع الصحراء" أن البيئة السياسية ممهدة لهذا التغيير ومن الطبيعي أن يطالب اليوم العديد من اللاعبين السياسيين بتمكين شخصية مدنية كفوءة ووازنة – لم يسمها - لتكون على رأس هرم السلطة" على حد وصفه.
وأضاف القيادي البعثي الذي كان من حكماء اللجنة المستقلة للانتخابات السابقة ومن أوائل من دعمو الرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز "أن الانتخابات تشكل تجربة دستورية صحية وضرورية للتناوب السلمي على السلطة في البلاد، وتعكس أيضا نضجا سياسيا للمجتمع نحن في أحوج ما نكون إليه اليوم ... وبذلك تخلق جوا من التفاؤل والطمأنينة تحتاجه البلاد في هذه الفترة" على حد وصفه.
اتفاق إيرا و الصواب
وحول الاتفاق المعلن بين حركة إيرا وحزب الصواب قال ولد أحمد "لا يفوتنا ذكر أن شريحة الحراطين عانت في الماضي ما عانته من ظلم واستغلال وأنها مازالت تعاني من التهميش بمفعول عوامل عدة، من بينها عامل التمدرس الناقص وضعف نشر الثقافة. وضع كهذا ترك على مدى عشرات السنين منذ عام 1960 بدون عناية وبدون علاج جاد سيؤدي لامحالة الى ردود فعل متشنجة من طرف المعنيين" على حد وصفه.
مضيفا "علينا إذا أن نفهم أن المسؤولية موزعة، ولاشك أن الاتفاق المذكور هو تدارك ووعي بالمسؤولية والواجب من أجل لحمة المجتمع ووحدته الوطنية، ويدفع لأقصى حد بالعمل السياسي الوطني في مسار ايجابي وواعد، طالما ارتكز هذا الاتفاق على استراتيجية موضوعية ترمي أول ما ترمي إلى توطيد مصلحة البلاد وأمنها الوطني" على حد تعبيره.
حتمية الوحدة بين موريتانيا و الصحراء
وبخصوص مشكلة الصحراء الغربية وآفاق حلها قال أممد ولد أحمد الذي يعد أحد من وقفوا وراء تغيير 10 يوليو 1978 "نذكر ــ وبالرجوع إلى الوراء ــ أن أول ما ظهرت مشكل الصحراء كان ذلك قبيل خروج المستعمر الإسباني، الذي أوجدوا اقليم الصحراء الغربية، الذي تحيط به دول مستقلة تفوقه تعدادا وعدة، ثم ألتقى قادتها على تقاسمه دون أخذ رأي ساكنيه بنظر الاعتبار" على حد تعبيره.
مضيفا "ولازال هذا الوضع على حاله ودون تغيير يذكر. فمن وجهة نظرنا فإن الحل يكمن في التوافق على إجراء استفتاء تقرير المصير لسكان الاقليم، وإن كنا نعتقد أن نتيجة هذا الاستفتاء ستؤدي حتما إلى قرار الوحدة بين موريتانيا والصحراء بسبب كثرة المشتركات بين المكونين ( أواصر القربى واللغة والثقافة ...) حتى ولو كون الصحراويون مرحليا دولة" على حد وصفه.
الازواديون لا يرون أنفسهم في دولة مالي
وحول رؤيته لحل مشكل أزواد قال الأستاذ أممد ولد أحمد "أعتقد أن الجميع أدرك، بعد 58 سنة من الاستقلال، أن الازواديين لا يرون أنفسهم في دولة "مالي" ولا يطمئنون لمستقبلهم، والحل السليم والصحيح في هذه الحالة هو اللجوء إلى مبدأ تقرير المصير، هذا إذا كنا نريد الحق والسلم في وسط الصحراء الكبرى" على حد وصفه.
على ايران والاتراك عدم التطلع لقيادتنا
وبخصوص تقييمه للوضع العربي العام وهل هناك من بارقة أمل لمستقبل مشرق فيه قال القيادي البعثي "يكفي المرء مطالعة الأخبار اليومية على شاشة التلفاز او من خلال المذياع ليعرف الواقع المزري الذي يعيشه وطننا العربي اليوم حيث الخراب وشلال الدماء في سوريا والعراق وليبيا واليمن .. والارتهان للأجنبي وغيره" على حد وصفه.
مضيفا " بيد أن بارقة الأمل في التغيير للأفضل بادية للعيان أيضا ــ وفي كل الأرجاء ـــ من خلال المقاومة والصمود عليها ضد الواقع متمثلا في السطوة والتدخل الغربي الفج للسيطرة على مقدرات الشعب العربي. ولا أجد أبلغ من قول الشاعر:
قل لمن يرى الضباب كثيفا
إن تحت الضباب فجرا نقيا
وعلى جيراننا الإيرانيين والأتراك عدم استغلال المرحلة وحالة الفراغ، وعدم محاولة الإنابة عنا وعدم التطلع إلى قيادتنا، والخلاصة أن لهذه الأمة مقومات صمود هائلة تبشر ــ إن شاء الله ـــ بحتمية النصر المبين" على حد تعبيره.