رسالة أم ثكلى

حبيب الله ولد أحمد

كان الصوت مرعبا حقا 
حسبت الأمر زلزالا اوقصف طائرات مقنبلة 
الجو خارج العريش رهيب يختلط فيه البردبالظلام غير أن جهة العريش الآخر بدت قطعة من جهنم حمرة ودخانا ورائحة 
قذفت بنفسى خارج العريش فاصوات الرعب والسنة اللهب تاتى من عريش الأطفال 
نعم أطفالى كانواينامون بهدوء رغم غصة جوع ولسعة بردفى العريش المقابل 
خرجت ولاادرى كيف كنت مرعوبة كان قلبى يرتجف 
لم استطع تذكر الطريقة التى سرت بها صرخت بها 
كنت اتعثر فى ملابسى وامامى نار وشواء ومشهد رعب لن أنساه 
خطوت بجنون وصرخت بهستيرية 
اخرجوا من هنا أسرعوا 
اعتقدت اننى ازحت باب العريش 
لم انذكرسوى اننى سحبت قطعة لهب وعدوت جنونيا لاستصرخ الجيران 
طرقت بابا ثم بابين 
ثلاثة ابواب عشرة أبواب 
لا فائدة هم موتى داخل منازلهم رعبا وبردا 
عدت إلى العريش 
انتهى كل شيئ ارتجفت حفرة كان بها قلبى 
أعواد وشواء آدمي ودخان ودمار
هل بكيت 
كيف ابكى وقد خرج الدم بدل الدموع 
جلست الطم خدى 
كيف اكل الحريق فلذات كبدى 
توامان وثلاثة أطفال 
سمعت الحشرجة 
من الاكيد أنهم استنجدوا بي وهم يغادرون 
هل طلبوا حليبا 
هل اردوا طعاما 
هل ضاق بهم الكساء بردا 
كنت اهذى وحدى مع غبش فجرمجروح وركام أسود 
هل ساحتضنهم صباحا 
اين الدفاتر والضفائر 
أين دروب المدرسة 
هذاحضنى فاين أنتم أيها الأطفال 
تتركون امكم هكذا للبلوى 
كان الأفق موحشا كئيبا 
كل شيئ بلون وطعم الفجيعة 
ماعدت أحسن البكاء 
انتفى مفهوم الزمن فى حياتى 
هل هذاغبش فجر أم شمس راد الضحى ام عتمة ليل 
فقدتهم دفعة واحدة خمسة أطفال 
هنا حملتهم هنا ارضعتهم هنا مارضتهم هنا لاعبتهم 
أين ذهبوا هل سيعودون 
هذه دفاترهم هنا لعبهم هناك تاريخهم 
مثلى ولدوافقراء عاشوا فقراء ماتوافقراء 
بقي كبيرهم لكنه قطعة عذاب وذكرى وشجن هو هم سحنات احلاما امان بؤسا 
هل ألوم نفسى 
هل الوم أباء الأطفال 
هل الوم دورية الدرك ومفوضية الشرطة وكتيبة الحرس 
هل ألوم الحماية المدنية 
هل الوم الجيران 
هل ألوم شركة الكهرباء 
هل الوم رئيس الجمهورية 
هل ألوم النائمين فى القصور لأنهم ينسون الساهرين جوعا وموتا فى اعرشة لاترد بردا ولاتصنع ظلا 
كنت ادور برمادالعريش 
لا يد لأمسكها لاجبين لأقبله لارضيع لادفع ثديى فى فمه 
لاشيئ لاشيئ على الإطلاق 
عفرت وجهى فى الرماد لعلى اقبل خلاصة جسد رمامة عظم شلوا ممزعا 
مكلومة أنا مذبوحة ومفجوعة 
فوق الرماد مشيت وبالدماء بكيت وبقوة صرخت هيا استيقظوا صلوا صبحكم وتجهزوا للمدرسة 
لم اكن اجهزلهم فطور الصباح فقدتعودوا الجوع مساء وظهيرة 
صرخت مرات ومرات 
كان الرماد يذروه الدخان 
(وحييت(الجسوم) فلم تجبنى
وكيف تجيبنى صم ركود)
زينب منت أبلال

جمعة, 10/01/2020 - 11:20