سعادة السفيرة مريم بنت أوفى .. وما شهدنا إلا بما علمنا

السفيرة مريم بنت أوفى

في شتاء ٢٠١٦ كنت بروما إيطاليا لحضور مؤتمر علمي  لمدة أسبوع وكانت السيدة مريم في تلك الفترة سفيرة موريتانيا بإيطاليا. 
علمت سعادة السفيرة - من مصادرها- بوجود موريتاني زائر  وتواصلت مع الفندق وأخذت رقمي واتصلت لي عبر الهاتف وعرفت بنفسها وأنها سعيدة بوجود موريتاني مشارك في مثل هذه المؤتمرات فهذا مما يساهم في تحسين صورة البلد وعرضت المساعدة في كل ما أحتاجه. في الحقيقة لم أكن أحتاج شيء ولله الحمد، لكنها أصرت على أن أزورهم في المنزل غدا بعد عودتها من قبرص فهي مسافرة مساء لمهمة عمل وأكدت أن سائق السفارة التونسي سيتواصل معي وسيكون تحت تصرفي وقت ما أحتاجه وحصل كل ذلك. خجلت صراحة من أخلاق هذه السيدة التي لا أعرفها ولا أعرف قبيلتها - في ذلك الوقت-؛ خاصة أن سمعة سفراء موريتانيا في الخارج سيئة جدا في تلك الفترة وتجاهلهم للمواطنين ومشاكلهم. 
جاءني السائق التونسي فجرا وحملني للمطار- ٦٠ كيلو من مركز المدينة- مما أعفاني من صعوبة التنقل داخل القطارات وطلبت مريم أن نبقى على تواصل.
دار الزمن دورته وتم تعيين سعادة السفيرة مديرة قطاع أمريكا وآسيا بوزارة الخارجية الموريتانية ولم تشأ الأقدار أن نلتقي من جديد فلا أرتاح غالبا لزيارة كبار الموظفين بمكاتبهم في الوزارات.
علمت اليوم أن السيدة مريم قدمت استقالتها بعد خطأ تم تصنيفه ضمن دائرة التحفظات المهنية للموظفين السامين للدولة وهو تصرف نبيل ومسؤول أن يستقيل الموظف بعد اعترافه بالخطأ فثقافة الاستقالة جديدة على أهل هذه البلاد.
أتمنى أن تتم إعادة الثقة لسعادة السفيرة مريم من فخامة رئيس الجمهورية ويتم تعيينها من جديد في منصب دبلوماسي رفيع فهي تستحق بكل تأكيد.
كتبه د.محمد الخليفة

ثلاثاء, 14/01/2020 - 17:27