كأس شاي (أتاي).. ولا ألف فنجان قهوة

محمد محمود أبو المعالي

لي مع الشاي قصة عشق قديمة متجددة، تتجلى معاناة قطع الوصل فيها وحميا الهجر، كلما غادرت أرض الشاي بجيماته الثلاثة (الجماعة والجمر والجر).
بلى أنا عاشق له، حد الوله والوجد.
كؤوسا من الشاي الشهي شهية..  يطيب بها ليل التمام ويقصر.
وأقاسي لوعة الشوق كلما حانت لحظة الفراق، وأزفت ساعة البعد والوداع، "وهل تطيق وداعا أيها الرجل".
أقول لهم وقد جد الفراق رويدكم فقد ضاق الخناق
 رحلتم بالبدور وما رحمتم مشوقا لا يبوح له اشتياق
 فقلبي فوق رؤوسكم مطار ودمعي تحت أرجلكم مراق

 فيثقل الصداع الرأس ألما وتباريحا، وتفيض العين دمعا لهول صداع الفراق والبين، وكأنها حرقة هجر عذري، ودمعة اشتياق يماني.
 ولا مندوحة أو ملجأ من "آدواخ" إلا إلى القهوة، وليتها كانت قهوة بابلية، ولن تغني عني من الوجد شيئا.
أدرها وخذها قهوة بابلية
لها بين بُصرى والعراق كروم
أو قهوة أمير الشراب ومتيم السمر والأُنس، الحسن بن هانئ، أبو نواس:
يا خاطب القهوة الصهباء يمهرها
بالرطل يأخذ منها مـلئه ذهبا
يا قهوة حرمت إلا على رجل
أثرى، فأتلف فيها المال والنشبا

لكن هيهات أن يرضى قيس بغير ليلى ولو سيقت إليه كيلوبترا في كامل زينتها ، أو يسلو كثير عن عزة ولو همت به كيلوبترا وراودته عن نفسها ، فما القهوة بالأنيس الأمثل ولا المؤنس الأفضل.
فشاي بماء رنحته غمامة
على كل كاس منه تبدو عمامة
أشهى وأعذب، من منادمة فنجان قهوة، ولو كانت في عز روميتها.
قوما اسقياني قهوة رومية
من عهد قيصر دنُّها لم يمسس
صرفًا تضيف إذا تسلط حكمها
موت العقول إلى حياة الأنفس

خميس, 16/01/2020 - 15:01