الإبحار دون سفينة:

الحسن مولاي علي

غالب غلماننا، أهل هذا المنتبذ القصي، من حدثاء الاسنان، سفهاء الاحلام، ومن الجنسين، يبحرون دون أطواق نجاة، في لجج هذا المحيط الازرق، ويتفننون، دون وعي أو فهم أو دربة أوإعداد واستعداد، في تدبيج القصص والروايات والتحليلات، بل ويخوضون في اعقد القضايا والمسائل والاهتمامات؛ 

وعندما تحبس نفسك-طوعا أو كرها-على ما يسطرون من لثغة الاطفال وهرائهم، وما يسودون به زرقة الألواح الافتراضية لمنصات التواصل، تدرك مدى حاجتهم لمن يأخذ بايديهم، من الكبار، لينير لهم بعض الدروب، ويكسبهم مستوى من الدربة، يؤهلهم لتناول عويصات البحوث الدينية والتاريخية، وقضايا المجتمع والسياسة، ومناظرات الادب والفن؛

إن حاجة غلماننا ماسة إلى دروس مركزة في التاريخ العربي، والتاريخ الإسلامي، والتاريخ الإنساني، وإلى خلاصات لبعض المفاصل الحتمية من سنن الله في الناس وفي السماوات والارض، تجعلهم قادرين على الموازنة بين الاشباه والنظائر، والوقوف على عوامل النصر والهزيمة، وميكانيسمات الصراع الابدي بين الحق والباطل.

اثنين, 03/02/2020 - 20:43