نص خطاب الرئيس غزواني أمام قادة إفريقيا

الرئيس غزواني في قمة إفريقيا(المصدر:وما)

"فخامة السيد سيريل رامافوزا رئيس جمهورية جنوب أفريقيا

الرئيس الدوري للاتحاد الإفريقي.

أصحاب الجلالة والمعالي قادة الدول الإفريقية

معالي السيد موسى فكي محمات رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي

أيها السادة والسيدات.

أود في البداية أن أعرب عن جزيل الشكر وعظيم الامتنان للحكومة والشعب الأثيوبيين على ما لقيناه من حفاوة استقبال وكرم ضيافة، وأهنئ بالمناسبة الأخ الرئيس أبي محمد بفوزه المستحق بجائزة نوبل للسلام.

ويطيب لي كذلك أن أهنئ فخامة الرئيس سيريل رامافوزا رئيس جمهورية جنوب أفريقيا على توليه رئاسة الاتحاد الافريقي، وإنني لعلى يقين من أن خصاله القيادية وتجربته الثرية ستمنحان دفعا قويا لمنظمتنا في اتجاه تحقيق أهدافها، كما أسدي جزيل الشكر لفخامة الرئيس السيد عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية على الإنجازات الكبيرة التي تحققت أثناء توليه رئاسة الاتحاد الإفريقي والشكر موصول كذلك لرئيس لجنة الاتحاد الإفريقي السيد موسى فكي محمات على ما بذله من جهود في سبيل إصلاح منظمتنا.

يشرفني كثيرا أن أتوجه إليكم اليوم لأول مرة من هذا المنبر لأؤكد لكم أننا في الجمهورية الإسلامية الموريتانية حريصون على أن تتحقق أجندة الاتحاد الافريقي 2063 في سعيها إلى إيجاد تحول اقتصادي واجتماعي تكاملي يفضي إلى بناء إفريقيا متطورة، مزدهرة، آمنة ومستقرة، إذ لن نتمكن من بناء تنمية مستدامة ولا من تحقيق اندماج اقتصادي قاري مثمر الا بقدر ما نتمكن من تحقيق الأمن والسلام في قارتنا، خصوصا في ليبيا ومنطقة الساحل في الوقت الراهن.

سيدي الرئيس،

إن الأزمة الليبية تزداد تعقيدا وتتفافم تداعياتها الهدامة، ليس بالنسبة لليبيين فحسب، الذين لا يستحقون الوضع الموجودين فيه الآن، بل بالنسبة للقارة عموما ولمجموعة دول الساحل خصوصا، ولذلك فإنه يتعين الإسراع في حل هذه الأزمة.

ولا يسعني هنا إلا أن أنوه بالجهود التي تبذلها في هذا الصدد اللجنة الإفريقية رفيعة المستوى حول الأزمة الليبية التي يرأسها العميد فخامة الرئيس السيد دنيسا سو انغيسو، رئيس جمهورية الغونغو، والتي ما فتئت تؤكد على صعوبة الوضع في هذا البلد وعلى خطورته التي لا يضاهيها، إلا خطورة الوضع في منطقة الساحل.

وقد وضعت مجموعة دول الساحل الخمس مؤخرا بالتعاون مع شركائها، خارطة طريق تهدف إلى الرفع من فعالية مواجهتها للنشاط المتنامي للحركات الإرهابية وكذلك لدعم قوتها المشتركة وتأمين الموارد الضرورية لتنفيذ برنامج استثماراتها ذات الأولوية.

وفي هذا الإطار يجري العمل علي ضمان نجاح الدورة الأولى للجمعية العامة لحلف الساحل التي ستنعقد على هامش مؤتمر دول الساحل الخمس الذي ستحتضنه بلادنا أواخر الشهر الجاري.

سيدي الرئيس،

أن إحراز نصر حاسم ونهائي على العنف والإرهاب يتطلب منا علاوة على كسب المعركة الأمنية و الانمائية كسب المعركة الفكرية كذلك.

وفي هذا السياق احتضنت بلادنا مؤخرا مؤتمر العلماء الأفارقة حول ثقافة التسامح والاعتدال في وجه ثقافة التطرف والاقتتال الذي تم التأكيد خلاله على ضرورة نشر الدعوة إلى التسامح والإخاء وإشاعة ثقافة الحوار والاعتدال، فبذلك تتوطد الوحدة الوطنية وتقوى اللحمة الاجتماعية وتنسد منافذ التطرف والغلو إلى مجتمعاتنا الإفريقية.

وإنني لواثق من أن قارتنا قادرة على رفع كل هذه التحديات وتحقيق أهداف أجندة ٢٠٦٣.

أشكركم، والسلام عليكم".

أحد, 09/02/2020 - 18:36