خلافا لما يعتقده البعض أن نواذيبو ليست مدينة زراعية هاهي "لحرايث" فيها تتحدى قلة الماء والملوحة وندرة السماد، موفرة فرص عمل لمزارعين دفنوا في مكابدتها سنين شبابهم ومازالوا يسقونها عرق جبينهم معلقين عليها آمالا كبيرة في توفير حياة كريمة لهم ولأبنائهم.
تلك حلقة متوسطة من حكاية مسيرة عبد الله ولد أحمد بياه ورفاقه ،كانت بدايتها من مزارع السبخة بالعاصمة انواكشوط ،وتصل حلقاتها اليوم إلى الحديث عن فترة طويلة، تربو على عقدين من مكابدة الزراعة في الولاية التي يتنازع معهم الصينيون خيراتها بكراء الأراضي الأكثر حيوية وامتلاك الأسمدة ذات الجودة العالية، وعلاجات الآفات الزراعية.
يشكو المزارعون في نواذيبو قلة المياه وارتفاع فواتيرها، وقصر الفترات الزمنية الفاصلة بين صدور الفواتير، فضلا عن صرامة شركة المياه في قطعها عند أي تأخير في السداد.
وتتفاقم معاناة مزارعي انواذيبو باحتكار الصينيين للسماد وبيعه لهم بأسعار باهظة، ماجعل عبد الله وصحبه يطلبون من التجار الموريتانيين استيراد الأسمدة ليجدوا بائعا غير منافسهم الذي يمتنع أحيانا عن بيع بضاعته لهم.
ويطالب ملاك" لحرايث " الدولة بإصدار رخص ملكية شرعية لأراضيهم الزراعية، إذ لا يمتلك معظم المزارعين أوراق ملكية رسمية، مما يمثل لهم كابوسا بتلاشي كنوز آمالهم الدفينة، التي سقوها بماءالجد سنين طويلة اغبرت فيها أقدامهم بغبار الأرض، وتجددت طموحاتهم مع كل حصاد.
يمكنكم الاطلاع على واقع لحرايث في نواذيبو، ومعاناة أصحابها من خلال الفيديو التالي: