لست نادما على أني دافعت عن برام ولد الداه عبيدي في أن يقول ما يريد وأن يتحدث من أي منبر يختاره في وطنه، وقد كتبت عنه ثلاث مرات على الأقل: حين اعتقل بدياة العقد الحالي، وكتبت أن اعتقاله "جرم على جرم" وحين فاز بجائزة حقوق الإنسان 2013 "جائزة العبودية.. برام مرة أخرى". لست نادما لأني كنت أدعم برام فيما أراه حقا له.
وحين حل في المرتبة الثانية في الانتخابات الرئاسية كتبت إنه تحول من مناضل حقوقي إلى زعيم سياسي وعليه أن يفرق بين الحالين.
يبدو للأسف أن الرئيس برام ما زال غير واع بأن تملق الجوائز الغربية لن يجعل منه شيئا مذكورا في بلده، والذين يسميهم أغلبية إفريقية ويدعي اضطهادها باسم العروبة والإسلام لن تميز غالبيتهم الساحقة كلمتين من خطاب السبع دقائق الذي نال به جائزة الشجاعة، وحجبت عنه جائزة أخرى كان لها أكثر استحقاقا، هي جائزة الشجاعة في مجانبة الواقع.
لقد تقول الرئيس برام حتى فاض مقوله عن السبع دقائق ادعى خلالها رعية العنصرية بقوانين، ورعاية العنصرية بالشريعة، وادعى كثيرا.
لن تندم الجماهير على أنها صوتت لبرام يوما من الأيام لأنه علمها شيئا مهما، وهو أنْ ليس كل من ادعى قول الحق قائل حقا. من حق برام وغيره أن يعارض الأنظمة السياسية، ويتباكى أمام موزعي الجوائز والدعم بما شاء من عرض مظلوميته، ولكن حين يعارض الرئيس برام موريتانيا وأمنها وسلمها، وحين يقول على موريتانيا، فهو يخرب بيته بيديه، ويجعل المدافعين عنه يقفون في وجهه.
وحين لا يجد الرئيس برام لاستجداء الدعم غير اختلاق الأقاويل فهو يؤثر جائزة الأوروبيين على مستقبله السياسي، ويحاول التلاعب بمصائرنا، والتحريض على وجودنا، ولكنه ينسى شيئا مهما، قد يكون تذكيره إياه مفيدا، وهو أن من وقعت عليهم المظالم أو عانوا من مظالم، وما زالت معاناتهم مستمرة من بعض المظالم يفرقون بين من يريد ركوب مظلمتهم ليزيل شعث أردانه، ومن يريد أن يزيل عنهم بعض آثار المظالم، ونكبات الدهر. إنه يسير إلى نهايته، فليسرع، أو فليبطئ.