شجاعة التزوير لن تخرق سفينة الإخاء

المختار ولد القاسم

هنالك قيم وحقائق هي أكبر من المزايدات والمتاجرة منها الدين والهوية والوطن والحقائق الماثلة للعيان، هنالك أشخاص وجهات لا هم لهم غير التربح من هذا الوطن الذي آن له أن يتعافى من المقاولة السياسية.

تدور ببعض السياسيين رياح البحث عن الربح والتملق الخارجي فيكيل الشتائم لبلده كلما غادره، ويرسم صورة بالغة القتامة متكاملة التزوير موغلة في الإساءة، قبل أن يعود من جديد ليمارس دورا آخر من أدوار التلاعب السياسي بالمشاعر والمواقف والقضية التي يناضل بها.

لقد كان على موعد مع جائزة الشجاعة الوطنية والشعبية لو تحدث بإنصاف عن وطن يتعافى وعن جراح تندمل وعن تآزر يمتد بين شرائح الشعب وبين الشعب ودولته، في ظلال البرنامج السياسي والتنموي لفخامة رئيس الجمهورية.

تلك هي الشجاعة الحقيقية التي تتطلبها اللحظة الفارقة من حياة البلد، وليس الألسنة الحداد والاستثمار المتواصل لتأزيم أوضاع البلد استدرارا لجوائز ومنافع مالية لا أكثر.

الغريب أن هؤلاء المتاجرين بسمعة الوطن يتناقضون يوميا بقدر ما يمارسون الكذب بشكل علني، يعترفون هنا بأن قاطرة الإصلاح قد انطلقت وأن الدولة أخذت هويتها ويعلقون الآمال الجسام على الرئيس وحكومته، ولكن ما إن يواجهوا أضواء الكاميرات وبريق الجوائز المزعومة حتى يتحللوا من كل خصلة إنصاف ويعيدوا تشغيل أسطوانة السب والكراهية الرخيصة.

نحن أمام حالة تنمر مزرية يصعب أن تصدر ممن يسعون إلى إدارة الشأن العام وتحقيق أهداف وطنية...ولكنها الأهداف الشخصية لا أكثر

لقد قطع بلدنا أشواطا مهمة قانونيا وسياسيا من أجل تجريم ظاهرة العبودية والقضاء عليها، من خلال منظومة قانونية رادعة وآلية قضائية فعالة.

وما من شك أن وتيرة الرفع من شأن المهمشين وضحايا عقود الحيف والغبن الاجتماعي قد انطلقت بقوة ورشد وإخاء وطني لا سبيل فيه للتجديف ولا المهاترات في برنامج عملي تشرف على تنفيذه حكومة معالي الوزير الأول المهندس إسماعيل ولد بده ولد الشيخ سيديا

إن مندوبية تآزر بما تحمله من إخاء وطني وتنمية شاملة لهي بوابة وطنية كبرى للوحدة والتكامل بين أبناء هذا الشعب بعيدا عن الخطابات التحريضية أو التخوينية.

إن موريتانيا على موعد بالفعل مع عهد وطني جديد في مجال القضاء على آثار التهميش والغبن الاجتماعي، وستكون المدرسة الجمهورية قاطرة الوحدة الكبرى، وربانها التعليم والتنمية تحت ظلال وطن يسع جميع أبنائه، كل أبنائه.

ثم إن استدعاء كل المثالب التاريخية للنيل من سمعة موريتانيا ومن مكانتها، وتزوير الأرقام والنسب والتلاعب بورقة الشرائح وفكرة الأغلبية والأكثرية، ليس أكثر من ورقة بالية، لن تسهم في تحطيم مشروعنا الوطني الذي يبنيه الشعب بكل سواعده

يبقى أن ضحايا التهميش وأنصار الحرية والعدالة في هذا البلد هم أشرف نفوسا وأصفى نضالا وأرسخ شهامة ممن يتاجر بقضيتهم، ومن أراد خدمتهم فليكن ذلك عبر عمل تنموي ووعي ثقافي وتعليمي ونضال حقوقي مستنير، وهم في غنى بدينهم وحضارتهم وهويتهم وبطموحهم الوضاء نحو من مستقبل باهر بإذن الله تعالى عن أن يكون رقما في خطاب مفرداته التهويل والتزوير والدفاع عن الملحدين ومن يسب الذات العلية، ويتنكر لقيمها، ولكن هوس التجارة وبيع المواقف بأبخس الأثمان مرض لا شفاء منه، وعلى كل حال يملك البعض الشجاعة المطلقة عندما يتعلق الأمر بالتزوير والمناكفة وقلب الحقائق لكن ذلك لن يخرق غير صورته ومسيرته، أما سفينة الوطن فقد سارت بربانها فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني ..باسم الله مجراها ومرساها

خميس, 20/02/2020 - 13:20