هدايا وإغراءات.. الأمن المصري يخطب ودّ الإسلاميين قبل 6 ساعات

عقب إجازة عيد الفطر، استدعى جهاز الأمن الوطني بالإسكندرية عددا من رموز التيار الإسلامي وأبلغهم رغبة جهات عليا بوزارة الداخلية في تهدئة الأوضاع وتهيئة الأجواء لعلاقات طبيعية معهم.

وتستهدف المبادرة بشكل أساسي رموزا من خارج جماعة الإخوان ومن قيادات وأعضاء الصفين الثاني والثالث بالإخوان ممن انخرطوا في مراجعات فكرية داخل السجون.

واستدعى الجهاز الأمني كذلك مئات الشباب من التيار الإسلامي من المفرج عنهم قريبا وأبلغهم رغبته في "فتح صفحة جديدة وتهدئة الأوضاع".

وخاطب الأمن هؤلاء الشباب بالقول إنه يعول على دورهم في إقناع قطاع كبير من الإسلاميين بعدم الانخراط في أي "تنظيمات معادية للدولة"، أو اعتماد العنف كأداة للتغيير.

وتخلل لقاءات الجهاز الأمني بشباب التيار الإسلامي بالإسكندرية تقديم هدايا مادية وعينية لهم بمناسبة العيد، ووعود بمرتبات ثابتة تصرف لهم شهريا.

وتمثل محافظة الإسكندرية مركز ثقل للإسلاميين المناهضين لنظام الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي قاد انقلابالثالث من يوليو/تموز 2013، وأطاح بمحمد مرسي أول رئيس مدني منتخب في تاريخ البلاد.

وتحاول قيادات الجهاز استنساخ تجربة تسعينيات القرن الماضي، حيث نجح الأمن في كسب ودّ شباب الجماعة الإسلامية وجماعة الجهاد وغيرهما من التيارات الإسلامية بعد إقرارهم بالمراجعات الفكرية ومبادرة وقف العنف.

وتستهدف المبادرة الجديدة مساعدة شباب الإخوان ممن انخرطوا في "مراجعات فكرية" على الالتحاق بوظائف جديدة تشجيعا لنظرائهم في السجون على المضي قدما في المراجعات الفكرية وعدم الارتباط بأي تنظيمات.
 

عبء السجون
وفسر مراقبون هذا التحول برغبة وزير الداخلية الجديد اللواء محمود توفيق في تخفيف الأعباء عن السجون والمعتقلات مع وجود ما يقرب من سبعين ألف معتقل.

وبحسب تصريحات لقيادات أمنية، فإن المعتقلين يمثلون عبئا ثقيلا على موازنة الدولة، في ظل ما يتردد عن زيادة تكلفة كل سجين على ألفي جنيه شهريا (110 دولارات)، تصرف على الإعاشة والنقل والرعاية الصحية ونفقات الحراسة وغيرها.

ويتعرض نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي لضغوط دولية لتخفيف الاحتقان في الشارع المصري وقطع الطريق على حدوث انفجار لا يمكن التحكم بمساراته ومآلاته.

ويرى مراقبون أن وزير الداخلية المقال مجدي عبد الغفار فشل في سياسة التهدئة مع التيارات الإسلامية، مما عرقل رغبة بعض الأجهزة السيادية في تطبيع العلاقات مع قطاع من الإسلاميين.

ووفق هؤلاء، فإن هذه الأجهزة تعول على التهدئة في نزع فتيل التوتر الناجم عن تردي الأوضاع الاقتصادية والارتفاع القياسي في أسعار المحروقات وتصاعد الدعوات للاحتجاج الشعبي.

 

الجزيرة

أحد, 01/07/2018 - 00:31