لن تكو قمّة نواكشوط كافية لإطلاق قوّة الساحل المشتركة بشكل فعلي بل ولا فرنسا أو دول الساحل إذا استمر هذا التلويح بالقوة دون أن تنزل القوّة على الأرض.
قبل أشهر أو حتى سنوات تم الإعلان عن إطلاق هذه القوّة المشكلة من سبع كتائب - حوالي 5000 رجل - من مالي والنيجر وتشاد وبوركينافاسو وموريتانيا. من المفترض أن تتسلم القيادة من القوات الفرنسية في برخان المنتشرة منذ أغسطس 2014 في مساحة قاحلة وعدائية شاسعة مثل أوروبا الغربية.
والقمّة المصغّرة الذي التأمت على هامش القمة الـ31 للاتحاد الإفريقي في الثاني من يوليو في نواكشوط حول إيمانويل ماكرون لن تبدّد الضباب حول هذا الجيش الافتراضي. بل إن التفجيرات الانتحارية في مالي قبيل الاجتماع بوقت قصير قد حجبت الأفق بشكل تام مما يدل على قوة التهديد الذي تشكله مجموعة دعم للإسلام والمسلمين التحالف الجهادي الذي تشكّل في ربيع عام 2017 بقيادة إياد آغ غالي. هجوم على قاعدة سفاري بوسط مالي أدى إلى مقتل جنديين محليين وتدمير مقر قيادة القوة الإقليمية بشكل جزئي. أما الثاني ، فقد ضرب جاوه بعد يومين مستهدفا قوّة برخان مخلفا مقتل أربعة مدنيين وإصابة 30 بينهم أربعة جنود فرنسيين.
افتتح ماكرون ونظرائه من الساحل في العاصمة الموريتانية "كلية الدفاع" التي ستقوم بتدريب ضباط قوّة الساحل كما وعد باتخاذ قرارات ملموسة.
لكن عملية التأجيل مستمرة والجدول الزمني يمدد باستمرار والعمليات التجريبية التي تم تنفيذها حتى الآن أثبتت أن القوة غير حاسمة وأبرزت كثيرا العيوب في ميادين المعارك في التنسيق والمعدات والتدريب والاستخبارات، الخلاصة: لم يتم تطوير أي شيء. "لا تزال هناك الكثير من الثغرات" يقول الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز.
على صعيد التمويل فإن الأرقام التي وُعدت بها القوّة لم تصل بعد فلم تدخل الخزينة حتى الآن سوى مساهمة رواندا الرمزية بــ500 ألف يورو. الاتحاد الأوروبي يتأخر في دفع مساهمته في حين تهدف مساهمة السعودية والتي تقدر بمبلغ 100 مليون يورو إلى تمويل شراء المعدات الفرنسية مثل الدروع الواقية وأنظمة النقل.
ترجمة موقع الصحراء
لمتابعة الأصل أضغط هنا