آلاف الأمريكيين يتظاهرون تخليدا لذكرى إنهاء العبودية في ظل احتجاجات ضد العنصرية وعنف الشرطة

شارك الآلاف من المتظاهرين في عدة ولايات ومدن أمريكية من نيويورك إلى لوس أنجلس في إحياء الذكرى 155 لما يسمى بـ"جونتينث" (دمج حزيران/يونيو و19 وفق لفظهما بالإنكليزية)، وهو اليوم الذي أدرك خلاله "العبيد" في غالفستون في تكساس أنهم صاروا أحرارا.

وتجمع الآلاف للاحتفال بيوم تحرير العبيد، وهو عطلة لإحياء ذكرى انتهاء العبودية التي تحمل هذا العام صدى خاصا بعد موجة من الاحتجاجات والبحث عن الذات حول إرث البلاد من الظلم العنصري، وفي خضم اضطرابات أوقد شرارتها عنف الشرطة غير المبرر ومن خلفه العنصرية والتمييز تجاه الأمريكيين من أصول أفريقية.

ومع إلغاء معظم الفعاليات الرسمية لهذا اليوم بسبب إجراءات مواجهة فيروس كورونا المستجد، نظم نشطاء بدلا من ذلك مسيرات في الشوارع و"قوافل بالسيارات" في مسعى منهم لمنح الناس متنفسا للتعبير عن غضبهم وتضامنهم.

لكن برغم القيود المفروضة لمكافحة الفيروس، فإن هذا اليوم الذي يمثل احتفالا سنويا بإعتاق العبيد منذ قرن ونصف القرن يحمل معنى خاصا هذا العام، إذ يتبع سيلا عارما من احتجاجات أثارها مقتل جورج فلويد، الرجل الأمريكي الذي لفظ أنفاسه الأخيرة بعد أن جثم ضابط شرطة أبيض في منيابوليس بركبته على رقبته لتسع دقائق تقريبا على الأرض.

وعلى مدى أسابيع حركت المطالب المتصاعدة بإنهاء وحشية الشرطة والظلم العنصري مسيرات كانت متوقعة في مدن أمريكية من أقصى شرق البلاد إلى أقصى غربها، بما فيها العاصمة واشنطن وفيلادلفيا وشيكاغو ولوس أنجلس.

وفي مدينة نيويورك، تجمع بضع مئات كان معظمهم يضع كمامات على الوجه بسبب الفيروس خارج متحف بروكلين حاملين لافتات عليها عبارات من قبيل "حياة السود مهمة" و"اذكروا أسماءهم".

وأكدت نيا وايت (17 عاما) وهي طالبة أنهت المرحلة الثانوية ومنظمة المسيرة "يعني لي هذا اليوم أن أتذكر أسلافي، فمن المؤكد أننا نكافح منذ فترة طويلة ولا زلنا نخوض المعركة نفسها التي خاضها أسلافنا".

وكانت إحدى أكبر تلك المسيرات في أتلانتا، التي شهدت عواطف متأججة بعد مقتل رايشارد بروكس، وهو أمريكي من أصل أفريقي أصيب بالرصاص في ظهره على أيدي شرطي أبيض في مرآب للسيارات في مطعم للوجبات السريعة. وتمت إقالة الشرطي ووجهت إليه تهمة القتل.

أما في تكساس التي بدأت منها فكرة اليوم، فأشرفت لوسي بيرموند على ما يعتقد أنه أقدم احتفال سنوي عام بهذه المناسبة في حديقة التحرر في هيوستون، التي تقع في منطقة (ثيرد وارد) حيث قضى فلويد معظم حياته.

وعادة ما جذب هذا التجمع نحو 6000 شخص إلى الحديقة التي اشتراها العبيد المحررون عام 1872 للاحتفال بهذا اليوم.

ويحيي يوم تحرير العبيد الذي يعرف باسم (جون-تيينث)، وهو اسم مركب من كلمتي (جون) أي شهر يونيو/حزيران و(تيينث) في إشارة إلى اليوم 19، ذكرى إلغاء الولايات المتحدة للرق بموجب إعلان إعتاق العبيد الذي أصدره الرئيس الأمريكي إبراهام لينكولن عام 1863، وأعلن جيش الاتحاد عنه لاحقا في غالفستون بولاية تكساس في 19 يونيو 1865 بعد انتهاء الحرب الأهلية.

وأعلنت ولاية تكساس عام 1980 هذا اليوم عطلة رسمية، وحذت حذوها فيما بعد 45 ولاية أخرى بالإضافة لمقاطعة كولومبيا. وفي العام الحالي، أعلنت مجموعة من الشركات الكبرى يوم 19 يونيو/ حزيران، المعروف أيضا باسم يوم التحرر أو يوم الحرية، عطلة مدفوعة الأجر للموظفين.

فرانس24/ رويترز

سبت, 20/06/2020 - 11:34