رسالة إلى رئيس الجمهورية : الإقلاع بقطاع الصناعة و المعادن

محمد عبدالله اللهاه

سيدي الرئيس صاحب الفخامة
بعد ما يليق بمقامكم الكريم من التقدير و الاحترام، يقول المثل الشعبي "أل عدل العيش مايقلب إدام". لقد كانت زيارتكم الأخيرة لمدينة ازويرات نقلة نوعية في طريقة التسيير والتعاطي مع استغلال الثروات المعدنية و الصناعية. حيث أجمع الكل على تثمين مخرجات تلك الزيارة الميمونة والطرح التشاوري البناء لكل المواضيع المتناولة. غير أن هناك عدة نقاط لم تتم إثارتها للتشاور و الدراسة رغم أنها يمكن أن تساهم بشكل فعال في حل إشكاليات التعدين و إضافة قيمة نوعية للإقتصاد الإستخراجي و الصناعي. و من ضمن تلك النقاط مايلي :
1 – هناك ظلام دامس في تغييب شركة اسنيم عن استغلال مناجم الذهب حيث لايمكن فهم ذلك رغم أن شركة اسنيم لديها الإمكانيات و الخبرة و الكفائات القادرة على الإستغلال الأمثل لمعادن الذهب الشيئ الذي سيعود بنفع أكثر على اقتصاد بلادنا من ناحية و يدعم النشاط المعدني للشركة من جهة خاصة عند أي تأزم لأسواق الحديد. لقد كنا نتوق إلى وضع حد تام لنهب ثروتنا المعدنية بمنع أي ترخيص جديد لكل مستغل أجنبي بل مراجعة التراخيص و الإتفاقيات السابقة المجحفة لبلادنا إن لم نقل أنها تحرمها من أي عائدات حقيقية على الإقتصاد الوطني. لقد أثبتت بلادنا من خلال تجربتها في استغلال مناجم الحديد بإمكانيات و سواعد أبنائها أنها قادرة أيضا على أستغلال مناجم الذهب بنفس الإمكانيات مما سيعود علينا بمردودية عالية و لكم أن تتفحصوا نتائج التعدين التقليدي رغم قصر فترته حيث تفوق بكثير عائدات التعدين الصناعي في مجال الذهب رغم طول تاريخه. بل إن الخبراء مجمعين على قلة مردودية التعدين الصناعي التي تزاوله شركات أجنبية. ولكم ياصاحب الفخامة أن تقارنوا عائدات الحديد و الذهب على بلادنا رغم التفاوت الكبير بين أسعار الحديد و الذهب. سيدي الرئيس، إن أي منجم جديد لابد أن يكون وطنيا بدل أن يسند إلى شركة أجنبية في حين أنه يمكن إنشاؤه بطاقات وطنية ضمن رجال أعمالنا و شركة اسنيم مثلا و الدولة. 
2 – هناك ضرورة لجمع الصناعات الإستخراجية المعدنية في منطقة واحدة بنقل خامات الذهب من تيرس نحو تازيازت أو تيجيريت عن طريق قاطرات اسنيم مثلا. حيث أن شركة اسنيم لديها القدرة على نقل تلك الخامات وقد تعاقدت في الماضي مع شركات عاملة في مجال المناجم لتتولى شركة اسنيم نقل كل ماستستخرجه تلك الشركات من المعادن. و يمكن لشركة اسنيم نقل خامات الذهب بأسعار زهيدة كي يتشكل لدينا قطب معدني و صناعي في منطقة تازيازت مثلا مما يسهل تنفيذ سياسات التأطير و التطوير و السيطرة بإحكام على كل الإنعكاسات السلبية على الصحة و البئة و التنمية المستدامة.
3 – يمكن تدارس شراكة بين القطاع الخاص (ممثلا في رجال أعمالنا و مصارفنا) و شركة اسنيم و شركة معادن موريتانيا و الدولة الموريتانية مجسدة في إنشاء شركة يسند إليها الجانب الصناعي لمعالجة خامات الذهب و قد يشمل نظامها استلام خامات الذهب من المنقبين التقليديين لتقوم بتصفيتها و بيعها للبنك المركزي ثم إرجاع المبالغ الناتجة إلى المنقبين حسب حصة كل واحد منهم (على غرار نظام تسويق منتوج الصيد التقليدي من طرف SMCP و توزيع مداخيله على الصيادين التقليديين كل حسب كمية منتوجه). هذه المؤسسة ستمكننا من إحكام طرق الإستغلال و الصناعة لخامات الذهب كما ستسهل تطوير القطاع و السيطرة على كل حيثياته و اتباع تسيير معقلن. و يمكن لهذه المؤسسة استخدام بعض منشآت شركة اسنيم مما سيزيد مردوديتهما معا و يرفع عائداتهما بقيمة ملحوظة.
سيدي الرئيس، إن قطاع التعدين التقليدي ذو أهمية قصوى للبلد و يستوعب عمالة مهمة هي الأولى في تاريخ بلادنا كما يرفع الناتج المحلي بقيمة نوعية إضافة إلى فوائد جمة لاتحصى حيث من أهمها تعزيز اللحمة و تقوية الروابط الإجتماعية و تعميم الثروة بطريقة مباشرة. و بهذه المناسبة نضع تحت تصرفكم كافة جهودنا المتواضعة و الوسائل التي يمكن بها الحصول على تمويلات و قروض ميسرة بعلاقاتنا الخاصة مع بعض الممولين الدوليين لهذه المجالات و بشكل عام لتمويل برامج التنمية المستدامة. و أملنا كبير في قدرتكم على الإقلاع بهذا القطاع و بالصناعات الإستخراجية بشكل خاص حيث أن لدينا ثقة مطلقة في الطاقم المتميز الذي أسندت إليه مهمة عصرنة الصناعة و المعادن.
و قل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المومنون. 
 

ثلاثاء, 10/11/2020 - 13:17