تقرير كووورة.. لماذا دفع توخيل فاتورة باريس بمفرده؟

توخيل

بعد خمسة أيام من تسريب القرار، أعلن نادي باريس سان جيرمان عن إقالة المدرب الألماني توماس توخيل المدير الفني للفريق.

قضى توخيل عامين ونصف داخل جدران النادي الباريسي، سارت خلالهم العلاقة على أفضل ما يكون رغم بعض الجروح الأليمة مثل الخروج أمام مانشستر يونايتد من دور الـ16 لدوري الأبطال بسيناريو عجيب.

المثير أيضا أن إدارة باريس لم تهتز بهذا الإخفاق بل قررت تمديد تعاقد توخيل لموسم إضافي من 2020 إلى صيف 2021.

لكن مع تفشي فيروس كورونا، توترت العلاقة نسبيا بين المدرب الألماني ومسؤولي النادي الباريسي، خاصة ليوناردو المدير الرياضي، لينتهي الحال بالإطاحة بالمدرب الألماني.

ويستعرض كووورة في هذا التقرير عوامل لم ترجح كفة استمرار توماس توخيل.

نكران الجميل

توج توخيل مع الفريق الباريسي بستة ألقاب محلية، منها الفوز بكل الألقاب للعام الجاري 2020 بخلاف التأهل لنهائي دوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخ النادي.

لكن مع السقوط في فخ الخسارة بأول جولتين بالدوري الفرنسي، بدأ المدرب الألماني الشكوى مما يمكن وصفه بـ"نكران الجميل".

المدير الفني السابق لسان جيرمان قال "الكل تناسى إنجاز الفوز بكل البطولات والتأهل لنهائي دوري الأبطال.. تخيلت أن الإشادة بنا سوف تستمر لفترة، لكن بعد مباراتين فقط بدأ الحديث عن سوء مستوى الفريق وعدم قدرتي على السيطرة على النجوم، وغيرها من الشائعات".

الخطوط الحمراء

في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تحول الخلاف في الكواليس بين ليوناردو وتوخيل إلى حرب علنية، بدأها المدرب الألماني بانتقاد سياسة النادي في سوق الانتقالات، قائلا "لا يمكن أن يطالبنا أحد بنفس ما حققناه الموسم الماضي، والمنافسة على دوري الأبطال، طالما لم ندعم أنفسنا بصفقات قوية".

ولم يكتف المدرب الألماني بذلك بل تجاوز الخطوط الحمراء بانتقاد سياسة النادي في الاستغناء عن بعض اللاعبين مجانا مثل "رابيو وكافاني ومونييه"، مضيفا أنه يخشى تكرار الأمر مع لاعبين آخرين تنتهي عقودهم بنهاية الموسم الجاري مثل آنخيل دي ماريا وخوان بيرنات ودراكسلر".

كل هذه الطعنات، قابلها ليوناردو برسائل أكثر حدة بقوله "من يبقى معنا يحترم سياستنا، ما قاله توخيل غير مقبول، ولم يعجب مسؤولي النادي".

هذه اللهجة الحادة لم تهز ثقة المدرب الألماني بل واصل تصريحاته المثيرة للجدل مثل "أتقبل إمكانية رحيلي"، وفي أحيان أخرى قال "في الأشهر الستة الأخيرة لم أشعر بأنني مدرب للفريق بل مدير رياضي أو سياسي داخل النادي"، حيث وصف هذا التصريف فيما بعد بـ"مزحة تمت ترجمتها بشكل خاطئ".

ومنذ أوائل أكتوبر، بدأت الشائعات تتردد بقوة حول إقالة توخيل، وما عزز من هذه التكهنات تراجع نتائج الفريق وتقهقره للمركز الثالث بجدول الدوري، ولم يشفع له التأهل في صدارة مجموعته بدوري الأبطال.

الحائط المائل

كان توماس توخيل بمثابة الحائط المائل الذي أرادت الإدارة الباريسية أن تثبت به قوتها في التعامل مع الأزمات.

بينما لم يتعامل مسؤولو النادي الباريسي بنفس الحدة مع اللاعبين بل مالت لتدليل نجومها خاصة الثنائي نيمار جونيور وكيليان مبابي.

أثار نيمار أكثر من أزمة داخل وخارج الملعب، بينما أحرج مبابي مدربه توخيل واعترض على قرار استبداله في بعض المباريات أو عدم المشاركة أساسيا في أوقات أخرى.

لم تواجه إدارة باريس هذه التصرفات بلفت نظر أو مجرد عقوبات بل مالت لاسترضاء النجمين أملا في التمديد لهما لما بعد صيف 2022 في ظل ارتباطهما دائما بالانتقال إلى قطبي الليجا ريال مدريد وبرشلونة.

نقلا عن موقع كوورة 

أربعاء, 30/12/2020 - 08:50