الخيط الرفيع بين التربية والتعليم

عبد الودود سيد الهادي

يقول الأمريكي جون واتسون مؤسس المدرسة النفسية السلوكية: (أعطني اثني عشر طفلاً أصحاء، سليمي التكوين، وهيئ لي الظروف المناسبة لعالمي الخاص لتربيتهم وسأضمن لكم تدريب أيٍّ منهم، بعد اختياره بشكلٍ عشوائي، لأن يصبح أخصائيًا في أي مجالٍ ليصبح طبيبًا، أو محاميًا، أو رسامًا، أو تاجرًا أو حتى شحاذًا أو لصًا، بغض النظر عن مواهبه وميوله ونزعاته وقدراته وحرفته وعرق أجداده).

الكثير منا يخلط عن قصد أو عن غير قصد بين مفهومي التربية والتعليم، وبالرغم من أوجه التشابه بينهما وبالرغم من أن الواقع قرن المفهومين بحبل واحد ليتداخلا في العديد من الجوانب فمما لا شك فيه ولا خلاف أن التعليم ما هو - في الأساس - إلا عملية مكملة للتربية.

ولكن كيف ؟

تتم عملية تربية النشأ في المنزل، ففي المنزل يتلقى الأطفال المبادئ الأولى للسلوك القويم - أو هكذا يجب – فيتعلمون كيفية التصرف بتهذيب مع الأخرين كاستخدام تعابير من قبيل: صباح الخير - مساء الخير - من فضلك – عن إذنك – أنا آسف – أعتذر - شكرا جزيلا لك – وكنت  مخطئا  ... إلى غير ذلك من عبارات التهذيب.

وفي المنزل يتعلم الأطفال التعود على الصدق والدقة واحترام الوقت، وعدم استخدام العبارات المهينة والنابية، واحترام الجميع سواء كانوا: أصدقاء، زملاء، شيوخ ومعلمين أو منتخبين أو ممثلين للسلطات....

يتعلمون آداب الأكل والشرب، والملبس والمحافظة على النظافة الشخصية ونظافة الوسط...

وفي المنزل كذلك يتعلم الأطفال إتقان لغتهم الأم والحفاظ على ثقافتهم إرث آبائهم وأجدادهم...

بعد هذا يأتي دور المدرسة حيث يتم التعليم وهو بالبساطة الشديدة حصول النشأ على المعارف،

ففي المدرسة يتعلم الأطفال مختلف العلوم مثل الرياضيات، الفيزياء، الكيمياء، التاريخ، الجغرافيا، اللغات، التربية المدنية والبدنية ... إلى غير ذلك من العلوم والمعارف الضرورية لمواجهة وترويض الطبيعة والحياة.

فالتعليم إذا - والحال هذه -  هو دعم وتكميل لما يتلقاه االنشأ في المنزل.

تتم عملية التربية الحقيقية في المنزل ويتم التعليم في المدرسة.

لهذا وغيره من الأسباب ولكي يتم إصلاح حقيقي للمنظومة التربوية في بلادنا، يجب على أولياء التلاميذ القيام بدورهم على الوجه الصحيح، ثم يأتي بعد ذلك دور المعلم، فماذا سيقدم للنشأ إذا لم يكن مسلحا بما يكفي من المعرفة العلمية، يجب انتقاء المعلمين الجدد والقيمين على العملية التربوية ككل على أساس الكم المعرفي ففاقد الشيء لا يعطيه، وسيكون التكوين المكثف أولى لتسليح الطواقم التربوية الحالية.

--------------------------------                                                        

المراجع:

الموسوعة الحرة ويكيبيديا

صفحة Alliance Alternative pour le développement du sud  

خميس, 11/02/2021 - 14:05