الوجبات السريعة والأكل بسرعة يدمران صحتك ويزيدان كرشك.. كيف؟

يحتفل باليوم العالمي للسمنة في 4 مارس/آذار من كل عام، فما نسبة السمنة في العالم، وكيف يصنف الشخص بأنه سمين، وما أبرز النصائح للتخلص من السمنة، وما علاقة سرعة الأكل بذلك؟ هذه الأسئلة وغيرها نجيب عنها هنا.

ووفقا لموقع اليوم العالمي للسمنة فإن السمنة مرض يجب التعامل معه، ويضيف الموقع أن "لدينا جميعا دورا نلعبه في دعم ومناصرة الأشخاص الذين يعانون من السمنة. ويجب أن ندرك أن كل شخص مهم إذا أردنا بناء عالم أكثر صحة للجميع".

حقائق
800 مليون شخص حول العالم يعانون من السمنة.
ستكلف العواقب الطبية للسمنة أكثر من تريليون دولار بحلول عام 2025.
الأشخاص الذين يعانون من السمنة أكثر عرضة للإدخال إلى المستشفى بمقدار الضعف إذا ثبتت إصابتهم بكوفيد-19.
من المتوقع أن تزداد بدانة الأطفال بنسبة 60% خلال العقد المقبل لتصل إلى 250 مليونا بحلول عام 2030.
وفقا لمنظمة الصحة العالمية تضاعفت السمنة 3 مرات تقريبا منذ عام 1975.
ويُصنَّف الشخص بأنه يعاني من السمنة إذا كان مؤشر كتلة جسمه أعلى من ‫30، ويُحسب مؤشر كتلة الجسم بأخذ وزن الشخص ‫بالكيلوغرام وقسمته على مربع ارتفاعه بالمتر.

للتعامل مع السمنة سنتحدث عن 4 محاور، كل محور يغطي جانبا متعلقا بالأكل وطرق التخلص من الوزن الزائد وأيضا السمنة في زمن كورونا.

الوجبات السريعة.. تخلص منها لمكافحة البدانة
الآثار التي يتركها تناول الأطعمة السريعة على الجسم قد تكون أخطر مما تتوقع، وتشمل زيادة الوزن وارتفاع الدهون في الدم والإمساك وغيرها.

ولا شك أن البيتزا، والبرغر، والبطاطا المقلية وقطع الدجاج، والدوناتس وغيرها من الوجبات السريعة، قد تكون الحل الأسرع والألذ عندما تكون جائعا أو مضغوطا بالوقت، لكن في مرحلة ما قد يصبح تناول هذه الوجبات أشبه بالإدمان، ولن تتسبب بآثار سلبية على محفظة نقودك فحسب، وإنما على صحتك أيضا.

ماذا سيحدث لجسمك عند التخلي عن الوجبات السريعة؟
إذا كنت من الأشخاص الذين يعتمدون على الوجبات السريعة في حياتهم اليومية، سيكون عليك في البداية أن تحارب الرغبة الشديدة لتناول الطعام وتقلب المزاج وخصوصا في المراحل الأولى، وذلك وفقا لتقرير في دويتشه فيله، فقد أشارت بعض الدراسات إلى أن تأثير انسحاب الوجبات السريعة قد يكون موازيا لتأثير انسحاب العقاقير المخدرة من الجسم.
في وقت لاحق ستخف الرغبة في الأطعمة الجاهزة، وستصبح أكثر ميلا للأغذية الصحية، لأن ميكروبات أمعائك ستتغير، فتبديل الوجبات السريعة للحصول على بدائل صحية يمكن أن يغذي بكتيريا الأمعاء الجيدة ويساعدها على النمو.
ستزيد رغبتك في الأطعمة الطبيعية الكاملة وتناول الفواكه والخضروات بشكل أكبر، الأمر الذي يؤثر بدوره على صحتك النفسية أيضا ويسهم في تعديل المزاج.
خسارة الوزن وتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب، إذ ربطت عدة دراسات استهلاك الوجبات السريعة بازدياد الوزن الذي يؤدي بدوره إلى الإصابة بالأمراض المزمنة. إذ غالباً ما تكون هذه الأطعمة عالية الدسم كما تحتوي على نسبة عالية من السكريات والدهون والصوديوم، إضافة إلى استخدام الزيوت النباتية المهدرجة للقلي. ومن المعروف أن هذه الزيوت تحتوي على الدهون المتحوّلة، والتي تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
حماية من خطر الإصابة بمرض السكري، إذ وجدت دراسة -وفقا لدويتشه فيله- أن تناول الوجبات السريعة مرتين أو أكثر في الأسبوع يرتبط بخطر الإصابة بمرض السكري من النمط الثاني بنسبة 27%، ولكن من خلال التخلص من هذه الأطعمة، يمكنك المساعدة في الحفاظ على صحتك على المدى الطويل.

لمكافحة السمنة.. كُلْ ببطء
تابع باحثون يابانيون من جامعة هيروشيما أكثر من ألف شخص بالغ لأكثر من 5 سنوات، ولاحظ الباحثون أن الأشخاص الذين يتناولون الوجبات بسرعة أكثر عرضة بنسبة 89% للإصابة بواحدة من متلازمات التمثيل الغذائي الأربعة. وتسمى أيضًا "الرباعية المميتة" وتشمل السمنة واضطرابات التمثيل الغذائي للدهون وارتفاع ضغط الدم ومقاومة الإنسولين، وذلك وفقا لتقرير في دويتشه فيله.

وبحسب الباحثين اليابانيين، فمن المرجح أن يعاني الأشخاص الذين يتناولون الوجبات بسرعة من مشاكل الوزن بصرف النظر عن الجانب الصحي لديهم. "فعندما يأكل الناس بسرعة، فإنهم غالبا لا يشعرون بالشبع، ويميلون إلى الإفراط في تناول الطعام"، بحسب المشرف على الدراسة د. تاكايوكي ياماجي من جامعة هيروشيما.

لذلك، إذا كنت ترغب في مراقبة صحتك والحصول على قوام مثالي على المدى الطويل، فلا يجب عليك فقط الانتباه إلى ما هو معروض على الطاولة، ولكن يجب عليك وضع مدى سرعة تناولك للطعام أيضا في الحسبان.

ابتعد عن الوصفات التي تبيعك الخداع وقد تقتلك
خفض الوزن يتطلب تناول غذاء صحي، متوان، غني بالخضروات والفواكه والحبوب الكاملة، وممارسة نشاط بدني معتدل، فضلا عن ضرورة إجراء تغييرات دائمة في نمط أكلك وشربك. بالمقابل ابتعد عن أية وصفات على الإنترنت لمكملات أو منشطات تزعم أنها تجعلك تخسر الوزن، وفي قصة ماتيو مثال مؤلم على ذلك.

ووفقا لصحيفة "لوباريزيان" (leParisien) الفرنسية، توفي ماتيو البالغ من العمر 20 عامًا بعد تناوله مركب ثنائي نترو الفينول (Dinitrophenol)، وهو منحّف محظور. وبالنظر إلى الزيادة المسجلة في حالات التسمم والوفيات، ترغب منظمة الصحة العالمية في تقييم مدى انتشار هذه الممارسة.

وتقول الكاتبة سولين دوروكس، إنه مرّ عام على وفاة ماتيو الذي كان طالبا في كلية إدارة الأعمال، لقد توفي في غرفة الطوارئ في مستشفى جامعة رين في الرابع من يناير/كانون الثاني  2020 في الساعة التاسعة صباحًا.

تاريخيا، استخدمت هذه المادة لأول مرة كصبغة أو مادة حافظة أو مبيد أعشاب أو حتى مادة متفجرة قبل اكتشاف تأثيراته المنحّفة بالصدفة في ثلاثينيات القرن الماضي. يحرق هذا السم الأيضي السعرات الحرارية عن طريق إجبار الخلايا على إنتاج كميات هائلة من الحرارة. وسرعان ما جرى حظر استخدامه على البشر بسبب درجة سميته الحادة والوفيات العديدة التي نجمت عن استهلاكه.

عاود مركب ثنائي نترو الفينول الظهور مرة أخرى بفضل تطور المبيعات عبر الإنترنت، وتم تداوله في مجال كمال الأجسام والتخسيس. ولعل ذلك ما أكدته باسكالين بقولها إن "ماتيو تخلى عن كرة السلة لممارسة رياضة كمال الأجسام في عام 2019. واكتشفنا أنه استهلكه لأول مرة في صالة الألعاب الرياضية". كانت باسكالين تعلم أن ابنها كان يتناول البروتين لكنها تجهل استهلاكه للمنشطات. وبالنظر إلى مدى خطورته، أطلقت الإنتربول تنبيها عالميا في 2015 بشأن الحظر.

ويوضح آلان بيرت -اختصاصي الطب الشرعي وعلم السموم في مستشفى جامعة رين- أنه "بمجرد دخول مركب ثنائي نترو الفينول إلى الجسم، لا يمكن وقف مفعوله، إذ لا يوجد ترياق له. بالإضافة إلى ذلك، فإن تأثير جرعة من هذه المادة يختلف من شخص لآخر". ووفقا له، فإن حالة ماتيو تعد مثالًا على الاتجاه المتزايد في ممارسات كمال الأجسام وحرق الدهون.

كيف تقاوم السمنة في زمن حجر كورونا
في زمن كورونا والحجر، يقبل كثيرون على تناول الأغذية غير الصحية، خاصة مع عدم الخروج من المنزل وعدم ممارسة الرياضة. ولكن هذا قد يؤدي للسمنة.

وفي تقرير نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية، تحدثت الكاتبة إيما بروكس عن تجربتها الشخصية خلال فترة الحجر المنزلي، حيث أقبلت على الوجبات السريعة بشكل غير مسبوق، قبل أن تنتبه إلى خطورة الأمر وتلتزم بنظام غذائي متوازن وصحي.

وحسب الكاتبة، فإن استمرار الجائحة، مع ما خلّفته من إحباط وإرهاق وكسل وتوتر وخوف من المستقبل، يتطلب الانتباه إلى النظام الغذائي حتى لا تزيد مشاكلنا الصحية ويصبح الوضع خارج السيطرة.

رغم أنها ما زالت في الـ45 من العمر، وتستطيع أن تتدارك الوضع دون أدوية، فإن الكاتبة تقول إن الطبيب أخبرها أن لديها 6 أشهر لتصلح ما أفسدته الأطعمة غير الصحية. وكان ردّها أنها ستعمل على تخفيض نسبة الكوليسترول في الدم بشكل سريع وحاسم.

وبين عشية وضحاها، قامت بتغيير نظامها الغذائي كليّا، حيث تخلّصت من الأطعمة التي تحتوي على النترات، وأضافت إلى قائمة طعامها المعكرونة المصنوعة من القمح الكامل والتفاح المجفف والزبيب والكوسة وزيت الزيتون، وأصبحت تشرب الحليب الخالي من الدسم.

وتضيف الكاتبة أنها أصبحَت تشوي كميات كبيرة من الخضروات وتصنع كعك سمك السلمون وكرات لحم الديك الرومي بدقيق اللوز بدلا من فتات الخبز، لقد أصبحت فجأة شخصا مختلفا تماما.

 

المصدر : الجزيرة + دويتشه فيله + الصحافة الفرنسية + غارديان + مواقع إلكترونية

الجزيرة نت

جمعة, 05/03/2021 - 13:52