رسالة إلى رئيس الجمهورية في ملفات فساد العشرية

محمد عبدالله اللهاه

سيدي الرئيس الموقر للمجلس الأعلى للقضاء،
بعدما يليق بجنابكم من التقدير والإحترام، يسرني أن أكتب إليكم بوصفكم رئيس المجلس الأعلى للقضاء و ليس بوصفكم رئيسا للسلطة التنفيذية. في يوم 16/08/2020 بعثت لكم رسالة أطلب فيها اتخاذ الإجراءات القضائية في حق المتهمين بالفساد. وبعدها بيوم واحد، بدأ القضاء بإجراءات التحقيق الأولي. و اليوم قطعت ملفات فساد العشرية خطوة ملحوظة في تحقيق العدالة. لكننا نطالبكم سيدي رئيس المجلس الأعلى للقضاء باسم الشعب الموريتاني وبكل أطيافه بالحرص التام على الشفافية و العدل في هذه الملفات وبمتابعتها خطوة بخطوة بشكل علني بعيدا عن الطبخات السرية التي قد لا تخلو من أخطاء بني آدم كي لا نقول انحرافاته. ولنا في قضية الغنم و الحرث التي حكما فيها داوود و سليمان عليهما السلام مثالا ساطعا و أسوة حسنة. إننا واثقون في قضاتنا الأكفاء الذين من ضمنهم من كانت لهم مواقف نبيلة في قضايا معروفة ضد رغبة السلطة التنفيذية حرصا منهم على العدل حتى صار بعضهم ضحية للإقصاء بل الإستقالة أحيانا. 
سيدي رئيس المجلس الموقر، يجب أن يكون المنتصر الأول و الوحيد في هذه الملفات هو العدل و ليس رافع الدعوى أو المرفوعة عليه. مما قد يتطلب تشكيلة قضائية خاصة منتقاة من خيرة قضاتنا الأجلاء و وضع الآليات الكفيلة بجلسات علنية مفتوحة يحضرها كل من شاء من مواطنين و هيئات. إذ يمكن لهذه الجلسات أن تقام في قصر المؤتمرات مثلا ذي السعة الكبيرة أو في الملعب الذي بتسع لآلاف الحضور حتى تبلى السرائر و يعرف الناس عين الحقيقة.
سيدي رئيس المجلس المبجل، إن مصير البلد كله بأيديكم في هذه اللحظات الإستثنائية. فإما أن تتكفلوا بما يضمن تحقيق العدل ليكون ذلك رسوا آمنا لقافلة الإستقرار و التنمية و تغلقوا بذلك أبواب الفساد و النهب و تدمير بلدنا العزيز. و إما أن تتركوا الأمر على حاله يتفشى فيه سرطان الفساد كيف يشاء حتى يتم كليا تدمير هذا الوطن المسكين بأرضه و سمائه. فلكم خيار القرار إما إلى الأبرار و إما إلى الفجار. 
 

خميس, 11/03/2021 - 19:55