عشر سنوات مرت على ارتفاع أول هتاف لمتظاهرين سوريين في العاصمة دمشق والذي سرعان ما تردد صداه في مدينة درعا جنوب البلاد ليتحول إلى حركة احتجاجية وصلت شوارع أغلب المدن السورية، وليبدأ معه صراع لم ينته حتى بدايات 2021. فعلى الرغم من صدق المطالب وسلمية المظاهرات في بدايتها في مارس/آذار 2011 والزخم الشعبي الذي اكتسبته إلا أنها لم تستطع أن تزيح الرئيس السوري بشار الأسد عن منصبه.
ولكن كيف تحول هذا الصراع بالداخل السوري إلى نزاع متعدد الأطراف انزلقت إليه قوى عالمية وفقد فيه مئات الآلاف أرواحهم وتشرد الملايين؟ وكيف تسرطن الاقتصاد السوري وبات يعاني من غلاء أسعار السلع الغذائية وانهيار العملة وانقطاع الكهرباء المتكرر، بالإضافة إلى نقص الوقود؟
من خلال هذا التسلسل الزمني سيمكننا رسم خارطة لأهم محطات تحول المسار السياسي في سوريا.
مارس/آذار 2011
شرارة المظاهرات بدأت من العاصمة دمشق احتجاجا على حكم الأسد، ولكنها اكتسبت زخما كبيرا بعد انتقالها إلى درعا بجنوب سوريا وسرعان ما انتشرت في شتى أنحاء البلاد. وردت قوات الأمن بموجة اعتقالات وبإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين.
يونيو/حزيران 2012
القوى العالمية تجتمع في جنيف وتتفق على الحاجة إلى انتقال سياسي، لكن الانقسامات حول كيفية تحقيق ذلك ستقوض سنوات من جهود السلام جرت برعاية الأمم المتحدة.
للمزيد- فيديوغرافيك: كيف بدأت الثورة في سوريا؟
أغسطس/آب 2013
واشنطن تقول إن استخدام الأسلحة الكيماوية خط أحمر، لكن مئات المدنيين يلقون حتفهم في هجوم بالغاز على الغوطة الشرقية ذات الكثافة السكانية العالية الواقعة على مشارف دمشق والتي كانت تسيطر عليها المعارضة. ولم يلق الحدث ردا عسكريا من جانب الولايات المتحدة.
يناير/ كانون الثاني 2014
جماعة منبثقة عن تنظيم القاعدة تسيطر على مدينة الرقة ثم تنطلق لتسيطر على مناطق واسعة في سوريا والعراق، وتعلن قيام دولة خلافة وتطلق على نفسها اسما جديدا هو "الدولة الإسلامية".
سبتمبر/ أيلول 2014
واشنطن تشكل ائتلافا مناهضا لتنظيم "الدولة الإسلامية" وتبدأ ضربات جوية وتدعم القوات الكردية لوقف المد الجهادي، لكن يتولد احتكاك مع حليفتها تركيا.
مارس/آذار 2015
في الوقت الذي تفقد فيه قوات الأسد السيطرة على الكثير من البلدات والمدن التي انتفضت على حكم حزب البعث، يقوم متشددون إسلاميون بمساعدة جهاديين أجانب جاؤوا إلى سوريا بمهاجمة الجيش السوري الحر، حركة التمرد المسلح الرئيسية التي تضم متظاهرين سابقين ومنشقين عن الجيش.
سبتمبر/أيلول 2015
روسيا تنضم إلى الحرب في صف الأسد وتنشر طائرات حربية وتقدم مساعدات عسكرية تُغير بسرعة، وبمساعدة إيران، مجرى الصراع مع مقاتلي المعارضة.
أغسطس/آب 2016
قلقا منها من تقدم الأكراد عند الحدود، تتوغل تركيا في سوريا بمساعدة مقاتلين متحالفين معها وتقيم منطقة خاضعة لسيطرتها اتسعت في عام 2018.
ديسمبر/كانون الأول 2016
الجيش السوري وحلفاؤه يهزمون مقاتلي المعارضة في حلب، أكبر قاعدة حضرية لهم، بعد أشهر من الحصار والقصف، في خطوة أبرزت حجم الزخم الذي اكتسبه الأسد.
آذار/مارس 2017
إسرائيل تعترف بشن غارات جوية استهدفت حزب الله في سوريا، بهدف إضعاف قوة إيران بعد أن قويت شوكة فيلق القدس التابع لها وفصائل شيعية جاءت من أفغانستان ولبنان.
أبريل/نيسان 2017
الولايات المتحدة تشن أول هجوم بصواريخ كروز على قاعدة جوية تابعة للحكومة السورية بالقرب من حمص بعد هجوم بالغاز السام على مدينة خان شيخون التي تسيطر عليها قوات المعارضة.
نوفمبر/تشرين الثاني 2017
قوات يقودها الأكراد مدعومة من الولايات المتحدة تهزم تنظيم "الدولة الإسلامية" في الرقة. ويؤدي هذا وهجوم آخر من الجيش السوري إلى خروج المتشددين من معظم الأراضي التي كانوا يسيطرون عليها أو كلها تقريبا.
أبريل/نيسان 2018
بعد أشهر من الحصار والغارات الجوية، يتمكن الجيش المدعوم من روسيا من استرجاع الغوطة الشرقية قبل أن يسترد جيوبا أخرى في وسط سوريا، ثم معقل المعارضة الجنوبي في درعا في يونيو/حزيران.
سبتمبر/أيلول 2018
صفقة روسية تركية بشأن إدلب والشمال الغربي الذي يسيطر عليه مقاتلو المعارضة تسفر عن وقف القتال على الجبهات والحد من غارات القصف التي أودت بحياة مئات المدنيين في آخر معقل كبير للمعارضة.
مارس/آذار 2019
مع سيطرة حلفاء الولايات المتحدة المحليين على المنطقة الأخيرة لتنظيم "الدولة الإسلامية" في الشرق، تقرر واشنطن إبقاء بعض القوات في سوريا بعد أن قالت سابقا إنها ستنسحب.
أبريل/نيسان 2019
القوات المدعومة من روسيا تشن حملة في الشمال الغربي تنتهي في أغسطس/آب بالسيطرة على مدينة خان شيخون التي كانت موقعا إستراتيجيا للمعارضة وهدف هجوم كيماوي كبير على المدنيين.
أكتوبر/ تشرين الأول 2019
قمة روسية تركية لوقف القتال، لكن موسكو تستأنف هجوما كبيرا في ديسمبر/كانون الأول يفضي إلى توغل أكبر في معقل المعارضة الأخير.
ديسمبر/كانون الأول 2019 - مارس/آذار 2020
الهجوم الذي قادته روسيا في شمال غرب سوريا يتسبب في نزوح نحو مليون مدني وحدوث أسوأ أزمة إنسانية منذ بدء الصراع. وترسل تركيا آلافا من جنودها عبر الحدود لمحاولة صد الهجوم كما تقول إنها لن تمنع اللاجئين السوريين من محاولة الوصول لأوروبا وتفتح حدودها. ويفر الآلاف إلى اليونان.
مارس/آذار 2020
تركيا وروسيا تتفقان على وقف إطلاق النار في إدلب وتتعهدان بدوريات مشتركة وممر آمن بالقرب من طريق إم4 السريع.
مارس/آذار - أغسطس/آب 2020
سوريا تكافح للتصدي لانتشار جائحة كوفيد-19 التي زادت من مصاعب الحياة فيها.
مايو/أيار 2020 - مارس/آذار 2021
نقص حاد في الوقود والسوريون يصطفون لساعات للحصول على الخبز المدعم، في علامات على تهاوي الاقتصاد. والحكومة تضطر لترشيد توزيع الإمدادات وتطبيق زيادات قوية في الأسعار.
مايو/ أيار 2020
ظهور أول مؤشرات علنية على حدوث خلاف بين الأسد وابن خاله رجل الأعمال رامي مخلوف الذي نشر لاحقا تسجيلات مصورة عن الأمر على وسائل التواصل الاجتماعي.
يونيو/ حزيران 2020
الولايات المتحدة تعلن عن أشد عقوبات أمريكية على سوريا، "قانون قيصر"، وهي عقوبات توسع من سلطة مصادرة أرصدة كل من يتعامل مع سوريا بغض النظر عن جنسيته وتشمل قطاعات من التشييد والبناء إلى الطاقة.
ديسمبر/كانون الأول 2020 - مارس/آذار 2021
إسرائيل تصعد ضرباتها الجوية في أجزاء عديدة من سوريا، وبخاصة في الشرق، وتضرب أهدافا لمنع توسع النفوذ الإيراني.
فبراير/شباط 2021
إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تنفذ ضربة جوية بشرق سوريا على طول الحدود العراقية مستهدفة هيكلا تابعا لما وصفته بميليشيا مدعومة من إيران. وسوريا تصف الهجوم "بالجبان".
مارس/آذار 2021
الليرة السورية تهوي لمستويات جديدة ويجري تداولها بسعر يقرب من 4000 ليرة للدولار، مع ضعف الاقتصاد وسط نقص حاد في العملة الأجنبية.
فرانس24/ رويترز