هل ينهي حزب الله اللبناني مهامه القتالية في سوريا قريبا؟ سؤال ما فتئت جهات عديدة تطرحه، وبينها صحيفة "فيلت" الألمانية التي نشرت مؤخرا تقريرا تحدث عن نهاية مهمة حزب الله في سوريا بعد أن خسر عددا كبيرا من مقاتليه في أرض المعركة، موضحة أن الحزب سيكتفي بدور استشاري فقط بعد أن شارك في الحرب السورية بحوالي ثمانية آلاف مقاتل.
وينتشر مقاتلو حزب الله اللبناني في العديد من المواقع على امتداد الأراضي السورية، في مدينة القصير بريف حمصومنطقة الحدود السورية اللبنانية ومحيط العاصمة دمشق في داريا والزبداني وفي منطقة السيدة زينب، وكذلك جنوب سوريا بمحافظة درعا في المدن والبلدات الممتدة على طول طريق دمشق درعا وتحديدا في محيط خربة غزالة وقرطة وجباب.
أما في شرق البلاد، فيوجد مقاتلو الحزب في مدينة دير الزور وقرية مرّاط بريف المحافظة الشرقي، وفي حلب ينتشر مقاتلوه بكثافة في ريفها الجنوبي حيث يوجد مقرهم الرئيسي في جبل عزان.
وتحدثت الجزيرة نت إلى عمار أبو حسن مدير أحد المراصد التابعة للمعارضة السورية المسلحة في منطقة ريف حلب الجنوبي، والذي كشف عن تنصته على مكالمات لمقاتلي الحزب فيما بينهم وكذلك مع قيادتهم وقادة في جيش النظام، عن طريق اختراق ترددات أجهزة الاتصال التي يستخدمونها بواسط أجهزة تنصت يملكها مرصده.
وقال أبو حسن إن المكالمات الملتقطة تشير إلى أن عناصر حزب الله ما زالوا يتحدثون بشكل اعتيادي دون أن يلمحوا إلى أي تغيير في نقاط انتشارهم المعتادة، مضيفا أنهم يتبوؤون مراكز مهمة في الجبهة حيث تتنوع مهامهم واختصاصاتهم.
مصير مشترك
من جانبه استبعد المحلل السياسي علي باكير اكتفاء حزب الله بدور استشاري في سوريا، ذاهبا إلى أن المعلومات التي أوردتها الصحيفة الألمانية غير صحيحة، وأشار إلى أن التقارير الواردة من سوريا تؤكد غير ذلك، فمقاتلو حزب الله وعناصر المليشيات الأخرى ما زالوا يشاركون في العمليات العسكرية الجارية.
ورأى باكير أنه في حال خفّض حزب الله عدد مقاتليه في سوريا مقابل المليشيات الأخرى الموالية لإيران، فإن ذلك سيأتي بهدف تأمين استراحة لمقاتلي الحزب كي يستعدوا لمعارك مستقبلية لصالح إيران على الجبهة اللبنانية، على حد تعبيره.
ولفت باكير إلى الأهمية الإستراتيجية للمنطقة الحدودية بين لبنان وسوريا بالنسبة لحزب الله، لذلك توقع استمرار بقاء مقاتلي الحزب داخل الأراضي السورية على طول الشريط الحدودي، مما لم يتغير نظام الأسد نفسه.
وقد ساهم مقاتلو حزب الله في الكثير من المعارك المفصلية في سوريا إلى جانب قوات النظام خلال سنوات الثورة السورية، كما في معارك أحياء مدينة حمص وداريا والزبداني في ريف دمشق.
كما لعب الحزب دورا كبيرا في المفاوضات التي جرت بين المعارضة السورية المسلحة والجانب الإيراني، فيما يعرف باتفاق المدن الأربع الذي حدد مصير بلدات الزبداني ومضايا في ريف دمشق والفوعة وكفريا في ريف إدلب.
المصدر : الجزيرة