معرض "تمبدغة" للثروة الجيوانية بين الأهمية التنموية والإستعراض الكرنفالي

  بلوتي ولد الرايس

بعيدا عن السياسة وعويل المطبلين .

يشكل معرض التنمية الحيوانية خطوة مهمة في تثمين الثروة الحيوانية التي بإمكانها تحقيق مردودية كبيرة على الإقتصاد الوطني  ،كما يمكن من خلق قطب تنموي هام في الركن الشرقي من البلاد سيساهم في تثبيت السكان وفي حل الاختلال المجالي الذي يهدد توزيع السكان على خريطة الوطن .

ﻭﺗﺘﻮﻓﺮ ﻭﻻﻳﺔ ﺍﻟﺤﻮﺽ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺭﺃﺱ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻘﺮ ﻭ450 ﺃﻟﻒ ﺭﺃﺱ ﻣﻦ ﺍﻹﺑﻞ ﻭﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻣﻼﻳﻴﻦ ﺭﺃﺱ ﻣﻦ ﺍﻷﻏﻨﺎﻡ، ﻭﻫﻲ ﺃﺭﻗﺎﻡ ﺗﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ
ﺍﻷﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﻭﺍﻟﺮﻛﻴﺰﺓ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻫﺎ ، مما يحتم على السلطات والمستثمرين المحلين والخصوصين الإتجاه لهذه المقدرات الهائلة والإستثمار فيها وأي استثمار لن يتأتى إلا إذا تغيرت عقلية المستثمر من النمط التقليدي إلى النمط الحديث وخاصة انشاء مصانع لتعليب اللحوم وهو مجال سيوفر فرص العمل  للكثير من اليد العاملة كما أنه سيجني أرباحا هائلة للمستثمر خصوصا أن استهلاك اللحوم الحمراء يشهد تزايدا كبيرا خصوصا في الأسواق المحلية وأسواق دول الجوار، هذا فضلا عن انشاء مصانع  للألبان وجميع مشتقاتها خصوصا الألبان المجففة وطويلة الأمد ومصانع أخرى للجلود ،ولا تكلف هذه الإستثمارات الكثير بحجم الأرباح المتوقعة منها .

ورغم التوجه العام لدى السلطات ومدى إدراكها لأهمية الثروة الحيوانية بالنسبة للمنطقة وللوطن عموما فإن نجاح أي مجهود في هذا السياق يحتاج أولا إرادة قوية وتوجه حقيقي وتوعية وتعبئة للرأي العام حول ضرورة الإنخراط في مشاريع محلية بهذا الحجم لأن نجاح  أي مشروع مرهون بمدى اشراك الساكنة المحلية وإدراكها بمردوديته التنموية بعيدا كل البعد  عن المشاريع التنظيرية والجاهزة ،وقبل كل هذا وذاك يجب تحويل هذه المناسبات التنموية إلى  معارض توعوية بأهميتها ومدى مردوديتها  الإقتصادية والإجتماعية بعيدا عن كل البعد عن نمطها الحالي مهرجانات كرنفالية يتسابق الناس فيها لتجديد ولائهم للحاكم ويتبارون في أساليب التزلف والتملق والإستعراض القبلي والمناطقي الذي لا يخدم تنمية ولا يقدم دولة.

خميس, 01/04/2021 - 14:42