شكرا للجَمال..قراءة فى أدب الزوجات

 النجاح بنت محمذفال

ظل جَمال الانثى على مختلف العصور يمثل أبرز مصادر الإلهام سواء فى مضمونه الواقعى أو في إيحاءاتها الرمزية لكن حظ الزوجات من هذا الإلهام ظل ضئيلا فى المدونة العربية لشعر الغزل

ومع ذلك ففى موريتانيا لاتخلو هذه المدونة منه 

ومن أشهر من تناوله العلماء وأعيان المجتمع فقد نقل عن العلامة يحي ولد أحمدو فال حبه الاسطورى لزوجته سكينة  الحلية البوتلميتية وكان يظهر فى حياتها إلا أن شعره فيها بعد وفاتها المأساوية  ..  جسد ذلك  أكثر يقول :

الموت منهل زعاق المشرب

           سيان من شرب ام لم يشرب

 فإنه سهم به يصاب

           من لم يُصب غدا به مُصاب

من ساءه أو سرة الممات

                  فالأنبيا والأوليا قد ماتوا

سكين ماسكينَ فى الخلائق

                إلا كخلق أفضل الخلائق

سكين  ماسكين إنها لها

          خلق نفى عنى الأسى والولها

قدكان ديدن لها فعل الرسن

           لغيرها وفعلها   الفعل الحسن

كانت على ما نشتهى ونرتضى

                 وكل شيء غير ربى منقض

                       …..

يارب يا تواب يا منيب

                    يارؤوف يارحيم مومن

يامن لمضطر دعا يجيب

                   أجب ليَ الدعاء يامجيب

جازي سكينَ بجزائك الحسن

                     إن سكين فعلها بنا حسن

وأولها ما تشتهي فى الآخرة

                من القصور والجنان الفاخرة

حازت شهادة وحزنا الفخر ا

               بها في هذه الدار وتلك الأخرى

لا نبالغ إذا قلنا إن الشاعر أسرف  فى انتقائيته للألفاظ الدالة على الحسرة والشعور بمرارة فقد الحبيب ( زعاق المشرب ، سَهْم  ، المصاب ) وفى المقابل استحضر الصور الموحية بالسعادة والإيناس حين كانت زوجته تنبض بالحياة فكان ذلك نفيا للأسي والوله :

)...إنها لها

خلق نفى عنا الأسى والولها)...وهي قصيدة طويلة تجمع بين غرضي الغزل والرثاء

ياتى بعد ذلك تغزل والدى رحمه الله  القاضي محمد بن محمذفال بزوجته مريم بنت وداد -امي  وكان قد طلقها  !!

تذكرت من عهد الصبا كل أقدم

               بتند وجه الميمون غرب المزمزم

ودار لدي المبروك لم يك عهدها

                       بموذ  لمن  فيها ولا بمحرم

على عهدها الصافى سفت كل شمأل

                   وعفٌا بها السافي ديار المخيم

وقد حال احوال طوال

           عديدة عليها وأحوال بنا بعد مريم

فما انس لا انس الذى مر بينها

                    وفى عهدها من فرحة وتنعم

وجر لاثواب الصبا بربوعها

                          وحَرٌٍوقر في لحاف مفأم

فلو قطر من قطرها قد تقاربت

                 ولو كنت أحبو زرتها غير محجم

فكم الف ميل دونها ومفازة

                    ومن طيران فى الهواء منظم

فمن لي بحِب او خليل ينوبنى

                       فبلغها التسليم عني بالفم ..

........ العلاقة الازلية بين المكان فى شموخه ممثلا فى مرابع الحبيبة (تندوجه ،الميمون المزمزم  ، المبروك) ونفي كل أنواع الاذى والتحريم عن ذلك العهد الصافى (....على عهدها الصافى سفت كل شمأل )

وكذلك فى البيت :

لم يك عهدها بموذ لمن فيها ولابمحرم أما نهاية المقطع فهو موغل فى الإيحاء بمضامين اللقاء فى تعاطيه مع ماينسجم مع الوجدان (بالفم ) 

ولاتفتأ المدونة العربية من حين لآخر تخال بين ادب الغزل والرثاء

كما فى قصيدة بلقيس لنزار قباني

بلقيس ياوجعي

ويا وجع القصيدة حين تلمسها الأنامل

هل ياترى ..من بعد شَعرك  سوف ترتفع السنابل

قسما بعينيك اللتين إليهما تأوى ملايين الكواكب

سأقول يا قمري عن العرب العجائب بلقيس لا تتغيبي عني ..

فإن الشمس بعدك لاتضيء على الكواكب

.....................

بلقيس يا عصفورتي الأحلى

ويا ايقونتي الاغلى

ويا دمعا تناثر فوق خد المجدليه

بلقيس

أيتها الشهيدة ..والقصيدة.. والمطهرة النقية

سبأ تفتش عن مليكتها فردي للجماهير التحيه

........................

هل تعرفون حبيبتي بلقيس؟

 فهي أهم ما كتبوه فى كتب الغرام

كانت مزيجا رائعا

بين القطيفة والرخام

كان البنفسج بين عينيها

ينام ولاينام...

شاعر تقاذفه يم العشق وحسرة الفراق فاستغنى عن أي أداة النداء  بل اكتفى بنداء القريب بلقيس لكنه ما يلبث أن يستخدم الأدوات الدالة على العويل يا عندما تكون ( عصفورة او ايقونة  او اجمل الملكات ... يا قمري)ثم في مقام آخر ينادي (أيتها)وهي اداة تجمع بين نداء البعيد فى صيغة الانوثة .

وغير بعيد عن المدونة العربية نستلهم مما كتبه معالى الوزير محمد فال بلال  عن الاديب الشيخ محمد الامين  ولد امحمد من أنه كان ذات مرة فى زيارة له ولما تناول الشاي علق عليه قائلا " هذا گاسي زيدو السكر اشوي  " لكن الاميرة زوجته اعترضت قائلة هذا زين  فما كان منه إلا أن انتفض قائلا مخ لامك هذا زين فى منحى تسليمي بما قالت  ربة البيت وأميرة الأديب الشيخ محمد الامين . فرب كلمة تفوق قصيدة

أي أن عبارة مخ لامك هي بالحسانية اقصي انواع التبجيل أي اتنازل لك عن المُخ .

اما الأديب أحمد يسلم فلا يكتفى بالغزل عليها بل يصفها بالتراخ  وهو مفهوم متداول يوحى بتمكن الزوجة من الاستيلاء على مملكة مشاعر زوجها

يقول :

يا مس شفت اكسم تكسام

                  بلمعطَ لكبيرء لوسام 

فلعيد الرئيس الهمام

               ال فعلُ ماكط  امساخ  

يغير آن لغل  لريام

              اعطيت ءيسو ذ ترشاخ

وسام التعدال ء وسام

              الزين ء وسام التوراخ

 فشكرا للجمال الذي ألهم هؤلاء الشعراء

كان هذا عن العلامة يحيى ولد أحمدو فال

والعلامة الشاعر والدى رحمه الله والشاعر نزار قبانى والاديب الشيخ محمد الامين  ولد امحمد والأديب أحمد يسلم

فليرني أحدكم غيرهم تعبد  فى  محراب الزوجات  ؟؟

جمعة, 02/04/2021 - 15:50