اليوتيوب الرائع ينافس الكتب!

محمد اندح

قراءة الكتب بشكل عام، وخاصة الكتب الفكرية والتاريخية، تعتبر من أكثر الأمور فائدة وتطويراً للذات، بالنسبة للذين حباهم الله ملَكة القراءة (وهي بالمناسبة ملكة بالفعل) إلا أن موقع اليوتيوب بات في عصر اليوم كتاباً مسموعاً، منافساً بشدة للقراءة، وله أيضاً فائدة عظيمة لا تقل عن فائدة القراءة التقليدية.
على هذا الموقع توجد قنوات علمية وفكرية كثيرة، منظمة ومحبوكة بشكل منهجي رائع؛ وما إن يكتشفها المرء حتى يجد كنزاً معرفياً لا ينضب!
أقر شخصياً بأنني بت أسيراً لهذا الموقع، فهو وجهتي الأولى في عالم الإنترنيت؛ فمنه أتابع السلسلات العلمبة والفكرية والترفيهية المفضلة بالنسبة لي؛ فقد سحرني وسلبني الكثير من الوقت الذي كنت أخصصه سابقاً للقراءة!
عام 2016، كنت قد قرأت أول كتاب للمفكر المصري الدكتور عمرو شريف، وهو كتاب "رحلة عقل"، الذي استهواني موضوعه بعد متابعة سلسلة حلقات فكرية لهذا الدكتور على اليوتيوب، عن موضوع الكتاب نفسه، لكني لاحظت بعد ذلك أن تسلسل الأفكار والمواضيع في حلقات اليوتيوب ما زالت عالقة في ذهني أكثر مما علق فيه من  تسلسلها في الكتاب، رغم أن الكتاب أكثر تفصيلاً وأكبر تعمقاً وأوسع تناولاً للموضوع!
هكذا ببساطة، باتت أداة السمع أسهل "استهلاكاً" للأفكار، فأصبح اليوتيوب قِبلة للباحثين عن العلم والفكر والترفيه والثقافة، فيكاد أن يقضي مع الوقت على هواية القراءة أو يحد منها!
ودليل ذلك بالنسبة لي، كتجربة شخصية حديثة، أني كنت قبل فترة وجيزة (منذ بداية أزمة كورونا) قد بدأت قراءة كتاب ثانٍ للدكتور نفسه (عمرو شريف)، وهو كتابه الماتع جداً والفريد من نوعه "المخ ذكر أم أنثى"، إلا أنني لم أكمل قراءته حتى الآن، والسبب هو اليوتيوب الذي يأخذ مني حالياً معظم وقتي المخصص للاطلاع والبحث!
عموماً، أنا أنصح من لا يستطيع الصبر على القراءة، أو لا يحبها أصلاً، أن يبحث عن القنوات العلمية والفكرية والتاريخية على اليوتيوب لمتابعتها، فهي مفيدة للإنسان لتطوير مهاراته الذاتية في مختلف المجالات.
أخيراً، أود أن أضيف أن هناك سلبية في التعلم من اليوتيوب؛ وهي أنه لن يضيف لك شيئاً في ما يتعلق بمهارات الكتابة والتحرير!
من #أرشيفي قبل عام.

سبت, 01/05/2021 - 11:06