أعلن الوزير السابق محمد ولد معاوية انسحابه من ائتلاف الأغلبية الرئاسية و انضامه للمعارضة الديمقراطية في موريتانيا بحجة انعدام مبررات البقاء في قطب الموالاة.
و اضاف ولد معاوية خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم الخميس ان أساليب الإقصاء، ونكران الجميل، والاستهزاء بالقدرات والتضحيات، وتصفية الحسابات الضيقة، وتفشي المحسوبية والزبونية؛ مدعاة للتعجيل بقرار انسحابه، وفق تعبيره.
و في ما يلي نص خطاب ولد معاوية:
***
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
أفمنْ يَمشي مُكِبّاً على وَجهِه أهدَى أمّن يَمشي سَوياً على صراطٍ مستقيمٍ
صدق الله العظيم
- السيد الرئيس الدوري للمنتدي الوطني للديمقراطية والوحدة
- السادة قادة المنتدي الوطني للديمقراطية والوحدة
- السادة رجال السياسة والفكر والأعمال
- السادة ممثلوا السلطة الرابعة من صحافة وطنية ودولية
- السادة الاحبة والمدعوون الافاضل
أيها السادة والسيدات
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أيها الجمع المهيب
الهدف من اللقاء كما ترون إذن هو الإعلان عن خروجي بصفة رسمية من عباءة الموالاة، والانخراط العملي في صفوف المعارضة الديمقراطية...
وكما تعلمون فمن الطبيعي أن ينتظر ممن يأخذ موقفا كهذا سيما إن كان من أوائل الداعمين لهذا النظام، وممن تحملوا مسؤوليات جسام كوزير للداخلية في أول حكوماته...
ينتظر منه أن يبرر للرأي العام ما أقدم عليه، وأن يفصح عن الأسباب التي دفعته إلى اتخاذ قرار بهذا الحجم..
ولا أخفيكم سرا أنني لما أمعنت النظر في مبررات الخروج عن صف الداعمين لهذا النظام فوجئت بانعدام مبررات البقاء فيه..
إن اساليب الإقصاء، ونكران الجميل، والاستهزاء بالقدرات والتضحيات، وتصفية الحسابات الضيقة، وتفشي المحسوبية والزبونية؛ مدعاة للتعجيل بقرار بدأت حتمياته ماثلة للعيان..
صحيح أنني خدمت عقدا من الزمن وبكل نزاهة وصدق وإخلاص نظاما كنت أحسبه محط آمال الموريتانيين في بناء مجتمع يسود فيه العدل وتنضج فيه المساواة وجودة الخدمات في ظل مؤسسات متصالحة قوية..
أيها السادت والسيادات
أغادر إذن فضاء الموالاة تاركا ورائي اخوة وأحبة وأصدقاء وزملاء أعرف فيهم من حب الوطن ومن صدق اللهجة والإخلاص وتغليب المصلحة العامة ما يجعلني أدعوهم إلى لحظة تأمل تقيمية موضوعية وصريحة للخروج بوطننا الحبيب من التذبذب والحيرة والتارجح، واللحاق بركب الوطنيين المخلصين الساعين إلى إقامة دولة العدل والمساواة والبناء والنماء.
اغادر وانا استحضر هذين البيتين :
ماذا تؤمل من قوم اذا غضبوا جارو عليك وان أرضيتهم خذلوا
فاستغن بالله عن أبوابهم أبدا إن الوقوف علي أبوابهم زلل
وختاما فإنني من الآن اضع تجربتي المتواضعة تحت تصرف كل الخيرين الطامحين إلى إحداث التغيير المنشود دون استثناء ولا شرط خاصة ونحن على عتبة موعد مصيري بالنسبة لمستقبل البلاد ينبغي التحضير له من الآن عبر عملية تشاركية كبرى تفضي إلى تناوب سلمي حقيقي طبقا لدستور البلاد.
والله ولي التوفيق
الوزير محمد ولد معاوية