الهند تراجع سياسة التلقيح في موازاة تخفيف القيود في نيودلهي وبومباي

أعلن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الإثنين أن الحكومة الهندية ستوفر لقاحات ضد كوفيد-19 لجميع الراشدين فيما بدأت العاصمة نيودلهي والمركز المالي بومباي تخفيف القيود مع تراجع عدد الإصابات بالوباء.

شهدت الدولة التي تعد 1,3 مليار نسمة ارتفاعا كبيرا في عدد الإصابات بفيروس كورونا بلغ أرقاما قياسية بالنسبة للوفيات والإصابات في نيسان/ابريل وأيار/مايو لتصبح ثاني دولة أكثر تضررا في العالم بعد الولايات المتحدة مع ما يقارب 29 مليون إصابة.

وكانت السلطات في نيودلهي وبومباي وكذلك في مدن وولايات أخرى فرضت قيودا على حركة التنقل والأنشطة.

ووسعت الحكومة حملة التلقيح من الفئة العمرية لما فوق 45 عاما الى كل المواطنين فوق سن 18 عاما اعتبارا من أيار/مايو لكن سلطات الولايات والمستشفيات الخاصة كان يتعين عليها شراء اللقاحات لمن هم دون 45 عاما.

وقال مودي في خطاب متلفز "كل الذين تزيد أعمارهم على 18 عاما سيحصلون على لقاحات مجانية" معلنا بدء البرنامج في 21 حزيران/يونيو.

وأوضح مودي أن عملية التلقيح "ستعود الى يديّ الحكومة المركزية" بعد مزاعم من الولايات بعدم وجود جرعات كافية.

بموجب السياسة الجديدة، ستشتري الحكومة المركزية 75% من كل اللقاحات في الهند فيما ستكون المستشفيات الخاصة قادرة على شراء 25%.

وأضاف مودي أن الإمدادات ستزيد قريبا لأن لقاحات أخرى باتت في مراحل متقدمة من التجارب في الهند.

وأعطت البلاد حوالى 233 مليون لقاح حتى الآن، لكن الخبراء يقولون إنه يجب تسريع البرنامج من أجل محاربة انتشار الفيروس بشكل أفضل.

- "خطوة مرحب بها"-

جاء إعلان رئيس الوزراء بعد أن رفعت نيودلهي وبومباي بحذر بعض قيود الإغلاق لكنهما حذرتا السكان من ان عليهم البقاء متيقظين في مواجهة الوباء.

وأعادت بعض المتاجر والمراكز التجارية في نيودلهي فتح أبوابها وكانت خدمات المترو في المدينة تعمل بقدرة 50%. سرعان ما امتلأت الطرقات بالسيارات لكن بعض مناطق التسوق المحلية كانت هادئة.

كانت المدينة الواقعة في شمال البلاد تسجل ما معدله 25 ألف إصابة يوميا في ذروة انتشار الوباء. وتراجعت 231 إصابة الاثنين كما أعلن مسؤولون.

وأعلن رئيس وزراء نيودلهي أرفيند كيجريوال أيضا أن مسؤولي المدينة سيقومون بزيارات الى المنازل لتسجيل الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 45 عاما لتلقي اللقاح.

خففت ماهارشترا، أغنى ولاية في الهند وعاصمتها بومباي، القيود استنادا الى معدلات الإصابات ونسبة إشغال الأسرة في المستشفيات.

في بومباي حيث بلغ عدد الإصابات 11,163 في مطلع نيسان/ابريل، سجلت 794 إصابة جديدة فقط الأحد.

أعادت مراكز التسوق فتح أبوابها في المدينة مع قيود لكنها كانت تعمل بشكل معتاد في مدن تسجل معدلات إصابة متدنية مثل ناغبور واورانك آباد.

وقال راجندرا كالكار من شركة فينيكس ميلز التي تدير ثلاثة مراكز تسوق في ماهاراشترا "هذه خطوة في الإتجاه الصحيح".

وأضاف "الأعمال في مراكزنا تعاود نشاطها ببطء".

يحذر خبراء من انه رغم تراجع الأزمة الصحية في نيودلهي وبومباي ومدن كبرى أخرى، لا يزال الوباء ينتشر في مناطق ريفية وبعض الولايات الجنوبية وتلك الواقعة في شمال شرق البلاد.

ويقولون إن حصيلة الوفيات- التي تتأخر عادة عن أعداد الإصابات- لا تزال مرتفعة.

وقال خبير الصحة رجيب داسغوبتا لوكالة فرانس برس، "حاليا، تحتاج الولايات التي تسجل إصابات عالية مثل كيرالا وتاميل نادو إلى إبقاء القيود لأن أي تخفيف قد يكون محفوفا بالمخاطر".

وأبلغت الهند الإثنين عن أكثر من مئة ألف إصابة جديدة بعد عدة أيام من تسجيل 400 ألف حالة في اليوم في أيار/مايو وحوالى 2500 وفاة.

وقالت وزارة الصحة إن إجمالي الوفيات كان أقل بقليل من 347 ألفا حتى الآن رغم أن بعض الخبراء حذروا من أن الحصيلة قد تكون أعلى بكثير وسرت مزاعم حول تقليل عدد الوفيات.

فرانس 24

اثنين, 07/06/2021 - 16:37