قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الأربعاء إنه يتعين على حركة طالبان التي سيطرت على أفغانستان التقيد بخمسة شروط مسبقة، لكي يحظى نظامها باعتراف المجتمع الدولي.
وشدد لودريان على أن ما تدلي به الحركة الإسلامية المتشددة من تصريحات معتدلة لا قيمة له إن لم تقرن قولها بالفعل. مضيفا في مقابلة مع شبكة "بي إف إم تي في" الإخبارية الفرنسية "أعلم أنهم (طالبان) يبذلون جهودا كثيرة في محاولة للحصول على اعتراف دولي، لكن لا يكفي إصدار تصريحات نقرأها هنا وهناك بشأن احترام حقوق المرأة، فالمطلوب هو أفعال".
وقال المسؤول الفرنسي "إذا كان الجيل الجديد من طالبان يريد اعترافا دوليا (...) فيتعين عليهم أولا أن يسمحوا بخروج الأفغان الذين يريدون مغادرة هذا البلد لأنهم خائفون، ومن ثم عليهم أن يحولوا دون أن يصبح بلدهم ملاذا للإرهاب. يجب عليهم أن يثبتوا ذلك بشكل ملموس للغاية".
لكن ما زال مقاتلو طالبان الخميس يتمركزون في محيط مطار كابول حيث تتواصل عمليات الإجلاء المعقدة، واتهمتهم واشنطن بإعاقة وصول الأفغان الراغبين بالمغادرة إليها.
وأكمل لودريان تعداده الشروط بقوله إنه يجب على طالبان أيضا "أن يسمحوا بوصول المساعدات الإنسانية إلى الأراضي الأفغانية، ويجب عليهم أيضا أن يحترموا الحقوق، ولا سيما حقوق المرأة. إنهم يصرحون بذلك ولكن يجب أن يفعلوه". أما الشرط الخامس والأخير حسب لودريان فهو "أن يشكلوا حكومة انتقالية".
هذا وأوضح المسؤول الفرنسي أن "هذه هي الشروط للحصول على اعتراف دولي. بعدها سنرى، لكن في الوقت الحالي، يجب عليهم أن يقوموا بهذه الإجراءات، فهي لم تتحقق حتى الآن".
في المقابل، حذر لودريان طالبان من أنهم إذا لم يلبوا هذه المطالب "فسيكونون منبوذين من المجتمع الدولي، وسيتعين جعلهم يعيشون وضع المنبوذين هذا (...) سيتطلب الأمر قدرا كبيرا من الحزم".
طالبان تروج "لاختلاف كبير" ولكن!
وفي محاولة منهم لنيل اعتراف المجتمع الدولي بهم، أكد المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد الثلاثاء أن الحركة تعلمت من وجودها في الحكم قبل أن يطيح بها في 2001 تحالف قادته الولايات المتحدة، وأنه سيكون هناك "اختلاف كبير" في الطريقة التي سيديرون بها بلادهم.
وبعد تقديم نفسها على أنها أكثر اعتدالا، حظيت طالبان على ما يبدو باستقبال دولي أقل عدائية مما كانت عليه الحال قبل عقدين حينما اعترفت بنظامها ثلاث دول فقط هي باكستان والإمارات والسعودية، وإن لم يفعل ذلك أحد حتى الساعة.
وفيما أبدت الصين وروسيا وتركيا وإيران إشارات انفتاح تجاههم، ظلت الدول الغربية، ولا سيما ألمانيا والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا على وجه الخصوص، أكثر ترددا وتنتظر الحكم على "أفعالهم".
للمزيد: أفغانستان: النساء يخشين "أياما سوداء" مع عودة طالبان
وكان زحف طالبان قد ترافق مع نشر تقارير عن تزويج فتيات وأرامل قسرا من مقاتلي الحركة، وهو ما نفاه متحدث باسمها ووصفه بأنه "دعاية سامة". وأصدرت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول أخرى بيانا مشتركا قالت فيه إنها "تشعر بقلق عميق على النساء والفتيات الأفغانيات" وحثت النظام الجديد على ضمان سلامتهن.
فرانس24/ أ ف ب