انتقد المنتدى الوطني للدمقراطية والوحدة ما أسماه "استخدام الرئيس نفوذه وسلطته للضغط على المواطنين والسياسيين وتهديدهم لصالح حزب الاتحاد من أجل الجمهورية" على حد وصفه.
ووصف المنتدى في بيان وزعه صباح اليوم هذه التصرفات ب"الهستيرية" مؤكدا أنها "تعبر عن فزع النظام لما رآه من "تبخر" المنتسبين الصوريين لحزبه، ولما لمسه من فشل مخططه الرامي إلى الاستمرار في ارتهان البلاد لسطوته ونهبه" على حد تعبيره
وهذا نص البيان:
غدا يستأنف رئيس الدولة حملته لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية التي بدأها قبل الأوان من النعمه وكيفه وافتتحها من نواكشوط.
لا جدال في أن رئيس الجمهورية، في الدول الديمقراطية، له الحق في إعلان مساندته لهذا الحزب أو ذاك، أو لهذا المرشح أو ذاك. ولكن الفرق كبير جدا بين أن يدعو الرئيس للتصويت لحزب سياسي معين وأن يقود بنفسه حملة هذا الحزب، ويشل الدولة ويعطل مصالح المواطنين طيلة المسار الانتخابي، ليتفرغ للحملة ويفرغ لها الوزراء والعشرات من كبار المسؤولين والموظفين.
الفرق كبير جدا عندما يقتصر افتتاح الحملة الرسمية لهذا الحزب على خطاب رئيس الدولة، وكأن هذا الحزب لا رئيس ولا قيادة له غير رئيس الدولة. والمفارقة هي أن هذا الرئيس يحظر عليه الدستور الانتماء لأي هيئة قيادية في أي حزب سياسي، نأيا بهذا المنصب السامي عن السقوط في مستنقع التخندق السياسي، وضمانا لعدم استخدام هيبته ونفوذه لصالح فريق سياسي ضد الفرقاء الآخرين.
الفرق كبير جدا عندما يستخدم رئيس الدولة نفوذه وسلطته للضغط على المواطنين ويأمرهم علنا وبدون حياء بالانسحاب من أحزابهم وسحب لوائحهم لينتموا لحزبه ويصوتوا للوائحه، تحت طائلة التهديد والوعيد.
أما عن استخدام وسائل الدولة فيكفي التذكير على سبيل المثال أن افتتاح الحملة السابقة لأوانها استخدم فيها رئيس الدولة ثلاث طائرات من الأسطولين المدني والعسكري، إحداها أوصلته إلى مدينة كيفه ليتحول منها إلى أخرى أوصلته لمدينة النعمة التي استقل منها طائرة ثالثة إلى نبيكت لحواش. كما يكفي التذكير بالمظهر المشين الذي طبع افتتاح الحملة الانتخابية: مدينة غارقة بأكملها في الظلام بينما حملة حزب السلطة وحدها غارقة في الأنوار وكأنها على كوكب آخر، طبعا لأن مؤسسات الدولة التي تولت تهيئة مكان المهرجان أمنت له، دون غيره من المواقع الأخرى، جميع الخدمات.
إن هذا السلوك، المنافي لنص وروح الدستور وللأعراف والتقاليد الديمقراطية، الذي انتهجه رئيس الدولة خلال هذه الحملة اعتبرته كل السلطات رفعا لكلفة التحفظ التي يفرضها القانون، إلى درجة أن بعض الإداريين، وحتى العسكريين، لم يعودوا يجدون حرجا في الظهور بزيهم على منصات حملات حزب السلطة، مجاراة لرئيس الدولة وتقربا له.
إن هذه التصرفات الهستيرية تعبر عن فزع النظام لما رآه من "تبخر" المنتسبين الصوريين لحزبه، ولما لمسه من فشل مخططه الرامي إلى الاستمرار في ارتهان البلاد لسطوته ونهبه.
المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة:
- يدين بحزم التصرفات الخارجة على الدستور والقانون التي يقوم بها رئيس الدولة، والمتمثلة في قيادة حملة حزب سياسي واستخدام سلطة ووسائل الدولة للضغط على المواطنين والسياسيين وتهديدهم لصالح حزب الاتحاد من أجل الجمهورية.
- يدعو كافة المواطنين، وكافة القوى الحية والأحزاب السياسية الوطنية والمرشحين للتصدي لهذه التصرفات المشينة، التي تعبر عن ضعف موقف النظام وارتباكه، إلى التضامن من أجل أن تنتصر إرادة الناخبين، ولإحباط هذا الاعتداء السافر على الفرقاء السياسيين الوطنيين من طرف من يفترض أنه حامي الدستور والحريات الفردية والجماعية.
نواكشوط، 23 أغسطس 2018
المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة.