استنكر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الخميس مقتل متظاهرين سودانيين غداة القمع الأعنف للاحتجاجات منذ انقلاب الشهر الماضي وحض العسكريين على السماح بتظاهرات سلمية.
وأوضح بلينكن خلال مؤتمر صحفي في أبوجا بنيجيريا أن "الجيش يجب أن يحترم حقوق المدنيين بالتجمع سلميا والتعبير عن آرائهم" مضيفا أنه "قلق جدا" إزاء أعمال العنف التي وقعت الأربعاء. وتابع: "نواصل دعم مطلب الشعب السوداني بإعادة السلطة الانتقالية التي يقودها مدنيون" بما يشمل إعادة رئيس الوزراء بعد الله حمدوك الى منصبه.
عودة خدمة الإنترنت تدريجيا
من جانب آخر، أعادت السلطة العسكرية الجديدة في السودان الخميس خدمة الإنترنت المقطوعة في البلاد منذ إعلان العسكر السيطرة على الحكم في الخامس والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر، وغداة تظاهرات سقط فيها أكبر عدد من القتلى منذ الانقلاب.
وأكدت منظمة "نتبلوكس" غير الحكومية أن هناك عودة "جزئية" للشبكة في السودان، فيما قالت وكالة الأنباء السودانية الرسمية "سونا" أن عودة الخدمة ستكون "تدريجية".
وتطالب الأمم المتحدة وسفارات وناشطون وقضاة سودانيون بإعادة الإنترنت التي عزل قطع خدماتها البلاد إلى حد بعيد. لكن القادة العسكريين لم يستجيبوا، بل ذهبوا الأربعاء إلى حد قطع الاتصالات الهاتفية. وكانت خدمة الهاتف قد عادت إلى البلاد صباح الخميس.
وفور عودة الخدمة، دعا ناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي السودانيين إلى بث مقاطع الفيديو والمعلومات المتوافرة لديهم حول تظاهرات الأربعاء التي جرت بينما كان البلد معزولا تماما عن العالم.
باشليه تدين استخدام الذخيرة الحية
وكانت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ميشيل باشليه قد أدانت الخميس استخدام قوات الأمن السودانية الذخيرة الحية في وجه المتظاهرين السلميين. ولفتت باشليه في بيان إلى أن "استخدام الذخيرة الحية مجددا ضد المتظاهرين أمر معيب تمامًا، بعد دعوات عدة للعسكريين وقوات الأمن لنبذ استخدام القوة غير المتناسبة ضد متظاهرين".
وسقط 15 قتيلا برصاص قوات الأمن خلال تظاهرات الأربعاء، وهي المرة الثالثة التي يخرج فيها السودانيون بعشرات الآلاف الى الشوارع منذ استئثار الجيش بالسلطة. وبلغت الحصيلة الإجمالية لضحايا الاحتجاجات 39 قتيلا، بينهم مراهقون، كما جرح العشرات، وفقا للجنة الأطباء المركزية المطالبة بالحكم المدني.
فرانس24/أ ف ب
