تنافس أمريكي صيني على أرض القارّة الإفريقية

ينعقد منتدى التعاون الصيني الإفريقي في دورته الثامنة يومي 29 و30 نوفمبر بداكار السنغال، حسبما أكّدت وزيرة الخارجية السنغالية. وفي نفس الوقت أعلنت الولايات المتحدة عن تنظيم الدورة الثانية من القمة الأمريكية الإفريقية العام المقبل خلال جولة لوزير خارجيتها شمل ثلاث دول من بينها السنغال التي تعهّد لها باستثمارات أمريكية بقيمة مليار دولار أمريكي. 

قمّة دون رؤساء
القمّة الإفريقية الصينية لهذه الدورة موضوعها هو "تعميق الشراكة بين الصين وأفريقيا وتعزيز التنمية المستدامة لبناء مجتمع صيني أفريقي ذي مستقبل مشترك في العصر الجديد"، بحسب المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ ون بين.
لكنّ هناك شكوكا حول مستوى التمثيل في هذا القمّة حيث تعتقد لينا بين عبد الله الأكاديمية المتخصصة في العلاقات الدولية أنّها ستكون على مستوى وزاري وليس على مستوى قادة الدول، كما حدث في دورات سابقة في بكين 2000 وأديس أبابا 2003 والقاهرة 2009. 

علاقات غير متكافئة
تسلط قمة منتدى التعاون الصيني الأفريقي المقرر عقدها في داكار الضوء على علاقة غير متكافئة إلى حد كبير على الرغم من تزايد أهميتها. بعد 21 عامًا من القمم التي تُعقد كل ثلاث سنوات؛ فإن الانطباع السائد هو أن الصين تجني من هذه العلاقة أرباحًا أكثر من شركائها الأفارقة. فشلت إفريقيا في سداد الديون التجارية الهيكلية السنوية التي تزيد عن 20 مليار دولار والتي تطالبها بها للصين. مع أنشطة التصنيع المحدودة للغاية تضطر البلدان الأفريقية إلى استيراد منتجات نهائية باهظة الثمن من الصين وتصدير المواد الخام هناك بتكلفة أقل. تعتمد البلدان الأفريقية على الشركات والدائنين الصينيين لتمويل وبناء البنية التحتية الأساسية للتصدير. ومع ذلك، تواجه الشركات الأفريقية حواجز كبيرة أمام الدخول تمنعها من تصدير السلع إلى أسواق المنتجات ذات القيمة المضافة الصينية بحسب موقع africacenter.org
وقد أطلقت الحكومة الصينية، وفقا لموقع وزارة الخارجية الصينية، في سبتمبر الماضي موسما يمتد لثلاثة أشهر لترقية المنتجات الإفريقية على الانترنت كإحدى تعهدات خطة الشراكة الرقمية بين إفريقيا والصين المعتمدة في قمّة 2018. 

الولايات المتحدة تدخل على الخط
في المقابل تعهد وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بليكن، يوم السبت الماضي، باستثمارات جديدة في السنغال، وتقديمها كمكافأة للديمقراطية، في هذا البلد المعروف باستقراره، خلال المحطة الأخيرة من جولته الأفريقية. فرصة لإعطاء ديناميكية جديدة للعلاقات بين أمريكا والقارة الأفريقية وللتميز عن المنافس الرئيسي الصين. 
في السنغال، تمتلك الولايات المتحدة ورقة يمكنها أن تلعبها. فالاستثمار الأمريكي قد تزايد في السنوات الأخيرة في هذا البلد الواقع في غرب إفريقيا سريع النمو. 50 شركة أمريكية تعمل في السنغال في قطاعات مختلفة بما في ذلك البنية التحتية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والطاقة والنقل والضيافة والخدمات المالية. وفوق كل شيء، يمكن للولايات المتحدة أن تستفيد من الاتهامات التي يتم تداولها حاليًا حول الأنشطة الصينية في القارة، لا سيما بشأن مشاريع البنية التحتية وتراجع مستوى تأثير الصين على اقتصادات الدول الأفريقية في السنوات الأخيرة، حسب موقع Le Point Afrique.

استثمارات كبيرة في البلد المضيف لقمة الصين وإفريقيا
بلكين وقّع اتفاقيات بمليار دولار مع شركات أمريكية بما في ذلك عقد تقني لخدمات السلامة العامة ومشروع لتحسين المرور مع طرق أفضل. وقال خلال حفل التوقيع مع وزير الاقتصاد السنغالي أمادو هوت إن الولايات المتحدة تستثمر "دون أن تفرض على البلاد دينا لا تستطيع تحمُّله". كما تعهّد بمساعدة الأفارقة على صنع لقاحاتهم بأنفسهم. 
وخلال جولة بايدن الإفريقية أعلن البيت الأبيض عن انعقاد القمة الأمريكية الإفريقية في دورتها الثانية العام المقبل، ووعد في بيان نشر على موقعه على الانترنت بتقديم تفاصيل عن القمّة المرتقبة لاحقا.
كما أعلن بلينكن خلال وجوده في نيجيريا عن استضافة الرئيس الأمريكي بايدن في بداية الشهر المقبلة لقمّة عالمية حول الديمقراطية يشارك فيها افتراضيا قادة دول وقيادات مجتمع مدني ومن بينهم ممثلون لإفريقيا.

أربعاء, 24/11/2021 - 13:08