فرنسا في الساحل: "القافلة" التي قصمت ظهر البعير

صورة تخدم النص ـ (المصدر: الإنترنت)

حاولت حشود من المتظاهرين في بوركينافاسو والنيجر منع تقدم قافلة إمدادات عسكرية فرنسية نحو مدينة غاوه، في مشهد غير مسبوق، منذ بدء التدخل العسكري الفرنسي في الساحل. 

 

فقد تجاوزت الاحتجاجات الشعبية ضد الوجود الفرنسي مرحلة التظاهرات في الشوارع والتدوين على وسائل الاجتماعي لمرحلة جديدة تميّزت بمحاولة إعاقة استمرار عملية برخان بشكل فعلي. كما حدث مع القافلة الأخيرة التي كانت تسلك طريقها الاعتيادي من أبيدجان مرورا ببوركينافاسو والنيجر وصول إلى غاوه في شمال مالي. 

 

لكنّ طريق القافلة الأخيرة لم يكن سالكا. فقد واجهت القافلة احتجاجات شعبية قويّة في بوركينافاسو منعتها من التقدم وحاصرتها لأسبوع كامل في بلدة كايا الواقعة في الشمال الشرقي لبوركينافاسو، ما استدعى تدخلا على أعلى مستوى من طرف الرئيس الفرنسي ونظيره البوركينابي لتواصل القافلة طريقها بعد تفريق دام للمحتجين خلّف عديد الإصابات. 

 

لكن ما إن دخلت القافلة إلى الأراضي النيجرية حتى واجهت موجة جديدة من الاحتجاجات في بلدة تيرا الواقعة إلى الشمال الغربي من النيجر. واجهت القوّات الفرنسية الحشود التي وصفها الناطق باسم الجيش الفرنسي العقيد باسكال ياني "بالعنيفة". واعترف بوقوع ضحايا خلال تلك المواجهة التي شارك فيها الدرك النيجري. وقال بيان للداخلية النيجرية أنها أسفرت عن سقوط قتيلين وحوالي عشرين جريحا بعضهم جراحهم خطرة. 

 

المحتجون يعتبرون أن التدخل الفرنسي في الساحل هو ما أدى إلى تفاقم الهجمات الإرهابية بل يقول أحد المحتجين إن فرنسا هي من تزودهم بالسلاح. 

 

وجهة نظر لا يوافق عليها الرئيس النيجري الذي رحّب بالقافلة الفرنسية في مؤتمر صحفي، الجمعة الماضي، قائلا "من بين جميع البلدان الملتزمة إلى جانبنا في مكافحة الإرهاب، فإن فرنسا هي الدولة التي تقدم أكبر التضحيات فقد توفي 53 شابًا فرنسيًا في مالي"، وأضاف ردا على من يطالبون بمغادرة الفرنسيين "هل أنتم متأكدون من أن الجيوش في المنطقة ستكون قادرة على مواجهة هذا الوضع؟" ويجيب "لا، أنا متأكد من أنه في اليوم الذي يغادر فيه الفرنسيون ستعم الفوضى"، على حد تعبيره.

اثنين, 29/11/2021 - 22:03