سياحة في مهرجان كان شعاره "الإنصاف.."

عبد الله ولد اكوهي

يعد الإنصاف حقيقة وحكما- من الكلمات التي ينشرح لها القلب وتطمئن إليها النفس، لما تبعثه في مهج سامعيها من السكينة والثقة بأن الحقوق مرعية بقوة المبدأ ومصونة بروح العدل، فلن يغمط حق ولن ينقص نصيب لأحد.

وهكذا يتساوى الموقف ازاء هذه الكلمة لكل من المواطن القوي والضعيف أو الغني والفقير، أو المذنب والبريء على حد سواء، فالمذنب سيشعر معها أنه لن يعاقب بأكثر مما اقترفت يداه، والبريء تطمئن نفسه إلى أنه لن يتهم بباطل ولن يضيع حقه سدى.

وإذا ما رجعنا إلى معناها لغة سنجده يدور حول إعطاء الحق وأخذ المستحق كاملين، جاء في العين وهو اول معجم عربي للخليل بن أحمد الفراهيدي:” اسْمُ الإِنصافِ، وتفسيرُه: أن تَعطِيَه من نفسِكَ النِّصْف، أي تُعطي من نَفْسِك ما يَسْتَحِقُّ من الحَقِّ كما تأخُذُه”

ومن هنا قد تتداخل دلالة هذه الكلمة مع مفردات أخرى مثل العدل الذي يشملها وغيرها، فقد أكد القرآن على فضل العدل ووجوبه في أكثر من آية بل وأمر به فقال”إن الله يأمر بالعدل” وقال”وإذا قلتم فاعدلوا”

ولكن في زمننا الحالك الماثل، انحرفت دلالة هذه الكلمة ـ في المجال السياسي خصوصا ـ انحرافا جعلها بمعنى المحاصصة، وأصبح السياسيون هم من يوزعون على المنابر العتاب والتبرئة السياسية بحصص متساوية، بالشعارات على الأقل حتى ولو كان الوضع يقول عكس ذلك، مما أدى في بعض الحالات إلى جعل الجلاد والضحية بالمنزلة الواحدة.

كما تحول هذا المفهوم عند السياسيين إلى المساواة بين المذنب والبريء بدل أن كان يعني إعطاء الحق وأخذ المستحق كاملين غير منقوصين لأي مواطن بقوة العدل وروح القانون.

إن الإنصاف في جوهره مبدأ في النظر ومنهج في التطبيق، وليس مذهبا يلزم صاحبه بأن يعطي كاعطاء من لا يملك لمن لا يستحق أو يطفف حق المُحِق كما هو الحال. 

وبذا يتجلى أن بعض الإنصاف ظلم للمواطن اثناء المهرجان المشهود أو خارجه، قبله أو بعده..!

اثنين, 27/12/2021 - 13:16