الصلاة على النبي: فضلها وأثرها وفوائدها واستحضار معانيها في حياة الفرد والأمة

المهابة محفوظ مياره

    يتناول هذا المقال في عجالة عموم فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وخصوص فضلها في يوم الجمعة وليلة الجمعة كما يتطرق إلى صيغها المشروعة وفوائدها للفرد والمجتمع والأمة وكيفية استحضار معانيها.. ثم يقف عند تأويل المفسرين للآية الداعية إلى الصلاة على خاتم الرسل صلى الله عليه وسلم وجعلها منهجا لحياة المؤمن وصفة لازمة لاتفارقه.

    ومن الجدير بالذكر أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من أعظم الأعمال، وأجل القربات، وأزكى الطاعات، وأشرف ما تنطقه الألسنة، وأحلى ما تقتات به القلوب، وأجمل ما تتزين به الجوارح، وأربح البضاعات في سوق الدنيا والآخرة، وأولى ما تدفع به أهوال القيامة وحسراتها قال صلى الله عليه وسلم:" من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه عشرَ صلوات، وحُطَّت عنه عشرُ خطيئات، ورُفعتْ له عشرُ درجات" رواه النسائي وصححه الألباني.

    ولما لها من مكانة وقداسة وأثر في القلب والحياة نرى أن الله جل في علاه يصلي على النبي والملائكة الأطهار كذلك كما نرى دعوة قرآنية صريحة بصيغة الأمر موجهة إلى المؤمنين للصلاة عليه.

     ولا شك أن الصلاة عليه من الله تعالى تشريف وتكريم وبيان لمزيد فضله وعلو منزلته عند الله بينما صلاتنا عليه هي من قبيل الدعاء والتضرع وسؤال الوسيلة له صلى الله عليه وسلم.

    يقول الله تعالى: "إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا" [الأحزاب:56].

 إن الله يصلى وملائكته يصلون والمؤمنون مأمورون بالصلاة والسلام عليه: قال ابن كثير: والمقصود من هذه الآية الكريمة، أن الله- تعالى- أخبر عباده بمنزلة عبده ونبيه عنده في الملأ الأعلى: بأنه يثنى عليه عند الملائكة المقربين وأن الملائكة تصلى عليه، ثم أمر الله أهل العالم السفلى بالصلاة والتسليم عليه.ز وقال ابن باز" هذه الآية العظيمة فيها شرف للنبي صلى الله عليه وسلم، وبيان منزلته عند الله، وأنها منزلة عظيمة، ولهذا قال: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ [الأحزاب:56] الصلاة من الله ثناؤه على عبده في الملأ الأعلى، ثناؤه عليه، وذكره بأوصافه الجميلة عند الملائكة، هكذا صلاة الله على عبده كما قال أبو العالية وجماعة من السلف، وتطلق الصلاة من الله على الرحمة، كما قال سبحانه: هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ [الأحزاب:43] يعني: يرحمكم ويثني عليكم سبحانه وتعالى، فثناء الله على عبده عند الملائكة هو ذكر أوصافه الجميلة العظيمة، هذه صلاة الله على عبده، ويدخل فيها أيضاً رحمته لعباده، وإحسانه إليهم .

والملائكة صلاتهم الدعاء، دعاؤهم للمصلى عليه، وترحمهم عليه وثناؤهم عليه، يقال له: صلاة، كما في الحديث: الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه، تقول: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه، اللهم تب عليه فصلاتهم على الرسول دعاؤهم له، عليه الصلاة والسلام.

        أولا: عموم فضل الصلاة على النبي

    1.عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، رضي اللَّه عنْهُمَا أنَّهُ سمِع رسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "من صلى عليَّ صلاَةً، صلَّى اللَّه علَيّهِ بِهَا عشْرًا" (رواهُ مسلم).

      عن ابن مسعود أنَّ رسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَال: "أَوْلى النَّاسِ بِي يوْمَ الْقِيامةِ أَكْثَرُهُم عَليَّ صَلاَةً" (رواه الترمذي)

    2.عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "البخيل من ذكرت عنده ولم يصل علي" صحيح الجامع: 2878، صحيح الترغيب والترهيب: 1683

    3.عن علي رضي الله عنه قال: "كل دعاء محجوب، حتى يصلى على النبي صلى الله عليه وسلم"

صحيح الجامع: 4523، الصحيحة: 2035، صحيح الترغيب والترهيب: 1675

    4.عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: "إن الدعاء موقوف بين السماء والأرض، لا يصعد منه شيء، حتى تصلي على نبيك صلى الله عليه وسلم" صحيح الترغيب والترهيب: 1676.

    5.عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من ذكرت عنده فنسي الصلاة علي خطئ طريق الجنة" صحيح الجامع: 6245، قال الألباني: ومعنى ذلك أن ترك الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عند ذكره من المعاصي.

    6.عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: "قلت: يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك، فكم أجعل لك من صلاتي؟ فقال:" ما شئت "، قلت: الربع؟ قال: " ما شئت، فإن زدت فهو خير لك" قلت: النصف؟، قال: " ما شئت، فإن زدت فهو خير لك"، قلت: فالثلثين؟، قال: " ما شئت، فإن زدت فهو خير لك، قلت: أجعل لك صلاتي كلها؟ قال: " إذا تكفي همك، ويغفر لك ذنبك" صحيح الجامع: 7863، الصحيحة: 954، صحيح الترغيب والترهيب: 1670

        7.عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن لله ملائكة سياحين في الأرض يبلغوني من أمتي السلام" صحيح الجامع: 2174، الصحيحة: 2853

        8.عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أكثروا علي من الصلاة في كل يوم جمعة، فإن صلاة أمتي تعرض علي في كل يوم جمعة، فمن كان أكثرهم علي صلاة، كان أقربهم مني منزلة" صحيح الترغيب والترهيب: 1673، وقد كان الألباني ضعف هذا الحديث ثم تراجع عن تضعيفه.

   9.عن عامر بن ربيعة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من مسلم يصلي علي، إلا صلت عليه الملائكة". صحيح الترغيب والترهيب : 1669 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : حديث حسن.

10.عن عمير الأنصاري - رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صلى علي من أمتي صلاة مخلصا من قلبه، صلى الله عليه بها عشر صلوات، ورفعه بها عشر درجات، وكتب له بها عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيئات". الصحيحة: 3360، صحيح الترغيب والترهيب: 1659

    11.عن أبي طلحة - رضي الله عنه قال: "أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم - يوما طيب النفس، يرى في وجهه البشر" فقالوا: يا رسول الله أصبحت اليوم طيب النفس، يرى في وجهك البشر، فقال: " أجل، إنه أتاني (جبريل) فقال: من صلى عليك من أمتك صلاة، كتب الله له عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات، ورد عليه مثلها" صحيح الجامع: 2198 , الصحيحة: 829

    12.كما أن صلاتنا على النبي صلى الله عليه وسلم تبلغه، ففي حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم: «ما مِن أحدٍ يسلِّمُ عليَّ إلَّا ردَّ اللَّهُ عليَّ روحي حتَّى أردَّ علَيهِ السَّلامَ» ( [أبي داود:2041] وصححه الألباني في [صحيح الجامع: 5679]

     13. وفي حديث آخر عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم: «لا تجعلوا بيوتَكُم قبورًا، ولا تجعلوا قَبري عيدًا، وصلُّوا عليَّ فإنَّ صلاتَكُم تبلغُني حَيثُ كنتُمْ» ([أبي داود:2042] وصححه الألباني في [صحيح الجامع:7226]

14.عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم: «رَغِمَ أنْفُ رَجلٍ ذُكِرتُ عِندَه فلَمْ يُصلِّ عليَّ، ورَغِمَ أنفُ رجلٍ دخل عليه رمضانُ ثُم انْسَلَخَ قبلَ أن يُغفرَ لهُ، ورَغِمَ أنْفُ رجلٍ أدركَ عِندَه أبواهُ الكبَرُ فلم يُدْخِلاهُ الجنةَ» ([الترمذي: 35455] وصححه الألباني في [صحيح الجامع: (3510])

    15.عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه، أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «من صلى عليَّ صلاةً واحدةً صلَّى الله عليه عشرَ صلواتٍ، وحُطَّت عنه عشرُ خطيئاتٍ، ورُفعَت له عشرُ درجاتٍ» ([ النسائي:1296]، وصححه الألباني في [صحيح الترغيب:1657]).

    ثانيا: فضل الصلاة على النبي يوم الجمعة:

       1.عن أوس بن أوسٍ، قَالَ: قالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ مِن أَفْضلِ أيَّامِكُمْ يَوْمَ الجُمُعةِ، فَأَكْثِرُوا عليَّ مِنَ الصلاةِ فِيهِ، فإنَّ صَلاتَكُمْ معْرُوضَةٌ علَيَّ فقالوا: يَا رسول اللَّه، وكَيْفَ تُعرضُ صلاتُنَا عليْكَ وقدْ أرَمْتَ (بليت)؟ قالَ: إنَّ اللَّه حَرم عَلَى الأرْضِ أجْساد الأنْبِياءِ." (رواهُ أَبو داود بإسنادٍ صحيحِ).

ثالثا: صيغ صحيحة في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

    وردت صيغ الصلاة على النبي في أحاديث كثيرة والأفضل والأكمل منها:

   1. عن كعب بن عجرة رضي الله تعالى عنه قال: «خرَجَ علينا رسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ، فقلنا: قد عَرَفْنَا كيف نُسَلِّمُ عليك، فكيف نُصَلِّي عليك؟ قال: قولوا: اللهمَّ، صلِّ على محمدٍ وعلى آلِ محمدٍ، كما صلَّيْتَ على آلِ إبراهيمَ إنك حميدٌ مجيدٌ، اللهمَّ بارِكْ على محمدٍ وعلى آلِ محمدٍ، كما بارَكْتَ على آلِ إبراهيمَ إنك حميدٌ مجيدٌ» [البخاري:6357] [مسلم:406]

    2.عن كعب بن عجرة رضي الله تعالى عنه قال: «سألنا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقلنا: يا رسولَ اللهِ، كيف الصلاةُ عليكم أهلَ البيتِ، فإنَّ اللهَ قد علَّمنا كيف نُسلِّمُ عليكم؟ قال: (قولوا: اللهمَّ صلِّ على محمدٍ وعلى آلِ محمدٍ، كما صلَّيتَ على إبراهيمَ، وعلى آلِ إبراهيمَ، إنكَ حميدٌ مجيدٌ، اللهمَّ بارِكْ على محمدٍ وعلى آلِ محمدٍ، كما باركتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ، إنكَ حميدٌ مجيدٌ» (البخاري:3370).

    3.عن عقبة بن عمرو بن ثعلبة أبو مسعود رضي الله تعالى عنه قال: «أتانا رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ ونحنُ في مَجلسِ سعدِ بنِ عبادةَ فقالَ لَهُ بشيرُ بنُ سعدٍ: أمرَنا اللَّهُ أن نصلِّيَ عليكَ فَكَيفَ نصلِّي عليكَ؟ قالَ: فسَكَتَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ حتَّى ظننَّا أنَّهُ لم يسألهُ، ثمَّ قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ: قولوا: اللَّهمَّ صلِّ على محمَّدٍ وعلى آلِ محمَّدٍ كما صلَّيتَ علَى إبراهيمَ وعلَى آلِ إبراهيمَ، وبارِكْ على محمَّدٍ وعلى آلِ محمَّدٍ كما بارَكْتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ في العالَمينَ إنَّكَ حميدٌ مجيدٌ، والسَّلامُ كما قد عُلِّمتُمْ» (الترمذي:3320).

رابعا: فوائد الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم

     ذكر ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه: «جلاء الأفهام في فضل الصلاة والسلام على خير الأنام» أربعين فائدة للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وهي:

 1. امتثال أمر الله سبحانه وتعالى.

 2. موافقة الله سبحانه وتعالى في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وإن اختلفت الصلاتان، فصلاتنا عليه دعاء وسؤال، وصلاة الله تعالى عليه ثناء وتشريف.

3.موافقة الملائكة فيها.

4.الحصول على عشر صلوات من الله تعالى، للمصلي مرة واحدة.

5.أن يرفع الله العبد بها عشر درجات.

6.أن يكتب الله له بها عشر حسنات.

7. أنه يُمحَى عنه بها عشر سيئات.

8.أنه يُرجَى إجابة دعائه إذا قدمها أمامه.

9.أنها سبب لشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم.

10 .أنها سبب لغفران الذنوب.

11. أنها سبب لكفاية الله سبحانه وتعالى العبد ما أهمه.

12 .أنها سبب لقرب العبد من النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة.

13.أنها تقوم مقام الصدقة لذي العسرة.

14 .أنها سبب لقضاء الحوائج.

15 .أنها سبب لصلاة الله على المصلي وصلاة ملائكته عليه.

16 .أنها زكاة للمصلي وطهارة له.

17.أنها سبب لتبشير العبد بالجنة قبل موته.

18 .أنها سبب للنجاة من أهوال يوم القيامة.

19 . أنها سبب لتذكر العبد ما نسيه.

20.أنها سبب لرد النبي صلى الله عليه وسلم على المصلي والمسلم عليه.

21 .أنها سبب لطيب المجلس فلا يعود حسرة على أهله يوم القيامة.

22.أنها سبب لنفي الفقر.

23.أنها تنفي عن العبد اسم البخل إذا صلى عليه عند ذكره.

24.أنها سبب للنجاة من الدعاء عليه برغم الأنف.

25.أنها سبب لسلوك طريق الجنة؛ لأنها ترمي بصاحبها على طريق الجنة، وتخطئ بتاركها عن طريقها

26 .أنها تنجي من نتن المجلس الذي لا يذكر فيه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.

27.أنها سبب لتمام الكلام الذي ابتدئ بحمد الله والصلاة على رسوله.

28.أنها سبب لوفرة «كثرة» نور العبد على الصراط.

29 . أنه يخرج بها العبد عن الجفاء.

30 .أنها سبب لإبقاء الله سبحانه وتعالى الثناء الحسن للمصلي عليه بين أهل السماء والأرض.

31.أنها سبب البركة في ذات المصلي وعمله وعمره وأسباب مصالحه.

32.أنها سبب لنيل رحمة الله تعالى له.

33.أنها سبب لدوام محبته للرسول صلى الله عليه وسلم وزيادتها وتضاعفها.

34.أنها سبب لمحبة الرسول صلى الله عليه وسلم للمصلي عليه.

35.أنها سبب لهداية العبد وحياة قلبه

36 .أنها سبب لعرض اسم المصلي على النبي صلى الله عليه وسلم وذكره عنده.

37.أنها سبب لتثبيت القدم على الصراط والجواز عليه.

38. أن الصلاة عليه أداء لأقل القليل من حقه صلى الله عليه وسلم.

39. أنها متضمنة لذكر الله تعالى وشكره، ومعرفة إنعامه على عباده بإرساله صلى الله عليه وسلم.

40.أنها دعاء، بحيث يسأل العبد ربه تبارك وتعالى أن يثني على خليله وحبيبه محمد صلى الله عليه وسلم، ويزيد في تشريفه وتكريمه وإيثار ذكره ورفعه.

خامسا: استحضار معاني الصلاة على الحبيب:

 لا يكمل الانتفاع الروحي بالصلاة على الحبيب الا بحضور القلب وتدبره للمعاني المتصلة بحياة الحبيب وهمومه ومواقفه ووظائفه وما فيها من المنافع المتصلة كل مسلم قال العلامة السعدي رحمه الله في كتابه الفواكه الشهية ص41:" الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فيها غفران الزلات وتكفير السيئات وإجابة الدعاوات وقضاء الحاجات وتفريج المهمات والكربات وحلول الخيرات والبركات ورضا رب الأرض والسماوات، وهي نور لصاحبها في قبره منجية من الشرور والآفات".

وقد جعل الله في كل ثانية من يوم الجمعة من الخيرات والبركات والأجور والحسنات ما الله به عليم لذا عدَّ العلماء يوم الجمعة يوم عيد وعبادة قال ابن القيم:" يوم الجمعة يوم عيد وعبادة من ليلة الجمعة إلى مغرب الجمعة كل ثانية فيها خزائن من الحسنات: من أراد انشراح الصدر، وعفران الذنب، وتفريج الكرب، وذهاب الهمِّ: فليكثر من الصلاة على النبي عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم". وكما أن الكثرة مطلوبة فكذلك يطلب استحضار المعاني والقيم المتصلة بشخص المصطفى عليه الصلاة والسلام،

 ومن ذلك أن نصلي عليه بالمحبة والسكينة والوقار والتوقير، فهو صاحب المقام المحمود، وهو صاحب الوسيلة والفضيلة، وهو صاحب الحوض المورود، وهو صاحب الخلق العظيم، وهو صاحب لواء الحمد، وهو نبي الساعة، وهو نبي الشفاعة، وهو نبي الإسراء والمعراج، وهو إمام النبيين، وسيد المرسلين، وهو محمد وأحمد، وهو الحاشر والعاقب والماحي للشرك، وهو الشاهد والمبشر والنذير، وهو الداعي والسراج المنير، وهو الرحمة المهداة، وهو النور والبرهان والقدوة والأسوة، وهو الصادق الأمين، وهو سيد المتوكلين، وقائد الغر المحجلين، وابن الذبيحين، وحبيب رب العالمين.

    وخلاصة القول: إن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم رحمة ودعوة ومنهاج حياة، فهي دليل المحبة والتعلق والوفاء والبر والإحسان.

        وهي آية الصدق والطاعة والتوقير، وهي وسيلة التعبد والترقي وحصول القرب والشفاعة وعلو المنزلة.

    وهي برهان الطهارة والرفعة والسكينة والفضيلة، وهي النشاط الروحي والقلبي الحيوي الذي يجسد التواصل الفعال مع خاتم الرسل صلى الله عليه وسلم، وبها يُكفى العبد الهموم، وبها ينال مغفرة الذنوب، وبها قضاء الحوائج ودفع المكاره والفتن.

    وهي التي تحيي القلب، وتزكي النفس، وتهدي القائم بحقوقها إلى الهدي النبوي، وهي التي تحرك المشاعر الإيمانية وتهذبها، وهي التي تبني القيم الحيوية في حياة الفرد والأسرة والأمة.

     وهي الذكر العظيم لكسب القناطير المقنطرة من الأجور والحسنات والمكاسب والمقامات الخالدة.

قال الإمام السخاوي في كتابه القول البديع: "الصلاة على رسول الله من أبرك الأعمال وأفضلها وأكثرها نفعا في الدين والدنيا".

قال العلامة السعدي: "الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فيها غفران الزلات، وتكفير السيئات، وإجابة الدعوات، وقضاء الحاجات، وتفريج المهمات والكربات، وحلول الخيرات والبركات ورضا رب الأرض والسماوات، وهي نور لصاحبها في قبره، منجية من الشرور والآفات".

 

أحد, 13/03/2022 - 15:11