تجري التحضيرات لتنظيم مؤتمر عالمي حول فقه المرحلة خلال الفترة من 26 وحتى 28 أكتوبر المقبل في قصر المؤتمرات بنواكشوط.
جاء الإعلان عن المؤتمر من قبل المنظمين في بيان تضمن مسطرة المؤتمر ومحاوره وضيوفه والمواضيع التي سيتم التطرق إليها خلال فعالياته.
وفيما يلي نص البيان:
إعلان عن "مؤتمر عالمي حول فقه المرحلة" في نواكشوط (1)
بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله ومَن والاهُ، وبعد:
فإنّ المتأمِّلَ في حالِ جيلِنا الْمُعاصِر لَيتحسَّرُ على ما أصابَتْه به الْفِتَنُ والْـحُروبُ مِن ضَعْفٍ ووَهَنٍ وذُلٍّ وفَشَلٍ، وصراعٍ يتضرّرُ به اليومَ العامَّةُ قبل السّاسة، والبلَدُ قبل العدُوِّ الخارجِيِّ، ولا يَسَعُ العقلاءَ غيرُ استغراقِ الجهدِ والوُسْعِ لِتأمين مُستقْبَلٍ آمِنٍ مطمئنٍّ يُعينُ الأبناء والحفَدَةَ على اكتسابِ العلومِ والمعارِفِ والوَعْيِ لِينجحوا في تحقيق العزِّ والاستقرار والازدهار لِمُـجتمعِهِم ولِلإنسانيةِ جمعاءَ.
وإنَّ أُولى الخطوات على طريق النجاح هي الاعترافُ بإخفاقِ جِيلِنا الْمُعاصِرِ وقُصورِه عن دَفْع تشرُّدِ الأطفال والنساء والعجَزة وتحريقِهم، وعن استبقاء المشافي والمخابز والمزارع والمدارس والمنازل فلا تحترقُ، وعن صَوْنِ كرامة السجناء والمخطوفين والأسرى من بَطْشٍ وتنكيلٍ وإهانةٍ وتمزِيقٍ في ظلمات زنازينٍ معلومةٍ ومجهولةٍ أضحتْ مَزرعَةَ فتنةِ التطرُّف والشّذوذ والنِّقمةِ على النظام الاجتماعيّ والسياسيِّ على السّواءِ.
ويستنفِرُ هذا المؤتمر العالميُّ الباحثين الْمُتجرِّدين غيرَ الْمُنحازين إلا للعدل والحرّيّة خِفَافًا وثِقالًا لِيجتمعوا فيتدارسوا حَالَ أُمَّتِنَا وما يلزَمُ الْـخاصَّةَ من مسؤوليَّةٍ ولِيُبَادِروا إلى حِوارٍ شامِلٍ يسْعَى لِصَوْنِ فِطرةِ الإنسانِ بتصحيحِ المفاهيمِ وضَبْطِ الموازينِ، ويسعَى لِإحياءِ الأنفُسِ بِنَزْعِ فَتيلِ الصراعِ وإطفاءِ نارِ الحروب لِتَقَرَّ أَعْيُنُ الثكالَى والمشرَّدين والمحرَّقِين بتحرير الأسرى والمخطوفين وبتكريمِ الإنسانِ عن التعذيبِ والإكراهِ لِيَشْعُرَ بِإِنسانِيَّتِه ويطْمئِنَّ في حياتِه، ويسعَى لِتداركِ تساقُطِ آلافِ الشباب الطيِّبين الغيورين على الإسلام يتخطَّفُهم شياطينُ التكفير والتفجيرِ والانتحارِ يَنْعِقون بصوتٍ رفيعٍ بالعمليات الانتحاريَّةِ التي تقتِّلُ المسلمين والأبرياء من النساء والأطفال والرجال وتُفَجِّرُ دُورَ عبادة كالصوامع والبِيَعِ والصَّلَواتِ والْمساجد رغم تنزُّلِ الخطاب بصَوْنِها في سورة الحج، هذه العمليّات الانتحاريَّة التي تنادِي أعداء الأمَّة الْمُتربِّصين: "أنْ هَلُمّوا أيُّها المستعمِرُون اجتاحوا بلاد المسلمينَ فقد جعلنَا لكم عليهم سبيلا".
ويُطْلِقُ هذا المؤتمر العالميُّ الدّعوةَ جَفَلَى فلا يُقْصِي طَرَفًا من الأطراف بل يقف على مسافة واحدة من جميع الفِرَق والمذاهب والمدارس الفقهية والأحزاب والأعراق والأجناس يُدَغْدِغُ في كل منها الثوابتَ العامّة وكُلِّيَّاتِ "إحياءِ الإنسان وتَكريـمِه وَصَوْنِ فطْرتِه"ولعلَّ اللهَ يُنْفِذُ وعدَهُ الْحَقَّ ﴿كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللهُ وَيَسْعَوْنَ فِـي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللهُ لَا يُـحِبُّ الْـمُفْسِدِينَ﴾ [المائدة 64].
ولا يزال الـخَرْقُ يتّسع ما لم ينشأْ في الميدانِ فقهُ الواقع واليقظة يستنبط ما يقع على كل من الفرد والجماعة من خِطابٍ فرديٍّ وجماعيٍّ في الكتاب المنزل والهَدْيِ النبويّ يتغيَّرُ حسَب التمكين والاستضعاف والطمأنينة والتشرُّد كما سقطتِ التكاليفُ الجماعيّة عن رجالٍ مؤمنين ونساءٍ مُؤمِناتٍ في مكة قبل الفتح وعن الملِك النجَّاشيِّ الْمُتوفَّـى في التاسعة بعد الهجرة يومَ خوطِبَ بها المجتمع المسلم في المدينة النبويّة.
هذا الْمُؤتمرُ العالميُّ حول فقه الْمرحلة ورشَةٌ علميّةٌ مِن السّامعين دعاءَ المغلوبين المستضعَفين من الرجال والنساء والولدان﴿واجعل لنا من لدُنْكَ ولِيًّا واجعل لنا من لدُنْكَ نصيرا﴾ [النساء 75]، إذ لنْ يشرُفَ بنُصْرَتِهم إلا مَن وَالاهُم، وتبدأُ مُوالَاتُهم بِعَزْلِهمْ عن الفِتَن والصراع والحروب، وبالتفرُّغِ للمحافظة على استبقاءِ ما تبَقَّى مِن أمْن الرضيع والصبيِّ والمرأة والخباز والطبيب وسائر العامّة، ونأَى موسى رسولُ رب العالمين إلى فرعون ومَلَئِه عن دعوة بني إسرائيل إلى ثوراتٍ غوغائيّة ونأى عن دعوتهم إلى الاغتيال والخروج بالسلاح حرصا على سلامة مَن تبقّى منهم، وأعرضَ النبيُّ الْأُمِّيُّ صلى اللهُ عليه وعلى آلِهِ وسلَّم ـ بقوله (ولكنَّكم تستعجلون) كما في صحيح البخاري مرفوعا ـ عن حِرصِ الصحابة الكرام في مكة قبل الهجرة على الانتقام من صناديد قريش، وكان مِن مقاصدِ صلح الحديبيّة وَضْعُ الحربِ أوْزارَها سنواتٍ يأمَن فيها الناسُ، وتنزَّلَ القرآنُ بوصف هذا الصلح العظيم بالفتح المبين.
إنّ البشريّة اليوم وهي في مرحلة "انفراطِ الأمْرِ" وتغَوُّلِ الفِتَنِ وانتشار الحروب لتفتقر إلى تجاوز مرحلةِ الاستضعافِ حتَّى ينشَأَ جِيلٌ ليس منه سَجَّانٌ وسجِينٌ ولا مُتَكبِّرٌ جَبَّارٌ ومستضعَفٌ مغلوبٌ ولم يَعرِفِ التشرُّدَ والتفجير والتهجير والإبادة الجماعيَّة، ولِيَجتمعَ مِن أولئكَ الأحفادِ خواصُّ أهل العلمِ الشرعيِّ يومئذٍ لتقرير فقهِ مرحلتِهم.
من هذا الْمُنطَلق وإلى تلك الغاية نُعْلِنُ باسم الله عن "المؤتمر العالمي لفقه المرحلة" تحت عنوان "ضرورة المسارعة في وأْد الفِتَن وإطفاء الحروب" لِتمكينِ الباحثين المتجرّدين من تحضير نقاشِ المحاوِرِ التالِيةِ في فقهِ المرحلة نقاشا علميًّا أثاء فعاليّات المؤتمر:
المحور الأوّل: وأد الْفِتَن:
المحور الثاني: إطفاء نارِ الحروب:
المحور الثالث: إحياء الأنفُسِ
المحور الرابع: تكريم بني ءادَم
المحور الخامس: صَوْنُ الفطرة
ثانيا: يتم إن شاء الله تنظيم المؤتمر في قصر المؤتمرات الدولي الجديد "المرابطون" بانواكشوط في أيام الجمعة والسبت والأحد 26 ـ 27 ـ 28 اكتوبر 2018 م الموافق 17 ـ 18 - 19 صفر 1440هـ
ـ الدعوة والمشاركة في نقاش "فقه المرحلة" حسب المحاور السالفة ومساراتها مُتاحة لكل باحث مِن أهل العلم متجرد يسعَى لاستنباط فقه الواقع والمرحلة من القرآن والْـهَدْيِ النبويّ.
ـ يُستقبَل طلب الترشح بإرسالِ سيرة علمية وبلد الإقامة وملخَّصٍ لا يتجاوز ثلاث صفحات لتبيان "فِقْهِهِ المرحلةَ" في أجَل لا يتجاوز أسبوعين من تاريخ نشر هذا الإعلان.
ـ على الباحث اختيار موضوع واحد من مسارات المحاور المبيَّنة وكتابة ملخص لا يتجاوز ثلاث صفحات سيُعتبر مرجعيةَ كلمتِه الارتجاليّة ومناقشتها نقاشا علميّا أثناء المؤتمر لتبنِّيها أو طرحها.
ـ يتم إشعار الباحث بالموافقة على الملخص خلال أسبوعين.
ـ يتم الإعلان عن الْمَدعوِّين: مشاركين وضيوفَ شرف في منتصف سبتنبر 2018 م
ـ يتكفل المؤتمر تأشيرات الدخول وبالاستضافة الكاملة فوف التراب الوطني الموريتاني.
ـ ترسل طلبات المشاركة إلى رئيس المؤتمر الشيخ الحسن محمد ماديك عبر الإيميلين التاليين في نفس الوقت:
ـ أعضاء اللجنة العلمية هم:
أ د. شحادة العمري أستاذ التفسير في جامعة اليرموك وعضو مجلس الوعظ والإرشاد في وزارة الأوقاف بالأردن: رئيسا.
د. عادل بن المحجوب رفُّوش المشرف العام والمدير العلمي لمؤسسة ابن تاشفين للدراسات والأبحاث والإبداع بمراكش المغرب: نائبا للرئيس
أ د. عبد الله البخاري الأستاذ في جامعة ابن زهر بأكادير المغرب: أمين اللجنة العلمية
أ د. أبو بكر كافي أستاذ الحديث في جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة الجزائر: عضوا.
ـ الشيخ يحيى المدغري مدير مدرسة ابن القاضي للقراءات في سلا المغرب: عضوا
ـ العلامة محمد الأمين ولد الحسن رئيس منتدى علماء المغرب العربي: عضوا
ـ د. حمزة عَوّاد الأستاذ بجامعة وهران بالجزائر: عضوا
ـ د. هارون ولد إديقبي نائب المدّعي العام لدى محكمة استئناف نواكشوط، حاصل على دكتوراه في الشريعة تخصص مناهج المفسّرين في الغرب الإسلامي، ودكتور في القانون تخصص العلوم الجنائيّة
ـ يعلن لاحقا عن ضيوف الشرف للمؤتمر
ـ رئيس لجنة التنظيم الدكتور سيدي المختار الطَّالب هامَّهْ
0022246773038
ـ الجانب الإعلامي يتكفّل به مركز الصحراء للدراسات والاستشارات في موريتانيا برئاسة الدكتور أحمدو التّليميدي
[email protected]
0022226532604
نواكشوط في 16/ 8/ 2018 م
رئيس المؤتمر
الحسن محمد ماديك
باحث في تأصيل القراءات والتفسير وفقه المرحلة