طغت في السنوات الأخيرة ثقافة الانتماء القومي الضيق
فتشكلت تيارات شرائحية وقبلية كل منها يروج لانتمائه ويبحث في تاريخ آبائه ويشيد بأمجاده
كما شاعت ثقافة الحفر السلبي في الماضي
هذا المقال سيكون بحول الله بداية لسلسلة مقالات أكتبها عن ظاهرة الانتماء القومي الضيق وما يرتبط به من تدافع اجتماعي ذي طابع ثقافي وفكري وسياسي
سأبذل أقصى جهد لتتصف هذه المقالات بالموضوعية وسأبدؤها بالحديث عن الصراع والتدافع
بين سلطتين هيمنتا على موريتانيا ما قبل نشأة الدولة وما زالتا تسعيان لرفض حضور وتميز بقية الطبقات والشرائح الوطنية الأخرى هاتان الشريحتان أو الطبقتان هما أهل الشوكة والزوايا
على أن يشمل الموضوع عدة عناوين منها على سبيل المثال لا الحصر:
--التدافع واقتسام السلطة
--كلمة حق وإنصاب في حق أهل الشوكة بصفة عامة وبني حسان بصفة خاصة
-- الموضوعية تقتضي إنصاف العرب
--كلمة إنصاف في حق الزوايا
--موريتانيا للجميع ولا يمكن اختصارها في الزوايا والعرب
--كل الشرائح والطبقات ساهمت في بناء موريتانيا
--
مساهمة علماء أهل الشوكة في البنية الثقافية الموريتانية
-- مساهمة علماء ونبلاء من شرائح اجتماعية غير الزوايا والعرب
--الانتماء بالثقافة وليس بالنسب
-- المواطنة هي الحل
......
التدافع واقتسام السلطة
......
بموجب اتفاق غير مكتوب أملته أسباب سياسية واجتماعية ؛ يضيق المقام عنها؛ اقتسم أهل الشوكة (جلهم من بني حسان) والزوايا (جلهم صنهاجيون ) سلطة السيف والقلم في هذه البلاد ؛ لكن هذه الاقتسام لم يتعمق ويأخذ شكل ايديولوجية وتدافع قوي إلا بعد حرب شرببه التي دارت في منطقتي اترارزه ولبراكنة .
ركز انتصار العرب ثقافة السلمية، وترك التسلح في زوايا الترارزه ولبراكنه، وأثر في بعض زوايا آفطوط ومنطقة الساحل التي تشمل مناطق اينشيري، وآدرار وتيرس زمور ،وداخلت انواذيبو .
في هذا السياق عبرت ايديولوجية "الركاب" و"لكتاب "وما يرتبط بهما من "تعربيت ""وتزاويت "عن هذه السلطة الثنائية (الزوايا والعرب )
عبرت اللغة عن الكثير من متعلقات هذا الواقع : عربي ومغفري ؛مقابل زاوي وحساني مقابل طالب :"الطلبه" أما "امرابط" فلها دلالات أخرى قد لا تحيل إلى القدح عند المجتمع.
انتقد بعض الزوايا العرب انتقادات قادحة ؛وصلت حد التكفير أحيانا ؛لكن بعضهم أشاد بخصال العرب.
قضايا العرب والزوايا في مجتمع السيبة متشعبة ولا يتسع المقام لشرحها .
ومع الطفرة الخطيرة التي عرفها الخطاب القومي بموريتانيا في السنوات الأخيرة، ظهر الخطاب التنافسي بين العرب (حسان ) والزوايا ،الزوايا في هذا الخطاب بالنسبة للعرب هم من يتحمل كل الأوزار، فقد احتكروا العلم ،وزوروا التاريخ
وباعوا الدين بالدنيا ،وركزوا ثقافة الدجل ،والعرب بحسب نفس الخطاب الزاوي؛ هم رمز الجهل وصناع ثقافة السطو والظلم .
تضررت كل الشرا ئح من ظلمهم وسوء أفعالهم.
هذان الخطابان مازال لهما حضور قوي ؛في شبكات التواصل الاجتماعية والمواقع الألكترونية وبعض صالونات انواكشوط
كما يلاحظ أن الكثير من المؤلفين والباحثين في مجالات التاريخ والعلوم الاجتماعية (جلهم من شريحة الزوايا ) تأثروا إلى حد ما بهذا التوجه فتجاهلوا مكانة ومساهمة أهل الشوكة في هذه البلاد
و مما لا مشاحة فيه أن القبائل الموريتانية ذات الأصول الصنهاجية والعربية التي تفرغت للعلم ،تفوقت على غيرها ثقافيا كما تفوق اهل الشوكة في فنون الحرب بحكم تفرغهم لشؤون القتال. وهي مسألة منطقية إذ بقدر الجهد المبذول، يتحقق الهدف
يتواصل