(خطاب الكرامة))

الحسين بن محنض

أبرز ما جاء في خطاب فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني بالمدرسة الوطنية للإدارة والصحافة والقضاء اليوم الذي كرسه لضرورة خدمة الإدارة للمواطن وقربها منه واحترام كرامته… 
بعد تهنئة الدفعة الجديدة من الخريجين الشباب على نجاحهم، وتثمين دورهم المستقبلي في الإدارة، قال الرئيس:
- الهدف من الإدارة هو حل مشاكل المواطنين، ونجاح كل إدارة يقاس بمدى نجاحها في تسهيل معاملات المواطن وتمكينه من استيفاء حقوقه، وسرعة وسلاسة التعامل معه بطريقة تحفظ كرامته، وتصونه من الاستخفاف به..
- إدارتنا تعاني من اختلالات كثيرة في هذا المجال، والدليل على ذلك أن الرئاسة يردها أسبوعيا عدد هائل من رسائل تظلمات المواطنين التي تكون أحيانا على مشاكل بسيطة كان يمكن للإدارة حلها..
- لو أن الإدارة كانت تقوم بعملها فلماذا تطرح هذه المشاكل على الرئاسة؟ هذا يظهر أنه لم تعد لدى المواطن ثقة في الإدارة..
- موظفو الرئاسة يقومون بمكاتبة الإدارة من جديد ليخبروها بأن المواطن الفلاني أرسل إلى الرئاسة رسالة لحل مشكلته الفلانية، هذا لا ينبغي..
- حان الوقت لبناء إدارة عصرية وفعالة تتمحور حول خدمة المواطن..
- انعدام مصالح لاستقبال المواطنين وتوجيههم للإدارات المعنية بمشاكلهم لحل هذه المشاكل لا ينبغي..
- التعامل مع المواطن بالبطء والمزاجية والتراخي في الرد، وضعف الرقابة على حضور الموظفين لا ينبغي..
سأعطي أمثلة من سلوك عام: 
- حقوق المواطنين تضيع في الإدارات المسؤولة عن العقارات والإسكان بسبب تداخل القطع الأرضية وتعدد منحها وعدم استقرار المخطط العمراني..
- التقديرات الجزافية للضرائب التي تتراكم على من استحقت عليه حتى تصل إلى حد تعجيزي للمواطن.
- في المؤسسات العمومية الخدمية كشركة الماء غياب الفواتير  والأخطاء الجسيمة في الفوترة وسوء التعامل مع المواطنين، وعدم التواصل مع الزبون وترك الفواتير تتراكم حتى يعجز عنها، والانقطاعات، وسحب العداد دون إنذار مسبق وقبل نهاية الأسبوع كي يتضرر المواطن أو يشعر بأنه معاقب، بدلا من القيام بذلك في الوقت المناسب وبطريقة تحفظ للمواطن كرامته، وبعد إشعاره لتسديد ما عليه قبل قطع الماء والكهرباء عنه..
- صعوبة حصول المواطن على مستخرج أو وثيقة أو تسجيل لدى مراكز الحالة المدنية والوثائق المؤمنة، وإمضاؤه أيامًا كي يحصل على ذلك.. 
- ما فائدة الرقمنة إذا لم تكن وسيلة لتسهيل خدمة المواطن؟..
- اتصال الإدارة الإقليمية بالمواطن ضعيف، وزيارات الولاة لولاياتهم نادرة جدا، وهذا يترتب عليه ضعف تواصلهم مع المواطن، وضعف الاطلاع على ظروفه مما يخلق قطيعة بين الإدارة والمواطنين..
- هناك نقص في المراقبة على المصالح الجهوية المعنية بالخدمة العمومية (كالصحة والتعليم)، وعلى المسؤولين الأول في الولايات مراقبة هذه المصالح التي وضعت تحت تصرفهم لتقريب الخدمة من المواطنين..
- تأجيل البت في النزاعات في الأماكن غير المأهولة ونقاط المياه من قبل الإدارة المحلية خطأ، فالإدارة ينبغي أن تبت في النزاعات بين المواطنين في أسرع وقت لتسهيل حياتهم، فليس الهدف الإيحاء بأن الولاية لا مشاكل لها، بل الهدف حل هذه المشاكل..
- هذه أمثلة قليلة من اختلالات كثيرة يجب أن تزول، فمهمة الإدارة الأساسية هي القرب من المواطن وحل مشاكله، وتحمل المسؤولية اتجاهه ومن لا يستطيع القيام بذلك فليترك مكانه لغيره…

جمعة, 25/03/2022 - 20:05